السلام عليكم وررحمة الله تعالى وبركاته.....
خرجت من بلدة العالية التابعة لبلدية الحجيرة آنذاك وكان الفصل صيفا وحارا جدا بعد ان صليت وشربت قهوتي ولبست سروالي - البات إليفون - وقميصي المسنتر وكان شعري طويلا الى شحمتي اذنيا وكان أسود أملسا ثم شغلت محرك سيارتي من نوع 404 برلين وما هي إلا لحظات حتى إتجهت نحو الحي الفلاحي - طوجين - الذي تنبعث منه رائحة النعناع النفاذة حيث إشتريت 10 لتر بنزين عادي من عند أحد الفلاحين فزودت خزان سيارتي ثم مررت بغابة الوالد فقطعت عرجونين منقر وسلوتي وبلح وحشف وضعتهما في صندوق السيارة ثم إتجهت نحو مدينة تماسين مرورا ببلدية الحجيرة وحاسي معمروالشوارة ولم أر في طريقي غير بعض الإبل وأعشاب الباقل والدرين والكثبان الرملية كأنها أمواج مائية....وما هي إلا ساعة ونصف تقريبا حتى وصلت الى مدينة تماسين وبالقرب من البريد يوجد مسكن والدي ، حيث ركنت السيارة وفتحت الصندوق واخرجت منه عرجوني التمر ودخلت الى الدار فسلمت على والدتي وإخوتي أما والدي فكان في الجامع الأخضر يدرس تلاميذه القرءان الكريم بعد أداء الصلاواة المفروضة
حيث بقيت مع والدتي وإخوتي نتجاذب أطراف الحديث ونشرب الشاي الى أن لحق وقت الغداء حيث عاد الوالد من الجامع فقمت له وسلمت عليه وسألني عن أحوالي وأحوال أهل القرية بلدة العالية الخالية من الماء والكهرباء وكل المرافق وكان ذلك خلال سنة 1977/م
ثم جاءت أمي بالغداء والذي كان شربة من نوع - دويدة - بلحم فراكس الحمام وخبز المطلوع المفشفش وكان التفكه بالتمر وحليب العنزمن نوع - الشنين - ثم تفرغنا للقيلولة حوالي ساعة وربع ، أما الوالد فيذهب الى الجامع لأداء صلاة الظهيرة بالجماعة وبعدها يتفرغ لتدريس التلاميذ القرءان الكريم الى حلول وقت صلاة العصرثم يستأنف التلاميذ عملهم الى غاية صلاة المغرب ثم عملية التكرار والدرس للكبار الى حين صلاة العشاء وهكذا دأب الوالد بالجامع الأخضر منذ التنصيب الي المماة .
وقبيل صلاة المغرب من نفس اليوم إمتطيت سيارتي واتجهت نحو مدينة تقرت وبحي ال 22 مسكن بالقرب من الإستعجالات لزيارة صديق لي كان يقيم هناك فلم أجده وقيل لي بأنه سافر هو وأهله وأولاده الى مدينة قالمة....فوجدت أحد أصدقائي يحرس دار المسافر ومعه زميل آخروكان الجو ساخنا ...فبقينا أمام المسكن بعد أن ادينا صلاة المغرب فقال الصديق لحظات وسوف أنتهي من تحضير القهوة فقلنا على مهلك.... وما هي إلا لحظات حتى جاء بإبريق القهوة وكانت مسكرة فقلنا له أصبب القهوة صبا وأخذ كل منا فنجانه وكنا نتجاذب أطراف الحديث من كل حدب وصوب في مواضيع مختلفة وكنا تحت ضوء الإنارة العمومية ولم أتمكن من الشروع في شرب قهوتي لكثرة حديثي وذلك لحسن حظي أما زميلايا فشربا أكثر من فنجانين لكل واحد فقلت ما هذا ؟ لقد شربتما أكثر من اللزوم وأنا لم اشرع بعد...فقالا : إنها قهوة جميلة ولذيذة جدا جدا لم نربعد ألذ من طعمها أبدا... وبينما أشعلت سجارة من نوع - هقار - وجذبت منها نفسا طويلا على شكل شهيق طويل ثم كان زفيري ايضا طويلا ومصحوبا بدخان متصاعد نحو السماء وبينما انا كذلك وعلى ضوء مصباح الإنارة العمومية الذي غطت اشعته سطح فنجاني الذي تطفو فوقه طبقة زيتية كأنها تلوث بيئي على سطح بحيرة نتيجة تضرر سفينة تسرب منها البترول الخام فتعجبت وسرعان ما تبادر الى ذهني بأن شيئا ما غريبا قد حدث فأمطت غطاء الإبريق فوجدت مجموعة من الصراصير كبيرة الحجم بنية اللون مطبوخة ومتفجرة سال منها محتواها وامتزج بمادة القهوة واعطاها نكهة خاصة لم نتعرف بعد على هذه المادة وأعتقد جازما أن الصراصير تناولت مبيدا حشريا وقد يؤدي هذا بالتهلكة للشاربين فاطلعتهما عن الخبر وشرعا في عملية التقيؤ....فقلت لهما هذا لا يكفي يجب عليكما الإتجاه فورا الى قسم الإستعجالات للشروع فورا في عملية الغسيل المعدي للتخلص من السموم وفعلا كان ذلك ورافقتهما الى المستشفى وبقينا الى ما بعد الساعة الحادية عشر ليلا والحمد لله مرت العملية بسلام ، وغادرنا المستشفى وفي طريقنا قلت لصاحبي والله لو كنت انت زوجتي لطلقتك ثلاث في ثلاث ولن تحل لي ابدا حتى تتزج غيري ويطلقك عندها يمكن إستعادتك الى بيت الطاعة لكي تكون عبرة لنساء العالم ثم تفرقنا تفرقا معصوما والحمد لله على نجاتنا ودفع الله به ما كان اعظم.
المدون تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51blogspot.com