إنا لله وإنا إليه راجعون على إثر وفاة الخليفة العام للطريقة التيجانية سيدي الحاج محمد نتيجة مرض عضال ألزمه الفراش بمستشفى عين النعجة الجزائر يوم: 14 رمضان سنة 1431 هـ الموافق ل : 24 أوت سنة 2010م ولقد دفن في اليوم الموالي بعين ماضي في موكب جنائزي مهيب حضرة شخصيات مرموقة من داخل الوطن وخارج الوطن وجمع من المقاديم والحباب من كل فج عميق نسأل الله له المغفرة وأن يحشره مع الشهداء والصالحين والصديقين وحسن اولائك رفيق كما نسأل الله أن يرزق أهله وأولاده وأقاربه وذويه وجميع المريدين والأحباب الصبر والسلوان .
وفي صبيحة يوم المخميس : 16 رمضان سنة : 1431هـ الموافق ل 26 أوت سنة 21010م خرجنا من بلدة العالية أنا وأخي الباحث في علم الأنساب الأستاذ عبد القادر سليمان موهوبي والأستاذ مسعود لكحل مدير متوسطة متقاعد والأخ عبد الناصر غزال مشري أستاذ جامعي بجامعة قاصدي مرباح ورقلة مرورا بمدينة القرارة فبالريان والأغواط ثم عين ماضي التي وصلناها في حدود ما قبل صلاة الظهيرة ، قدمنا واجب التعازي الى أولاد وذي المرحوم وصلينا صلاة الظهر معا ثم ودعنا الجمع ورحنا نتجول في معالم الطريقة التيجانية من منشآت………
وإليكم نبذة عن حياة المرحوم :
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
الخليفة العام
للطريقة التجانية السابق
الشيخ سيدي الحاج مَحمد التجاني رضي الله عنه
النسب:ـ هو العارف بالله الشريف الحسني سيدي الحاج مَحمد بن سيدي محمود بن مولاي البشير بن سيدي محمد الحبيب بن الشيخ الأكبر سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه.
وأمه هي السيدة المصونة: عائشة بنت العربي زرهونية (من "موساوة" ضواحي مدينة مكناس بالمغرب), وكان والدها رجلا صالحا, معلما للقرآن الكريم.
المولد والنشأة:ـ ولد سيدي الحاج مَحمد بعين ماضي (ولاية الأغواط/الجزائر) يوم الجمعة 05 رمضان 1352هـ الموافق لـ: 22 ديسمبر 1933 م.
تربى في اسرة شريفة بين أحضان والديه على التقوى والعفاف والصلاح وحب الخير للناس واكرام اهل الفضل والتطلع الى معالي الامور واحترام الاخرين وتقديرهم .
حفظ القرآن الكريم بمدرسة الزاوية، ودرس العلوم الشرعية على الشيخ الفقيه الحاج محمد سوجتاني، والشيخ أحمد لعناية الماضوي، كما درس بالمدارس النظامية الفرنسية,.
سيرته:ـ اشتغل في شبابه بالأعمال الحرة كعادة القرويين وكان له اهتمام خاص بالفلاحة وخدمة الأرض.
عُرف منذ صغره بحبه للعلم والعلماء، والاستقامة التامة، والتزام المسجد حتى لقب بحمامة المسجد، والمحافظة على أوراده والوظيفة مع الجماعة.
كما تميز بدماثة الخلق، ورحابة الصدر، وطيبة القلب، والتسامح مع الجميع.
وكانت له غيرة خاصة على الأحباب، فقد كان يحبهم ويكرمهم ويسهر على خدمتهم.
كان كثير المطالعة، والكتاب رفيقه الدائم في كل الأحوال، محبا لأهل العلم يجالس العلماء، يناقشهم ويستفيد منهم، وكان يجلهم ويحبهم.
إجازته: أجازه الخليفة الشيخ سيدي أحمد التجاني التماسيني بإجازتين مطلقتين, إجازة أولى وهو شاب بسنده التماسيني المعروف, لما رأى فيه من همة عالية، وصلاح واستقامة, وحرص على آداب الطريقة, ثم أجازه مرة أخرى إجازة مطلقة بسنده عن طريق سيدي محمود(والد سيدنا الشيخ) لما طلب منه الإذن في بعض الأذكار العالية.
نشاطه:ـ كان قائما على خدمة مقام سيدي محمد الحبيب، وخدمة ضيوفه وزواره, كما اشتغل خطيبا وإماما بمسجد سيدي محمد الحبيب، وواعظا ومرجعا للفتوى والنصح.
كانت له عناية خاصة بتأليف القلوب، وإصلاح ذات البين وحل المشكلات وفض النزاعات لما كان يتمتع به من سمعة طيبة واحترام وتقدير لدى الجميع.
كما كانت له عناية خاصة بتربية المريدين وتوجيههم نحو الاستقامة التامة.
مشاركته في الثورة:- في أيام ثورة التحرير المجيدة كانت له نشاطات مختلفة ضمن مجموعة العمل بعين ماضي, خاصة وأنه كان محل ثقة وقرب من ابن عمه المجاهد الكبير سيدي ابن عمر التجاني, الذي كان يقود هذه المجموعة, مما جعل سلطات الإحتلال يشددون الرقابة عليه ولا سيما بعد التحاق أخيه الشهيد سيدي أحمد التجاني بصفوف جيش التحرير(1930 – 1959), فتعرض هو وأخوه سيدي البشير إلى البحث والرقابة إلى أن أرغما على الخروج من عين ماضي, ولم يستطيعا العودة إلا بعد استشهاد أخيهما.
حجه:ـ حج سيدي الحاج مرتان، الأولى سنة1963، والثانية سنة 1983 ، وكلاهما كانت الوقفة بعرفة توافق يوم الجمعة.
رحلاته:ـ زار سيدنا مجموعة من الدول الإ فريقية تواجدت فيها التجانية كموريتانيا والسنغال والنيجر ونيجيريا, فلقن الطريقة هناك, وأجاز المقدمين, وفتح الزايا التجانية.
كما كانت له رحلات مع الخليفة الأسبق سيدي علي بن سيدي محمود داخل الوطن وخارجه كتونس والمغرب.
قيامه بأمر الزاوية:ـ كلفه أخوه الأكبر سيدي علي طيلة خلافة هـذا الأخير الذي كان مقيما بـ (بيدو) [بلعباس] من سنة 1976 إلى 1990 باستقبال الضيوف وإكرام الزائرين لما كان لديه من رحابة صدر وسعة اطلاع وخلال حميدة فقام بالمهمة بجد ، وأدى واجبه كاملا.
وفي سنة 1984 أشرف على إحياء ذكرى وفاة أخيه سيدي محمد الحبيب الذي توفي بدكار (السنغال) سنة1983، بحضور الخليفة الشيخ سيدي البشير التجاني التماسيني ووفود من دول إفريقية وعربية والمئات من الضيوف والأحباب وغيرهم في حفل عظيم بعين ماضي.
خلافته:ـ تحت اشراف مولانا الشيخ الدكتور سيدي العيد التجاني التماسيني تولى سيدي الحاج محمد الخلافة العامة للطريقة التجانية خلفا للشيخ سيدي عبد الجبار التجاني الخليفة العام, يوم الثلاثاء 02 من ذي الحجة 1426 هجرية الموافق لـ 03 جانفي 2006 ميلادية.
زواجه:ـ تزوج سيدي الحاج محمد سنة 1954 بالسيدة الفاضلة الشريفة لالة خدوج بنت القطب الرباني سيدي محمد البودالي بن سيدي علال، وتقاسمت معه الحياة, وأنجب منها اثني عشر ولدا، وهم:
الأبناء الكرام :
1ـ سيدي محمد الحبيب (1957)
2ـ سيدي محمد البشير (1958)
3ـ سيدي أحمد (1959)
4ـ سيدي محمود (1961)
5ـ سيدي بن عمر (1963)
6ـ سيدي عبد المطلب (1971)
7ـ سيدي المختار (1973)
8ـ سيدي محمد الطاهر (1978)
البنات الكريمات:
9ـ لالة فاطمة الزهراء (1965)
10ـ لالة عمارية (1967)
11ـ لالة عائشة (1968)
12ـ لالة البتول (1974).
حفظهم الله , ومتعنا برضاهم اجمعين. آمين.
وقد وافته المنية يوم الثلاثاء 14 رمضان 1431 هـ الموافق 24 أوت 2010 م، بالمستشفى العسكري بمدينة الجزائر العاصمة ، ودفن في اليوم الموالي بجوار جده سيدي محمد الحبيب رحمهم الله ورضي عنهم اجمعين.
تولى من بعده الخلافة العامة للطريقة التجانية مولاناالشيخ سيدي علي بن سيدي محمد التجاني المدعو سيدي بالعرابي نفعنا الله ببركاته.