السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .....
اليوم سأحكي لكم حكاية أيها المتتبعون الكرام منطلقة من الواقع المعيش بصحاري بلدة العالية خلال الأربعينيات من القرن التاسع عشر وشخصياتها الآن هم تحت الثرى يرحمهم الله برحمته الواسعة وهما - مغ . م - ص . م -
إنطلقا من بلدة العالية وبالضبط من حي - طوجين - وكل منهما معه بعيره يحمل عليه زاده من دقيق وشاي وماء وتمر وكان الوقت ضحى والسماء ملبدة ببعض الغيوم البيضاء العابرة مصحوبة بهبوب رياح خفيفة وكانت طيور الخطاف تحوم حولهما تارة على ارتفاع منخفض وطورا على على علو متوسط وكأنها تودع الراحلين وتشيعهم الى خارج حدود الحي الإقليمية مرورا بحي الدبدابة لآل موهوبي وغيرهم وحي الرباربة والعريفجي ورمادة...
وفي حدود ما قبل منتصف النهار حط المسافرون رحالهم وجمعوا الحطب وصنعوا خبز الملة ووضعوها في أتون من الجمروغطوها من الجهات الستة ووضعوا الكافتيرة بالقرب من جهنم وبينما هما يتحادثان عن جمال الطبيعة وسحرها وإذا بشيء يتحرك بالقرب منهم في قلب شجيرة وكأنه أرنب قال في نفسه - م.ص - هذه ما تكون إلا أرنب وسأحاول الظفر بها قبل رفيقي ، قال له رفيقه لا تتسرع ...لا تتحرك قبل أن تتحقق لعله ثعبان لعلها سامة من السوام تؤدي بك الى التهلكة...لم يستمع هذا الأخير الى النصيحة وأصر على أنها ارنبا يجب الظفر بها ...وها هو يتختل يمشي الهوينة على رؤوس اصابع امشاط قدمية وفجأة رمى بكامل ثقله على الشجيرة وإذا بقط متوحش يحدث ردة فعل عنيفة في أقل من لمح البصر حيث كانت عضلة إبهام يده اليمنى في فم القط الذي عضها بكامل ما أوتي من قوة ولم يستطع الرجل فك يده من فم القط وأخذ يستنجد برفيقة ويصرخ صراخ المطعون....فهرع إليه رفيقة ولم يستطع تخليص زميله من الورطة التي وقع فيها وباءت كل المحاولات بالفشل وما كان من الأمر غير قطع راس القط ورغم ذلك بقي الراس متشبثا بعضلة الإبهام كأنه حاج متشوق متعلق بأستار الكعبة ولم يبرحها ابدا...أغمي على الرجل وفقد الوعي...ولقدعمد الرفيق الى كسر راس القط وبعد الجهد الجهيد تم تخليص الرجل وبعد نزع انياب القط خرج الدم غزيرا وكانه منبعث من نافورة أو شلال من شلالات نياجرا عمد الرفيق الى ربط يد المتضرر حتى لا ينزف لكنه بقي مغمى عليه ...فالملة جاهزة والشاي جاهز...وبعد ساعتين إستفاق الضرير وتناول الشاي وخبز الملة لكنه بقي ينتابه الفشل العام وشيء من الإغماء وما كان من صاحبه إلا أن ربطه على ظهر بعيره وعادا من حيث أتيا وفشلت الرحلة وصل الضرير الى داره بحي - الدواميس - وبقي شهرا يعاني من عضة القط المتوحش المسمومة وآل على نفسه ألا يصطاد بعد اليوم ألا بعد ان يتحقق .
بقلم : تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51blogspot.com