رغم ان الرئيس الامريكي الجديد اوباما برز الى الاضواء فجاة فقد كان الى عهد قريب اسم لايثير اي ردة فعل لكن والحق يقال استطاع ان يملا المكان والزمان وان
يخطف الاضواء حيثما حل وارتحل بابتسامته التي تؤكد ثقة "مفرطة " في النفس تجسدت في حركاته وكلماته وحتى في قراراته واذا كان اول قرار وقعه والذي يقضي باغلاق معتقل غوانتانامو يوضح ان لدى هذا الرئيس جراة غير عادية فانه ايضا بدخوله التاريخ اول رئيس لامريكا يدخل البيت الابيض بدون " كرافيتة" ولباس رسمي قد قدم درسا عمليا للذين" يخنقون " انفسهم ويرون المنصب "وجاهة " بان المكانة ليست باللباس و" الكرافيتة" و "الابهة " وانما بالعمل الذي يعتبر اصدق لغة
لقد نظرت بالكثير من الاحترام والاكبار لاوباما وهو يلقي اول كلمة له امام الكونجرس ليس لمحتواها الذين يهم الامريكيين وانما للفتة راقية قام بها اثناء كلمته فرغم ان الاضواء كانت كلها مسلطة عليه وكان يستطيع ان يبقيها كذلك بل هو في حاجة اليها لانه في بداية المشوار الا انه قام بتصرف يؤكد انه من طينة الكبار و ان " عينه شبعانة "
اثناء القاء اوباما لكلمته اشار الى رجل كان من بين الحاضرين وقال ان هذا الرجل مثالا يحتذى به فقد كان رئيسا لبنك كبير وحينما تقاعد تحصل على 60 مليون دولار مكافاة لكنه رفض ان يستاثر بها لوحده لانه يدرك ان نجاحه بفضل تعاون زملائه في البنك معه فقرر ان يتقاسم المبلغ مع 70 من زملائه في البنك اعترافا بجهدهم وصفق اوباما كثيرا لهذا الرجل الذي صفق له الحاضرون ايضا
الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل اشار اوباما ايضا الى طفلة صغيرة كانت تقف الى جانب امها وقال ان هذه الطفلة مثال رائع للاصرار والارادة التي لا تلين فقد كانت تدرس في مدرسة يمر بجانبها قطار يزعجهم ويتسبب في زعزعة السقف فكانت هذه الفتاة كل يوم تذهب الى مكتبة المدرسة وتكتب رسالة الى الجهات المعنية ولمدة طويلة حتى تمت الاستجابة الى طلبها حينها دوت عاصفة من التصفيق للفتاة وكان اوباما اول المصفقين
لقد كان بامكان اوباما ان يصول ويجول خاصة انه يدرك ان الكل يتابعه ليس الامريكان فقط بل العالم اجمع لكنه تقاسم الفرحة والاضواء مع اناس بسطاء مقدما درسا ليس نظريا وانما تطبيقيا وبلغة الميدان التي يصدقها الجميع ان "الكبير " ليس بمنصبه وانما بتصرفاته وان اي نجاح لابد ان يتحقق بفضل" روح الفريق" ومساهمة الجميع ومن المستحيل ان يتالق احد اذا لم يجد المساندة والتعاون من هنا وهناك وبالتالي من الجميل ان يعترف بفضلهم وليس ان يتخدهم سلما يرميه بعد ان يصل "فوق " لانه في تلك الحالة لابد ان يسقط سقوطا حرا ودويا ليستقر في " القاع"
همسة:
اليد الواحدة من المستحيل ان تصفق والاعتراف بفضل الاخرين فضيلة اليس كذلك ما رايكم