....دائما مع الهـــــارب - إبراهيم - حيث قال : ومرة أخرى إستعصى علي حفظ ما هو مكتوب في لوحتي حيث قرأت مرارا وتكرارا ولم أوفق فقلت في نفسي يجب أن أبدل موضوع الحفظ هذا بغيره كإستراحة ثم أعاود الكرة من جديد لعل الله يفتح علي وأحفظ لوحتي وأرتاح من عناء مساءلة المدرس لي ، فبدأت أراجع شريط أحداثي ومصاحبتي لوالدي رحمه الله الى القنسة بالشاحنة الزرقاء من نوع - سافيام - حيث لاحظته وهو يقود الشاحنة وهي تزف وترغي كالبعير وفي كل مرة يحرك والدي العصا السوداء والتي تحمل على رأسها كرة سوداء وهو يحركها بين الفينة والأخرى يمينا وشمالا والى الأمام والى الخلف حيث يبدل السرعة وهي تموج بنا وتتنرنح...وأنا مشتاق الى السياقة لكنني لا أحسنها ولا والدي يتركني أتعتب غرفة القيادة....فقلت والله فكرة مش بطالة
فاليوم أحقق حلما من أحلام يقظتي وأحاول تجسيده على أرضية الواقع...فرشقت القلم الطويل المصنوع من القصب عن يميني في الأرض وجعلته هو عصا تبديل السرعة وجعلت لوحتي هي المقود والدواة هي - الديمارور - فأغمضت عيني وتصورت أني ركبت الشاحنة ووالدي مسافر سفرا طويلا وأغلقت الباب وحركت الدواة وأقول بفمي : إرررون.....إرررورن الى أن إستيقظ المحرك وبدأ هديره مدويا ثم حركت قلمي الى الأمام الذي يمثل عصا السرعة وأطلقت فرملة اليد فقفزت بي الشاحنة كأنها بقر الوحش فتشبثت بالمقود ومررت كل السرعات وأنا أردح الى أسفل والى أعلا واترنح يمينا وشمالا وأقلد صوت المحرك بفمي ، قلت في نفسي ربما سمع صوت هدير الشاحنة وربما ما سمعة وانا أحيانا أقوي الصوت وطورا أخفضه لكن زملائي كلهم يسمعون ويشاهدون ، فمنهم من خاف على من غضبة المدرس ومنهم من أراد أن يركب معي ومنهم من يجري ورائ...إحلوت الحكاية معي وظننت أن المدرس مشغولا عني بغيري من التلاميذ.....لكنه كان يسمع ويرى من طرف خفي لا اعلمه أنا ولم أجعل له حسابا ولم أنتبه إليه ، وكان دوما في يد المدرس أنبوبا مطاطيا من الكاوتشو الأحمر الثخن ملوي على إثنين أي على صرعين ...غافلني هذا المدرس ورحمني به رحمة أغنتني عمن سواه جاءتني بين الأكتاف وما تبقى من الأنبوب صدمني عن وجهي صدمة كادت تفقدني بصري حيث إظلولمت الدنيا بين عينيا وأصبحت لا أرى إلا أسلاكا رقيقة مضيئة بمختلف الألوان والأحجام والأطوال تماما كقووس قزح وقال المدرس : هذا لوطوروت أنتاع أمك إلا راك تسير فيه بهذه السرعة يا كلب ...وكان للمدرس بيده اليمنى أصبعين ملتويين الى راحة يده وفي حالة ما إذا إستعمل يده فتكون النتيجة تساوي : دبزة + كف ومن حالفه الحظ وكان له منها نصيبا على وجهه أو اي مكان من جسمه فبعد إنتهاء العملية يلاحظ أثار أظلاف ثور على الثرى أي إحمرار شديد وفي مركزه حفرتين ...
كانت هذه هي حياة التلاميذ في وقت غير بعيد....
من إعداد المدون / تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51blogspot.com