السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.....
التاريخ دوما يسجل لنا أو علينا....ولا يستطيع أيا منا ردمه مهما طال الزمن أو قصر فهو شاهد على العصر بل العصور في كل زمان ومكان وفي أي مجتمع من المجتمعات لكن عند وقوع حدث من الأحداث سواء كان إجابيا أو سلبيا...لا بد من ردود أفعال إما بالإستحسان أو بالإستنكار ويدخل هذا من جانبنا كمسلمين تحت طائلة - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - وإن لم يحدث شيء من هذا القبيل كرد فعل فهذا له تفسيرين إما ذلك المجتمع فاسد ومجرم أو مجتمع ميت لا حول له ولا قوة ولكن عند الله غير معذور وله الوزر كل الوزر وتنطبق عليه الآية الكريمة التي نزلن في حق بني إسرائيل الذين لعنوا على لسان نبيهم - داود - لعن بنوا إسرائيل على لسان دود.....كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه....والخطاب هذا موجه للنخبة للذين لهم نصيب وباع من الفهامة والعلم وليس للعامة وحتى وإن كان العامة غير معفيون ولهم نصيب من اللوم....
ولد بالقرية العالية وبها نشأ وترعرع وسف من تربتها الطاهرة - الدبدابة - وحفظ القرءان الكريم وسافر الى تونس الجارة والشقيقة ومكث سنوات بها ينهل من علم - جامع الزيتونة - وتمكن من الحصل على شهادة التحصيل وكان رحمه الله همه الوحيد العودة الى مسقط رأسه العالية لإعلان الحرب على الجهل و الأمية وفعلا تم له ذلك مدة من الزمن وعمل على نشر العلم والمعرفة من تدريس للقرءان الكريم والفقه في كل من حيه - الدبدابة - والكثيب الرملي المعروف - بعرق أبي داود - بالدشرة كما يقال بجانب قصر المرحوم - بلعلمي اللقاني - لكن الحاسدون والمبغضون من شياطين الإنس من أصحاب ناقة سيد نا صالح والذين لا يخلو منهم مكان ولا زمان في كامل أصقاع المعمورة وبخاصة القرى حالوا بين - العالم العلامة الدراكة الفهامة الشيخ - س. م.ل .م - وبين مراده النبيل وهم في الحقيقة شرذمة قليلون جدا لا يتجاوز عددهم ال 6 أ 7 مناحيس بالمقارنة مع سكان القرية وعمدوا الى إستفزاز الشيخ رحمه الله فمنهم من وجه له تهمة اللواط أجل الله قدركم ومنهم من تغوط له في مجلسه الذي يدرس فيه للحضور من كل حدب وصوب ومنهم من صوره كالجدح الذي يبلبل عند تجويده للقرءان الكريم وهلم جر
ولا أحد من سكان القرية ولا حتى القرى المجاورة هم بتغيير المنكر والدفاع عن هذا العالم الجليل ولو بشطر كلمة ونسوا أو تناسوا بأن لحوم العلماء مسمومة ، ومن آذاهم من البشر لا بد إلا وأن يأخذ نصيبه من الويل والثبور طال الزمن أو قصر....وفعلا كان ذلك الإنتقام الرباني من شياطينه الإنسية غضب الله عليهم فمنهم من فقد عقله طوال ما تبقى من حياته وبقي يجوب الشوارع ومنهم من خف عقله...وهكذا...
لكن العالم الجليل فضل الرحيل الى المقارين ووادي سوف وغيرها وأخيرا إستقر بمدينة ورقلة التي لقي بها الحفاوة البالغة وكان مدرسا للفقه والقرءان الكريم وإمام جمعة خطيبا ممتازا بجامع علي بن الصديق حيث وافته المنية سنة 1983/م ودفن في موكب جنائزي مهيب بمسقط راسه بلدة العالية التي خرج منها مطرودا رحمه الله واسكنه فسيح الجنان وخلف أولادا كلهم فقهاء ومدرسون صالحون ومصلحون وهم بمثابة خير الخلف لخير السلف وللتذكير فإن أحد أقارب العالم الجليل رأى في ما يرى النائم في منامه بأن عين جارية ينبعث منها الماء الزلال بين مقامي الوليين الصالحي سيدي عبد القادر البوطي وسيدي محمد بلعلمي وهو ينادي بأعلى صوته هل من ضمآن يريد أن يشرب لكن لم تكن هناك أية إستجابة فعمل على غلق هذا اليبنبوع ومن ذلك الحين والقرية تتخبط في جهلها وكان هذا في أواخر الثلاثينيات من القرن التاسع عشر الميلادي .
كتبها المدون تيجاني سليمان موهوبي
المصدر التواتر من الأحاديث عن اهالي القرية.
mouhoubi51blogspost.com