السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته معاشر القراء الكرام...
يرجع تاريخ القصة هذه المتبلورة عن الواقع المعيش بمدينة ورقلة الى الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي ، كان الفصل نهاية الخريف بداية فصل الشتاء وكان التوقيت بعد صلاة المغرب والمناسبة مناسبة وفاة والدة أحد المستشارين التربويين للغة الفرنسية بإحدى المقاطعات التربوية التعليمية ، والذي كان أصله من قريتنا - العالية - والذي كانت تربطنا به علاقة حميمية بصرف النظر عن العلاقة الدموية ، وصلنا من حي سيدي بوغفالة مشيا على الأقدام مرورا بحي - بني ثور- وبعض الأحياء الأخرى الى أن وصلنا الى الحي الإداري للمفتشين والمستشارين التربويين بوسط المدينة حيث وجدنا المعزين في صفوف وحلقات يقدمون واجب التعازي ، فانضممنا إليهم وتبوأنا أماكننا وبعد صلاة المغرب وإتمام المعقبات شرع في توزيع أجزاء الختمات القرءانية وانطلقت العملية عملية تلاوة القرءان الكريم تيمنا وتبركا وترحما على المتوفية رحمها الله كما جرت العادة عندنا في الجنوب الجزائري وغيره من الأوطان العربية ، وما هي إلا سويعة وزيادة حتى كانت الختمة قد إنتهت وأهدي ثوابها الى المرحومة كسائر أموات المسلمين والمسلمات في كامل أنحاء المعمورة ، ثم تشكل الحاضرون في حلقات بكل حلقة خمسة أفراد إستعدادا لتناول وجبة العشاء - الفدوة - والتي عادة ما تكون - كسكسي باللحم - مشفوعا بكؤوس من المشروبات الغازية وبعض الفواكه كالبرتقال والموزوالتفاح عند أهل الميت الميسوري الحال فقط وختامه كؤوس من الشاي ثم المدائح الدينية .
وعادة ما يتولى تقسيم اللحم في كل حلقة من الحلاقات شخص يعينه أصحاب الحلقة أو هو يكون متطوعا ، ومن بين أفراد الحلقة المجاورة للحلقة التي أنا فيها رجل طويل القامة عريض المنكبين يرتدي عمامة بيضاء ناصعة وعباءة بيضاء وبرنوس أبيض وبأصابع يدية خواتم من فضة يحمل لحية سوداء ووجهه مستديرأحمر وأنفه محدودبة كأنه من أهالى - كازاخستان - عليه الهيبة والوقار ....كان في الليلة الأولى نصيبة من اللحم اكثره العظم فكتمها في نفسه وسكت وفي الليلة الثانية وفي حلقة أخرى من الحلقات كان نصيبة من اللحم يطغى عليه العصب أسرها في نفسه ولم يبدها وكتم غيظه أما في الليلة الثالثة التي كنا نحن وزملائي حضورا فيها ومن بين الحلقات التي كان فيها هذا الأخير الذي ظننته أنا مفتي الديار الكازاخستانية كان نصيبه من اللحم أكثره الشحم ،نظر خذا الأخير
الى المكلف بالتقسيم والى كل الحضور ثم هب واقفا قائلا لعنة الله عليكم إذا كنتو شاريينهالي قولولي من الأول ، كيفاه البارحت الأولى عظم والبارح عصبة والليلة شحمة
واش هذه المصيبة تصيبكم في روسكم وأخذ يسترسل في الكلام الخارج عن جدود اللياقة
ولما سألت عنه قيل لي أنه مجنون....فقلت لزميلي هذا ليس بمجنون وإنما هو نصف مجنون ويصعب التعامل معه فالمجنون افضل بكثير إنك تعمل حسابك معه من الأول...
كتبها المدون تيجاني موهوبي
mouhoubi51blogspot.com