عدد الرسائل : 9266 العمر : 35 المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : ليس بعد (دبلوم ماستر ميكانيك طاقوية) السٌّمعَة : 184 تاريخ التسجيل : 02/02/2008
موضوع: بحث جاهز حول ~ التسامح وأثره في حياة الانسان ~ الثلاثاء أكتوبر 14, 2014 9:41 pm
التسامح وأثره في حياتنا الاجتماعية
هو المساهلة وترك الاستقصاء عن بواطن الناس.
قال الله تبارك وتعالى: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ).
لقد جاءت تعاليم الشريعة الإسلامية بالمحافظة على بناء الأسرة من التصدع وإغلاق الطرق الموصلة إلى الشقاق والخلاف والفرقة.
وكان في مقدمة من سلك هذا المنهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقتدى به كل صاحب نفس كبيرة وهمة عالية، احتمالاً للناس وصبراً عليهم وقبول ما تيسر من أخلاقهم وحسن تعاملهم والتغاضي عن هفواتهم فوسعو الناس بأخلاقهم وحسن تعاملهم.
وموضوع ( التسامح ) كبير تعظم الحاجة إليه حين تمر بنا المحن وتعصف بالأسرة والأمة أمواج التناحر فتحلل روابطها وتصدع جدران الثقة بين أفرادها، عبر منافذ الشك والتخوين ومصادرة الحقوق والانزلاق في التناحر، وتصفية الحسابات.
ولا يمكن أن تقاوم هذه الأمراض، ويحافظ على تلك المكاسب؛ إلا بالتسامح، والغض عن الهفوات، ومحاصرة الشبهات، وإبراز بعض القدرات التي تمارسها في الواقع بعيداً عن التنظير. وقد جرت الأمثال في السابقين ( أحلم من فلان، وأكرم من فلان، وأغير من فلان ).
ولئلا تطول المقدمة إليك أخي القارئ هذه الأفكار - الآراء والتقاسيم - حول موضوع التسامح.
لماذا الحديث عن التسامح
1- كثرة الشكوى من تهدم عدد من البيوت، والانكسارات العائلية؛ بسبب التعلق بتوافه الأمور.
2- تعطلت عدد من المشاريع، والأعمال الإصلاحية؛ بسبب التعلق ببعض العوائق الهامشية، وجعلها منطلقاً للتناحر والتقاعس.
3- رؤية الذات، وتعظيم حق النفس والأنا.
4- توهم حماية النفس، والإبقاء على هيبتها وكبريائها؛ تشديد الرقابة، وتصيد الهفوات، واستعراض العضلات.
5- ظاهر العقاب الجماعي تحت طائلة الأخطاء الفردية على مستوى البيوت، والجماعات، والدول، والأمم.
6- فهم بعض الناس أن العفو والتسامح حق للآخرين وهو - أيضاً - حق للنفس فأنت أول المستفيدين.
كيف نتسامح ونصفح
1- ملاحظة القدر، فكل شيء مقدر، ولو قدر غير ذلك لكان.
2- ذكر الجميل من الأيام الماضية (وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) البقرة: 237
3- تذكر أن للآخرين مثل الذي لك (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) البقرة: 228.
4- التثبت والتبين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) الحجرات: 6 فالتثبت نصف العفو، ورب ملوم لا ذنب له.
5- معرفة نقص البشر، وتعرضهم للخطأ في أي لحظة.
6- تذكر أخطاءك، وكم تتمنى لو سامحك أصحاب الحقوق.
7- تذكر أجر كظم الغيظ، والعفو عن الناس (من كظم غيضاً وهو قادر على إنقاذه ناداه الله يوم القيامة وخيره من أي الحور شاء).
8- تذكر محامد صاحب الجناية وفضائله لئلا يسقط من عينك عند الهفوة.
اقبل معاذير من يأتيك iiمعتذراً * إن بر عندك فيما قال أو iiفجرا فقد أطاعك من أرضاك ظاهره * وقد أجلك من يعصيك iiمستتراً
10- أشغل نفسك بمعالي الأمور، وتجاهل توافهها.
11- قلة الخلاف، ولزوم الموافقة فيما لا يخالف الشرع.
12- التعرف على شؤم اللدد في الخصومة فما لاح كريم قط، وما استقصى حقه قط.
13- محاصرة الشبهات والشائعات.
14- احترام الرأي الأخر، فلم مصادرة الآخرين؟.
15- تقدير عواقب الأمور وتصور مآلاتها.
فوائد التسامح:
1- الحصول على الأجر فمن عفا وأصلح فأجره على الله.
وكذلك محبة الله فإنه يحب المحسنين.
2- تحقيق العزة والانتصار على النفس (فما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا ومن تواضع لله رفعه الله) ولأن تكون مظلوماً تنتظر النصر خير من أن تكون ظالماً تنتظر العقوبة.
3- التفرغ لمعالي الأمور فلا وقت للعظماء حتى يقفوا عند التوافه.
4- جمع الذهن، والقدرة، والتركيز، والإبداع، والسلامة من التشتت.
5- التفرغ للنفس وإصلاح عيوبها.
6- بقاء الهيبة؛ لأن من حاسب على كل شيء هانت نفسه وتجرأ عليه الأراذل قال جعفر الصادق: (عظموا أقداركم بالتغافل).
والتسامح شجاعة في وقته .
7- تحقيق الهدوء النفسي، والاستقرار الداخلي؛ لسلامة القلب من شواهب العتاب، والخصومات.
8- تذكر أن التسامح علاج لأمراض كثيرة، كالكذب، والبخل، والغضب، والجبن، والخوف، والقلق.
فإذا بليت بولد أحمق، أو زوج عنيد، أو جار سوء، أو بنت متمردة - فلن تعيش مع هؤلاء إلا إذا عشت متسامحاً.
9- تذكر لذة العفو، ولا يعرفها إلا من جرب؛ فإن من انتصر لنفسه خاف، وندم، وذل.
10- تحقيق العافية فقد قيل: (إن العافية تسعة أعشار كلها في التغافل).
وإذا بليت بشخص لا خلاق له * فـكن كأنك لم تسمع ولم iiيقل
11- إبقاء المودة فمن كثر عتابه قل أصحابه.
إذا كنت في كل الأمور معاتباً * صديقك لم تلق الذي لا iiتعاتبه
نماذج لأهل العفو والصفح:
1- الرسول - صلى الله عليه وسلم - (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ)، عفوه عن قريش يوم الفتح.
2- يوسف - عليه السلام - وعفوه عن إخوته.
3- أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - حين اعتذر كل منهم عن الآخر.
4- الإمام أحمد - رحمه الله - فقد نص على تحليل المعتصم؛ لما له من أعمال جليلة في نصرة الإسلام، مثل: فتح عمورية.
5- شيخ الإسلام ابن تيمية حين عفا عن خصومه، ومن سعوا فيه عند السلطان، ومواساته لأبناء أحد خصومه بعد وفاته.
وصية:
اجعل للصلح موضعاً واسلك الانسحاب السلمي، ولا تنهي المخالفة بعاصفة تدمر طرق الرجوع، وكن معتدلاً حين الإقبال والإدبار.
وأدخل نفسك في برنامج لتهذيب السلوك، وتعديل الأخطاء، وأحسن الظن بالآخرين.
تقبل ما يصدر منهم، ولا تفتش عن النوايا، وكن واضحاً؛ لئلا يكون الغموض واللبس سبباً في فهمك على غير ما أنت عليه.
واقرأ في القرآن، والسنة، وسير الصحابة في هذا الشأن؛ يكون حافزاً على التحلي بهذا الخلق النبيل.
احتراز:
لا يفهم من التغافل، والإعراض، والتسامح والعفو أنه: ضعف وخور؛ إذ لا تعارض بين ذلك، وتوكيد الذات؛ فإنه لا يصح التسامح إذا كان على حساب الحقوق الشخصية، والأهل، والمال.
فكم هم الذين يستغلون المتسامحين فيجرون عليهم تحطم الذات، ويدخلونهم في نفق من الانكسارات النفسية، والاقتصادية، والاجتماعية. منقول