المولد والنسب:
هو الشيخ: محمد بن علي بن عيسى دبوز، ولد ببريان، إحدى قرى مزاب بالجنوب الجزائري في سنة 1337 ﻫ، الموافق لفبراير سنة 1919م، من والد يحب العلم والعلماء إلى درجة جعلته ينذر ولده للعلم وهو جنين في بطن أمه. وفيها نشأ وترعرع تحت رعاية أبوين اعتنيا به وربياه تربية إسلامية صحيحة فغرسا فيه حب العلم والعلماء والأخلاق الحميدة والروح الدينية والوطنية.
من الكتاب إلى الأزهر:
لما بلغ السادسة من عمره أدخله والده الكتَّاب في مسقط رأسه، فتعلَّم فيه القراءة والكتابة وحفظ جزءا وافرا من القرءان الكريم على يد الشيخ: الحاج موسى بن صالح موسى المال، إمام البلدة رحمه الله.
وفي سنة 1927م لما فُتحت أول مدرسة ببريان كان ضمن التلاميذ الأولين وهم السادة:
- محمد بن علي دبوز
- باحمد بن موسى قلو
- عمر بن سليمان بودي
- إسماعيل بن حاج سليمان فخار
- صالح بن عيسى ابن يامي
- باحمد بن عمر اوراغ
- قاسم بن يحي الطالب باحمد
- سعيد بن يحي الطالب باحمد
- سليمان بن حمو باحميدة
- محمد بن صالح لبسيس
وكان أستاذه فيها، الشيخ صالح بن يوسف لبسيس رحمه الله.
وفي سنة 1934م نقله والده إلى القرارة فتتلمذ على يد العالم الجليل الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، والأستاذ الشيخ عدون (شريفي سعيد) رحمهما الله وغيرهما، وفيها حفظ كتاب الله العزيز واستظهره في شهر أوت سنة 1935م، ثم عكف على دراسة العلوم العربية والشرعية والأدبية، وقد كان شديد الرغبة في التلقي حريصا على التحصيل محافظا على أوقاته ذا قلم سيال، ومازالت مجلة الشباب التي كان يصدرها معهد “الحياة” يومئذ، تشهد على ذلك وتحفظ لنا الكثير من مقالاته المطوَّلة وفصوله الأدبية الرفيعة ومناظراته ومعاركه الأدبية، خاصة مع الأستاذ المرحوم علي يحي معمر.
وفي شهر شعبان من سنة 1944م بعد تخرُّجه من معهد الحياة أرسله والده وأستاذه الشيخ بيوض رحمهما الله إلى تونس ليلتحق بجامع الزيتونة ومعهد ابن خلدون. وهناك في الخضراء عكف كعادته بنشاطه ومواظبته على مكتباتها العامة خاصة مكتبة العطَّارين، فدرس فيها الكثير من الكتب القيِّمة في كثير من الفنون كالأدب والشريعة والفلسفة.
ومن تونس انتقل في شعبان من سنة 1946م إلى مصر برًّا، متنكرا مستخفيا عن الاستعمار الغاشم، يقطع الصحاري ويصعد الجبال وهو لا يحمل جواز سفر في حين كانت نيران الحرب العالمية الثانية مشتعلة، حتى بلغ مصر بعد ستَّة وعشرين يوما سيرا على الأقدام، وبعد دخوله مصر توجَّه إلى كلية الآداب من جامعة القاهرة ورحب به الدكتور عبد الوهاب عزام عميد الجامعة واستقبله أحر استقبال.
وفيها درس على كبار أساتذتها الأدب وتاريخه، والتاريخ الإسلامي والفلسفة، كما انكبَّ على أمَّهات الكتب في دار الكتب المصرية، فدرس كتبا قيمة في الأدب، والتاريخ، وعلم النفس، والتربية والعلوم الاجتماعية، وأصول الفقه وفلسفة التشريع، والفقه والحديث.
فانكبابه على الاغتراف وشغفه الكبير بالعلم جعلاه أوَّل الداخلين إلى دار الكتب أيام مطالعاته وآخر الخارجين منها.
وبقي في القاهرة حتى سنة 1948م إذ رجع إلى الجزائر بعد أن نال بغيته من العلم هناك.
الأستاذ في معهد الحياة:
بعد رجوعه من القاهرة إلى الجزائر، اختاره معهد الحياة مدرِّسا فيه لمادتي التاريخ والأدب، ثم أضاف إليهما التربية وعلم النفس، وقد كانتا مجهولتين لا يعرفهما المعهد قبل ذلك.
فكان نعم الأستاذ والمربي، تخرَّج على يده جيل هو اليوم يسدُّ الثغور في المجتمع ويخلفه في عمله المبارك، وكان مخلصا في رسالته تلك، يحاسب نفسه بالدقائق والثواني حتى لا يُضيِّع من حق الطلبة لحظة، يراقب تلاميذه داخل المعهد وخارجه، في سيرتهم وأخلاقهم وأعمالهم الدراسية، وحتى نظافة أجسادهم وألبستهم، يحبُّ طلبته والنكتة معهم، يخلص في تعليمهم وتهذيبهم وتربيتهم، هذا بالإضافة إلى زمالته الحسنة وتقديره الكبير للأساتذة.
وقضي في تربية النشء وتكوين الأجوال ما يقارب ثلث قرن، أي حتى آخر جوان 1981.
التأليف إلى جانب التدريس:
دخل الأستاذ محمد علي دبوز ميدان التأليف سنة 1950م، إذ بدأ كتابة فصوله في تاريخ المغرب العربي الكبير. فأخرج لنا بعد ثلاثة عشر عاما من العمل المتواصل، موسوعة تاريخية رائعة تحمل تاريخ المغرب الكبير مفصَّلا منذ ما قبل التاريخ حتى نهاية القرن الثالث الهجري، يقول عن هذا الكتاب الأستاذ محمد عطية الأبراشي “هذا أول كتاب صفّى تاريخ المغرب من زيف السياسة القديمة، والاستعمار اللاتيني ونادى بالوحدة والتضامن والمحبة والتعاون بين أهل المغرب والعالم الإسلامي”.
وقد تلقَّى المؤلف صعوبات كبيرة في سبيل تحقيق هذا العمل الجبَّار، وسافر إلى أغلب عواصم الشرق والمغرب العربيين لجمع المادة التاريخية من مصادر صحيحة وذلك تقصِّيا للحقيقة، وقام بجولات واسعة لمطالعة المخطوطات الموجودة في الخزائن القديمة داخل الجزائر وخارجها.
والسبب الذي دعا المؤلف إلى تأليف هذا الكتاب يذكره في مقدمته للجزء الثاني فيقول: “عزمت أن أكتب شيئا في تاريخ المغرب الكبير بأسلوب أدبي وتحليل فلسفي، وببحث علمي نزيه يليق لمطالعة مثقفينا ويكون مرجعا لجامعتنا ومدارسنا ويصفِّي أبواب تاريخ المغرب التي كدَّرتها ودنَّستها أكاذيب السياسة القديمة ودعايات المستعمرين وسمومهم فصارت خطرا على المغرب ومنبعا للسموم التي تكدِّر صفاءه وتفرِّق جماعته وتمكِّن الحسَّاد والدسَّاسين من بثِّ الفرقة والشقاق في مغربنا الحبيب”.
عكف بعد إتمامه لهذه الموسوعة على كتابة تاريخ الجزائر وحركتها الإصلاحية في مؤلفين ضخمين هما التوالي:
-نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة.
-أعلام الإصلاح في الجزائر.
سجَّل فيهما الحركة الإصلاحية وتاريخ روَّادها في الجنوب والشمال قاطعا في سبيل ذلك سبلا غير معبَّدة لم يسلكها أحد قبله، وكان كثير التنقل عبر أرجاء الوطن يجلس إلى الأحياء من رواد الحركة الإصلاحية فيسجل تاريخهم وتاريخ زملائهم الراحلين. ويقول المؤلف عن المشاق التي تكبَّدها في ذلك: “إنَّ تاريخ الجزائر الحديث سيما ما كتبناه لا يوجد في الكتب فيسهل الإطلاع عليه ولكن في صدور مشائخنا الثقاة الحافظين، وفي الوثائق المخطوطة القديمة، وفي الصحف العربية الجزائرية الأولى التي أصبحت مفقودة لا توجد إلاَّ في الخزائن الخاصة التي يصعب الوصول إليها. لهذا كان الموضوع صعبا، وقد تجشمنا مشاقه وصبرنا فيه، ويسَّر الله لي مشائخي الكرام الحافظين الثقاة، وأصدقائي المخلصين فاستطعت أن أظفر بالمادة التاريخية المطلوبة”.
وتمتاز مؤلفاته بأسلوبها الأدبي الجميل ولغتها السهلة المفهومة والعبارة العذبة والتحليل العلمي النزيه، وتحمل مادَّة تاريخية هامَّة مصفَّاة من الأكدار والأكاذيب، وسجَّلت التاريخ الجزائري الحديث الذي لم يكتب من قبل.
جولة في كتبه:
1- تاريخ المغرب الكبير:
موسوعة تاريخية رائعة جمعت تاريخ المغرب الكبير بأقطاره الأربعة، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، في ثلاثة أجزاء تشتمل على 1683 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: من العصر الحجري حتى الفتح الإسلامي، عرَّف فيه بالبربر السكان الأصليين للمغرب العربي، وصفاتهم وأخلاقهم ولغتهم، كما خصَّص فصولا لكل من الدولة البونيقية ودولة ماصينيصا، ودولة الوندال وغيرهما من الدول والممالك والولايات التي نشأت بالمغرب قبل الفتح الإسلامي.
-الجزء الثاني: أرَّخ فيه للفتح الإسلامي ومجهودات عقبة ابن نافع، وزهير بن قيس البلوى وحسَّان بن النعمان وما لاقوه في سبيل تمكين وترسيخ الإسلام في المغرب العربي، وأعطى صورة واضحة عن المغرب في ظلِّ الدولة الأموية وولاتها وعن الفتح الإسلامي للأندلس، وما بذله طارق بن زياد وموسى بن نصير في سبيل تحقيق ذلك.
-الجزء الثالث: خصَّص الفصل الأوَّل لعهد الدولة العبَّاسية وولاتها في المغرب، والفصول تتطرَّق فيها إلى نشأة المذهب الإباضي وتاريخ بعض أئمته ورجالاته، ودولة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح، والدولة الرستمية حتى انقراضها.
2- نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة:
في ثلاثة أجزاء تشتمل على 960 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: كتب فصوله الأولى عن تاريخ نهضة المغرب العربي في مختلف العصور، وعن الأعمال التخريبية الاستعمارية لإبادة الشخصية الإسلامية من الجزائر، ثم خصَّص فصولا أخرى لتاريخ بعض رجال النهضة في شمال الجزائر وجنوبها.
-الجزء الثاني: عن النهضة الجزائرية في شبابها، فتحدَّث فيه عن الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ الطيب العقبي والشيخ الحاج عمر بن يحي والشيخ محمد الطرابلسي، وعن جمعية العلماء المسلمين والجمعيات الخيرية في وادي ميزاب وأثرها في النهضة الجزائرية.
-الجزء الثالث: كان حديثه فيه عن نهضة الجنوب، عن معهد الحياة ونشأته وأطواره وأثره في نهضة الجزائر الحديثة، والبعثات العلمية التي كان يبعثها إلى خارج الوطن، كما تحدث عن نهضة الأغواط وتاريخ بعض زعمائها.
3- أعلام الإصلاح في الجزائر:
سلسلة تاريخية أصدر منها أربعة أجزاء تشتمل على 1184 صفحة من الحجم الكبير.
-الجزء الأول: تحدَّث فيه عن الأعمال التخريبية التي قام بها الاستعمار لإفساد العقيدة في بلادنا، وبسط فيه تاريخ الشيخ العربي التبسي، والشيخ بيوض والشيخ أبو اليقضان رحمهم الله وغيرهم من زملائهم ومعاصريهم.
-الجزء الثاني: واصل فيه تاريخ الأعلام الثلاثة: الشيخ العربي التبسي والشيخ بيوض والشيخ أبو اليقضان إبراهيم، وأوجز تاريخ الشيخ عبد الله بن إبراهيم أبو العلا، والشيخ الحاج بكير العنق وغيرهما.
-الجزء الثالث: ترجم فيه للشيخ امبارك الميلي والشيخ محمد الميلي والشيخ عبد القادر المجاوي، وواصل كتابته عن الشيخ بيوض والشيخ أبي اليقضان إبراهيم.
-الجزء الرابع: خصَّصه لتاريخ الشيخ بيوض رحمه الله وجهاده ضدَّ الفساد والاستعمار وما عاناه منهما، وزيارته لمدن وادي ميزاب وأثرها في تلك المدن.
على المنابر:
كان خطيبا مصقعا بليغا، يقف على قدميه الساعات الطوال، يزأر كالأسد يحاضر ويخطب بلغته الأدبية الجميلة الغنية بالنكت الخفيفة والدعابات المرحة، يخوض في شتىَّ المواضيع يدعو إلى الإسلام وإلى معرفة تاريخه، والمحافظة على التقاليد والعادات الإسلامية التي تميِّز المجتمع الميزابي، كما يتناول بالتحليل الدقيق الظواهر الاجتماعية ويبحث في القضايا العامة، ويتميز بدعوته إلى الاهتمام بالفلاحة والعناية بالنخلة خاصة، وبترغيب الشباب للعمل في التجارة التي يعتبرها مدرسة لتكوين وتربية الأجيال الناشئة.
كما يعتبر الأب الروحي للأسابيع الثقافية السنوية ببريان، بمحاضراته التاريخية المفيدة وخطبه الأدبية الرائعة.
بعض آراء الشيخ دبوز:
رأيه في الدين:
“إن الدين هو الذي يلجم النفوس فتقف في حدودها، ويضبط الغرائز فلا يندفع صاحبها إلى الموبقات، ويحمل صاحبه بدافع الخوف الشديد فيتَّسم بالصلاح، ويأتي الأعمال الحسنة الكريمة التي تسعده وتسعد المجتمع معه.
وما خلا مجتمع من الدين، إلاَّ سادت فيه الرذيلة وامتنع فيه الاستقرار والهناء، وما تجرَّدت دولة من الدين، إلاَّ كان تجرُّدا لها من الروح الذي تحيا به فتكون في الحياة جيفة نتنة خبيثة، لا تمور إلا بالديدان والنتن من موبقاتها، ويسلِّط الله عليها كلَّ الحشرات من أعدائها فترتع فيها كما تريد”. (تاريخ المغرب الكبير، ج1 ص142)
“إن التقوى هو سبب الصلاح وعامل النجاح وأساس العدل واصله، هو أم الديمقراطية ومنبعها”. (تاريخ المغرب الكبير، ج2 ص171)
رأيه في المرأة والزواج:
“إنَّ حياء المرأة هو الذي يخلق الورد الجميل في محيَّاها والفتور الساحر في عينيها، فتكون بهما لا بالمساحيق والكحل جذَّابة، تستهوي قلب الرجل وتستأثر به وتثير احترامه وإعجابه بها”. (تاريخ المغرب الكبير، ج2 ص140)
“إنَّ الزواج بداية حياة للزوجين، فيجب أن لا تفتتح بالمنكرات وتكدَّر بالمعاصي، بل يجب أن نحفظها بجو جميل طاهر، يستدعي رضا الرحمان ليبارك الزواج ويسعد الزوجين” (نهضة الجزائر الحديثة، ج1 ص207)
دعوة المثقفين إلى كتابة التاريخ الوطني:
“إنَّنا إذا لم نكتب تاريخ الجزائر الحديث من الاحتلال الفرنسي إلى الاستقلال فيما بقي من العقد الذي نحن فيه للقرن العشرين، فإنه يضيع بوفاة مصادره أو عجزهم لأنه في حافظتهم، ليت المثقفين في كل أنحاء الجزائر والعلماء والكتاب منهم بالخصوص يعرفون الواجب المفروض عيهم لأمتهم، وأعقابهم ومحبي المعرفة في أنحاء الدنيا، فيسارعوا إلى رواية تاريخنا الحديث من مصادره التي لا زالت موجودة في نواحيهم. فيجمع أقصى ما يصل إليه من المادة التاريخية لناحيته فيكتبه وينشره، فيتكوَّن لنا مما ينشر عن كل النواحي تاريخ الجزائر الواسع الكامل الذي يحفظ لنا ما بقي من مادة”. (أعلام الإصلاح في الجزائر ج2 ص10)
“انَّه ليس تعصُّبا أن يحصر المرء جهوده في ناحية، فيكتب لنا كل ما يعرف من تاريخها، بل هو واجب وليس إسرافا أن يتوسَّع المرء في الكتابة عن ناحيته، لانَّ ما يعلم من تاريخها ليس مدوَّنا، فإذا لم يكتبه وينشره يضيع”.
إلى أن يقول: “فعليه أن يكتب لنا كلَّ ما يعرف من تاريخ جهته فهو عليه اقدر وله أكثر فهما، وإذا أوجز فكتم تاريخا فضاع فانه آثم، هذا هو جوابنا لمن يعيب المؤلف الذي يعرف واجبه نحو أمته كلِّها، فيتوسع في تاريخ ناحيته ويقدِّم إلينا كلَّ ما يعرفه عن تاريخها المهم النافع”. (أعلام الإصلاح في الجزائر، ج2 ص10)
من أخلاقه الكريمة:
كان الأستاذ محمد على دبوز مثالا في التقوى والورع وعمارة المسجد، له قلم سيال لا يبارى، نشا على حب العلم والرغبة الشديدة في تحصيله وحب العمل والإخلاص فيه، يحبُّ النكتة الطريفة والدعابة الجميلة، شديد الحرص على الوقت والمحافظة على المواعيد، ويُحكى أنَّه أولم وليمة وحدَّد لها موعدا، فما أن فات الوقت المحدَّد حتى أغلق بابه، فجاء بعض المدعوين متأخرين، فانتظروا حتى فتح لهم الباب ونبَّههم إلى ضرورة المحافظة على المواعيد، وقرناؤه يعرفون ضبطه لمواعيد ولا يجرأ أحد أن يتأخَّر عن موعد حدَّده له.
نهاية الجهاد:
بقي الأستاذ في معهد الحياة ينشئ الأجيال، ومؤلِّفا يخلِّد تاريخ الجزائر وتاريخ أبطالها الأمجاد، حتى المَّ به مرض عضال فأقعده في صيف سنة 1981م، فاعتزل الحياة العامَّة وقضى أيَّاما في المستشفى بالعاصمة، نُقل بعدها إلى مسقط رأسه حيث وافته المنيَّة مساء يوم الجمعة 16 محرم 1402 ﻫ، الموافق ليوم 13 نوفمبر 1981م، بعد حوالي ثلث قرن من العمل المتواصل في ميداني التربية والتأليف.
انتظم له حفل جنائزي رهيب ببريان، يوم السبت 17 محرم 1402 ﻫ، الموافق ليوم 14 نوفمبر 1981م، حضره جمهور من البلدة وضيوف عديدون من مختف الجهات.
وكان لنبا وفاته وقع كبير في ميزاب والجزائر والعالم الإسلامي كلِّه، وبكاه تلاميذه وأصدقاؤه.
وقد أقيم مهرجان حافل يوم 19/01/1982 إحياء لذكرى وفاته بمدينة القرارة، تبارى في الإشادة بأعماله العظيمة ونشاطاته التاريخية وصفاته الحميدة الأدباء والبلغاء والشعراء، قدموا إليها من كل حدب وصوب.
كان رحمه الله أبا لثلاث بنات وثمانية أبناء رباهم تربية حسنة صالحة مستقيمة.
تغمَّد الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه، وقيَّض للأمَّة من يخلفه في جهاده التربوي وأعماله وسيرته الحسنة، آمين