(حقيقة التقوى)
سأل عمر رضي الله عنه كعبا فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا فيه شوك؟ قال: نعم. قال: فماذا فعلت؟ فقال عمر رضي الله عنه: أشمر عن ساقي، وانظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب: تلك هي التقوى. تشمير للطاعة، ونظر في الحلال والحرام، وورع من الزلل، ومخافة وخشية من الكبير المتعال سبحانه.(من كتاب بستان الخطيب)
( القلب الزجاجى )
وصية مفيدة ونافعة: قال عنها ابن القيم:
"قال لي شيخ الإسلام - رضي الله عنه - وقد جعلت أورد عليه إيرادًا بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشُّبهات كالسفنجة، فيتشربها، فلا ينضج إلاَّ بها، ولكن اجعله كالزُّجاجة المصمتة تمر الشُّبهات بظاهرها، ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلاَّ فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرًّا للشبهات، فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك"
ساعة حرجة
من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته، فإن ينتبه انتباهاً لا يوصف، ويقلق قلقاً لا يحد، ويتلهف على زمانه الماضي. ويود لو ترك كي يتدارك ما فاته،
ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت، ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف. ولو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل
كل مقصود من العمل بالتقوى.
فالعاقل من مثل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك.
( ابن الجوزي- صيد الخاطر )
( عبودية القلب )
إن أعمال القلوب أفرض من أعمال الجوارح وهل يميز المؤمن والمنافق إلا بما في قلب كل واحد منهما من الأعمال التي ميزت بينهما؟ وهل يتمكن أحد من الدخول في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه ؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم، فهي واجبة في كل وقت، ولهذا كان الإيمان واجب القلب على الدوام والإسلام واجب الجوارح في بعض الأحيان فمركب الإيمان القلب ومركب الإسلام الجوارح ( ابن القيم )
جاسوس القلوب
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: الغناء هو جاسوس القلوب وسارق المروءة ، وسُوس العقل ، يتغلغل في مكامن القلوب ، ويدب إلى محل التخييل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة ، فبينما ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القران ، فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله ، وقل حياؤه ، وذهب مروءته ، وفارقه بهاؤه ، وتخلى عنه وقاره وفرح به شيطانه وشكا إلى الله إيمانه ، وثقل عليه قرآنه...
لص الإيمان
إن الشيطان لص الإيمان، واللص إنما يقصد المكان المعمور، وأما المكان الخراب الذي لا يرجو أن يظفر منه بشيء فلا يقصده، فإذا قويت المعارضات الشيطانية والعصرة دلَّ على أن في قلبه من الخير ما يشتد حرص الشيطان على نزعه منه.