في خلف جبال الهماﻻيا كانت تختبأ وﻻية صغيرة وكان يحكمها رجل كبير ذو خبرة ووقار ولكن المرض كان قد انهكه وأحس بقرب نهايته وقد كان للحاكم ولد وحيد شاب في
سن الطيش والمراهقة
وذات يوم أمر الحاكم ابنه بالحضور وقال له يا بني: اني احس بقرب نهايتي وسأوصيك بوصية وهي ان ضاقت بك الحال يوما ما وكرهت العيش فاذهب الى المغارة المظلمة خلف القصر وستجد بها حبﻼ مربوطا إلى السقف اشنق نقسك فيه لترتاح من الدنيا وما كاد الحاكم ينتهي من الوصية حتى اغمض عينيه ومات
أما الوارث الوحيد للثروة فقد أخذ يبعثرها ويسرف ويبدد على ملذات العيش وعلى رفقته السيئة التي طالما حذره أبوه منها
وبعد برهة وجد اﻻبن نفسه وقد نفذت تلك الثروة الهائلة وتغير الحال وتركه أصحابه الذين كانوا يصاحبونه ﻷجل المال فقط , حتى أقربهم من قلبه سخر منه وقال لن أقرضك شيء وآنت من انفق ثروته وليس أنا , لم يجد الشاب مﻼذا وما عاد العيش يطيب له بعد العز فهو مدلل متعود على ترف الحياة وﻻ يستطيع أن يتأقلم مع الوضع المحيط .
فما كان منه إﻻ أن تذكر وصية أبيه الحاكم
وقال آآآه يا ابتاه سأذهب إلى المغارة وأشنق نفسي كما أوصيتني وبالفعل دخل المغارة المخيفة والمظلمة ووجد الحبل متدليا من اﻷعلى
فما كان منه إﻻ أن سالت من عينه دمعة أخيرة
ولف الحبل على رقبته ثم دفع بنفسه في الهواء !
فهـــل مات هل انقضى كل شيء ؟
هل هي النهاية اليائسة أم آن الحال مختلف
نعم فما ان تدﻻ من الحبل حتى انهالت علية أوراق النقود من السقف ورنين الذهب
المتساقط من اﻷعلى يضج بالمغارة وقد سقط هو إلى اﻷرض وسقطت بجانبه ورقه كتبها له أبوه الحاكم يقول فيها يا بني قد علمت اﻵن كم هي الدنيا مليئة باﻷمل
عندما تنفض الغبار عن عينيك وتدع رفقاء السوء وهذه نصف ثروتي كنت قد خبأتها
لك فعد إلي رشدك واترك اﻹسراف واترك رفقاء السوء
وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم (خذ من صحتك لمرضك ومن شبابك لهرمك