تنطلق، اليوم عملية التصحيح النموذجي لأوراق إجابات المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، عبر 57 مركز تصحيح على المستوى الوطني، بحيث سلمت صبيحة أمس مديريات التربية للولايات الأوراق لمراكز التصحيح، في الوقت الذي سيواجه المصححون "وضعيات شائكة" خلال العملية، تتعلق بحالات الغش التي تم ضبطها ببعض مراكز الإجراء، فهل سيتم إلغاء الإجابات مباشرة مثلما حدث في بكالوريا السنة الماضية.
وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أنه قبل انطلاق عملية "التصحيح النموذجي"، يقوم "الأساتذة المقومون" بدراسة الأجوبة دراسة دقيقة ومقارنتها بسلم التنقيط المعتمد، على أن يتم الاتفاق على "تصحيح واحد" في تمرين معين وفي مادة معينة، ليسلم بعدها للخلية المركزية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بغية إحداث توافق بين كافة مراكز التصحيح والأساتذة المصححون أنفسهم البالغ عددهم 34 ألف مصحح.
وأضافت، المصادر نفسها، أن كافة المصححين، يتم تدريبهم على ما يصطلح عليه "بالتصحيح النموذجي" الذي يدوم يومين كاملين، ففي بداية الأمر يقومون بدراسة "سلم التصحيح" وتوزيع النقاط اللذين يتم عرضهما على السبورة، لكي يكون كل مصحح على دراية تامة بكل احتمالات الإجابات لتفادي الاختلاف في أوجه النظر، بحضور كل من رئيس لجنة المادة والأستاذ المقوم، ليتم الشروع بعدها في تصحيح عينات لأوراق إجابات "بشكل جماعي"، من خلال تصحيح على الأقل 20 ورقة إجابة للمترشحين.
وأكدت، نفس المصادر، أنه عند انطلاق التصحيح الفعلي، يسلم رئيس لجنة المادة للمصحح لجنة واحدة تضم 160 ورقة إجابة يقوم بتصحيحها خلال 4 أيام وقد تدوم العملية 6 أيام كاملة، وذلك حسب خصوصية كل مادة، على اعتبار أن الوقت الذي يستغرقه المصحح في تصحيح ورقة إجابة لمترشح شعبة آداب وفلسفة في مادة الرياضيات على سبيل المثال، ليس نفسه الذي يستغرقه في تصحيح ورقة إجابة لمترشح شعبة رياضيات في مادة الرياضيات.
نسبة "التصحيح الثالث" لا تتعدى 6 بالمائة..
وأضافت، مصادرنا، أن التصحيح الأول يستغرق ستة أيام، غير أن التصحيح الثاني يكون أقصر مدة من الأول، وبالتالي فيمكن للمصحح استكمال العملية في ظرف أربعة أيام، لأنه يكون قد تعود بشكل كبير على التصحيح، مؤكدة بخصوص "التصحيح الثالث" أنه قليلا ما يتم اللجوء إليه من قبل الأساتذة، ففي بعض المواد يوجد "صفر تصحيح ثالث" وفي مواد أخرى لا يتعدى 6 بالمائة، على اعتبار أن الأساتذة يخافون على سمعتهم وعلى مستقبلهم، وبالتالي فهم يلتزمون بتقديم الأفضل، غير أنه حتى إن تم اللجوء إليه، وكان الفارق بين التصحيحين الأول والثاني في الشعب الأدبية أربع نقاط و3 نقاط ونصف في المواد العلمية والتقنية، فإنه يتم عرض "ورقة إجابة المترشح" في هذه الحالة فقط للأساتذة على الأكفاء الذين يتمتعون بخبرة طويلة في ميدان التصحيح ولديهم سمعة طيبة في الوسط التربوي.
وأكدت، المصادر التي أوردت الخبر، أنه بعد الانتهاء كلية من عملية التصحيح، يتم إرسال علامات المترشحين في كل المواد إلى مركز التجميع والإعلان عن النتائج الموجود على المستوى الوطني، لجمع النقاط وإعداد المعدلات وقوائم الناجحين والراسبين، ليتم بعدها نزع الإغفال واستبداله برقم تسجيل المترشح، بشرط أن تبقى الأوراق بمراكز التصحيح.