القراء الكرام السلام عليكم....دائما معكم في العمل النضالي إبان الثورة التحريرية المظفرة النوفمبرية 1954/م.
اليوم أستعرض معكم وقائع معركة بلدة العالية .
* مكان وزمان المعركة : تعود الوقائع إلى يوم الجمعة 08 ديسمبر 1961 ، وقد حدث بالجهة الشرقية من بلدة العاية ولاية ورقلة ، التي تدخل ضمن المنطقة الرابعة ، الناحية الرابعة ، الولاية السادسة التاريخية .
* الأسباب والظروف : كانت السلطة الإستدمارية تترصد تحركات العريف أحمد جواحي بن معمر الذي ظل يتنقل بين فيافي صحراء وادي ريغ ، يخطط وينفذ مع إخوانه المجاهدين للعمليات الفدائية بين منطقتي تقرت والعالية خاصة ، وشاءت الأقدار أن يلتقي ليلة الجمعة 07 ديسمبرمع مجموعة من الفدائيين والمسبلين في مركز الإتصال بالمكان المسمى ب - الحي الفلاحي طويجين - شرق بلدة العالية بمزرعة محمد الغزال مشري بن الحاج أحمد ويتناول العريف أحمد جواحي بن معمر العشاء معهم .
في منتصف تلك الليلة قرر زيارة عائلته بالمكان المسمى ب - العقيلة - على بعد حوالي 03 كلم من مركز الإتصال المذكور ، فخرج أحمد جواحي رفقة أخيه لخضر بن معمر وكان في توديعهما رئيس المركز وإبنه أحمد مشري .
وقبل طلوع الفجر من تلك الليلة جاءت القوات الإستدمارية وأحاطت بمركز الإتصال - طوجين - من كل جانب وقوات أخرى توجهت الى - العقيلة - أين تقطن عائلة العريف أحمد جواحي ، ولما بزغ فجر يوم الجمعة 08 ديسمبر 1961 بدأت عساكر الإستدمار الفرنسي في توجيه ضرباتهم نحو مركز الإتصال - العقيلة - أين كان يتواجد العريف أحمد جواحي وأفراد عائلة عرشه إلا أن أحمد تمكن من الإنسحاب باتجاه شمال المركز شيئا فشيئا وكان يحمل سلاحه برفقة إبن عمه المسبل محمد بن البشير جواحي وعلى مسافة تقدر بحوالي 10 كلم وسط الكثبان الرملية من مركز - العقيلة - تواصل زحف القوات الإستدمارية الفرنسية الى المكان المسمى - الخبنة - ثم - الدهيمي - ثم دبدابة آل موهوبي - وكانت هذه القوات تلاحق المجاهد العسكري المذكور مستعملة مختلف الأسلحة وكان هذا الأخير يرد عليها بالمثل ويصيب أهدافه بدقة فائقة الى أن نفذت ذخيرته وأصيب إصابات بليغة وأستشهد قرب - دارخميري بدبدابة آل موهوب - في حين أصيب إبن عمه محمد بن البشير والقي عليه القبض وكانت الشمس قد مالت إلى وقت الزوال ، بعد ذلك رجعت عساكر المستدمر الفرنسي إلى مساكن آل جواحي بالعقيلة فعاثوا فيها فسادا كما نكلوا بزوجة الشهيد وأفراد عائلات العرش ، ثم توجهت تلك القوات الى مركز - طوجين - فألقي القبض على رئيس المركز محمد الغزال مشري وعلى إبنه الفدائي أحمد ، كما خربوا ودمروا كل ما في المنطقة .
* نتائج المعركة : إستشهاد العريف أحمد جواحي رحمه الله - إعتقال إبن عمه محمد بن البشير جواحي ـ وكذا أفرا د آخرين من العرش وأودعوا كلهم السجن . مواصلة الحصار والتعذيب والإستنطاق لعائلة الشهيد في العقيلة وكذا رئيس المركز محمد الغزال مشري في - طويجين - رجالا ونساء واطفالا - تخريب البيوت وحرق الخيم والأغطية وإتلاف التموين وقتل الحيوانات - وكانت خسائر العدو جسيمة تقدر بالعشرات من القنلى والجرحى .
ولقد خلدت هذه المعركة بنصب تذكاري نورد أوصافه كالتالي :
* الموقع : مدخل بلدية العالية عبر الطريق الولائي في الجهة الشرقية .
- الوصف التقني للمعلم : صمم المعلم في شكل قوس من الخرسانة تتوسطه عارضة خرسانية بإرتفاع 04 أمتار ، يرتكز المعلم على قاعدة مستطيلة الشكل بأبعاد 03م في 02م مع وجود ركيزة خاصة وضعت عليها لوحة رخامية مكتوبة ووجود مسطبة في أسفل القاعدة لوضع الزهور .
تمت تهيئة موضع المعلم في شكل قاعدة أخرى مستطيلة تنتهي بمصعد أمامي ، يحيط بالمعلم سور ممن البناء ، به مدخل رئيس وحيد.
- الحدث التاريخي المخلد : يخلد المعلم معركة 08 ديسمبر 1961 الذي إنتهى باستشهاد الفدائي أحمد جواحي بن معمر.
- تاريخ إنجاز المعلم : سنة 1982
- صاحب المشروع : بلدية الحجيرة.
كتب الموضوع المدون : تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51 blogspot.com
المصــــــــــــدر : قاموش الشهيد لولاية ورقلة ، منشورات جمعية الوفاء للشهيد.