صغر الحبيب عليه الصلاة و السلام
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مولد الحبيب سيّدنا محمّد ((صلى الله علية وسلم ))
ولد سيّد المرسلين ((صلى الله عليه وسلم)) بشِهبِ بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو شروان ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهر إبريل سنة571م حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصور فوري والمحقق الفلكي محمود باشا .
عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال :" ولُد النبي الله (( صلى اللهعليه وسلم))الاثنين واستُنبئ يوم الاثنين وخرج مهاجرا يوم الاثنين وقدم إلى المدينة يوم الاثنين ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين وتوفي ((صلى الله عليه وسلم)) يوم الاثنين .
أخرجه أحمد (1/277) والطبراني في الكبير(12984)
عن ابن عباس وجابر( رضي الله عنهما ) أنهما قالا :"ولُد رسول الله (( صلى اللهعليه وسلم)) عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول وفيه عُرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات ((صلى الله عليه وسلم)) " .
لابن كثير (السيرة النبوية(1/199))
وعن أبي قتادة الأنصاري(رضي الله عنه) عن صوم يوم الاثنين قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) ذاك يوم ولدت فيه ويوم بُعثت أو أُنزل علي فيه) .
أخرجه مسلم
وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم وهي التي سُميت بعد ذلك بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف وهي الآن مكتبة عامة .
وكانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية أَمة أبيه وأول من أرضعته ثويبة أَمة عمه أبي لهب .
وقد رُوى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد فسقطت أربع عشرة شُرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي يعبدها المجوس وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت .
الرحيق المختوم (ص:51)
قال رسول الله ((صلى الله عليهوسلم)) أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أُمي أنه يخرج منه نور أضاءت منه قصور الشام) .
رواه أحمد(5/262)
عن حسان بن ثابت (رضي الله عنه) قال : والله إني لغلام يفعةً(1) ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمِه(2) بيثرب: يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا إليه قالو له: ويلك! مالك؟ قال: طله الليلة نجم أحمد الذي ولد به .
أخرجه البيهقي في الدلائل(1/91)
(1) يفعةَ : يقال غلام يفعة أي قوي قد طال قده واليافع المرتفع من كل شيء.
(2) أطمه : الأطم حصن مبني بحجارة وقيل هو كل بيت مربع مسطح .
عن عبد الله بن جعفر (رضي الله عنهما) قال: "" لما ولد رسول الله(صلى الله عليهوسلم)قدمت حليمة بنت الحارث في نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسون الرُّضعاء بمكة .
قالت حليمة: فخرجت في أوائل النسوة على أتان لي(أنثى الحمار) قمراء(لون البياض الى الحمرة) ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى أحد بني سعد بن بكر ثم أحد بني ناضرة قد أدمت(حدثت في ركبها جروح دامية لا صطكاكها) أتاننا ومعي بالركب شارف(الناقة المسنة) والله ما تبض(لا ترشح قطرة لبن) بقطرة لبن في سنة شهباء(سنة لا خضرة فيها ولا مطر) قد جاع الناس حتى خلص إليهم الجهد ومعي ابن لي والله ما ينام ليلنا وما أجد في يدي شيئاً أعلله به إلا أنا نرجو الغيث وكانت أنا غنم فنحن نرجوها .
قالت فأخذته فأتيت به الرحل فوالله ما هو إلا أن أتيت به الرحل فأمسيت أقبل ثدياي باللبن حتى أرويته وأرويت أخاه وقام أبوه إلي شارفنا تلك يلمسها فإذا هي حافل (كثير اللبن)فحلبها فأرواني وروي فقال يا حليمة تعلمين والله لقد أصبنا نسمة(نفس) مباركة ولقد أعطى الله عليها ما لم نتمن قالت فبتنا بخير ليلة شباعاً وكنا لا ننام ليلنا مع صبينا .
قالت :وكان يشب شباباً ما يشبه أحد من الغلمان يشب في اليوم شباب الغلام في الشهر ويشب في الشهر شباب السنة فلما استكمل سنتين أقدمناه مكة أنا وأبوه فقلنا: والله لا نفارقه أبداً ونحن نستطيع فلما أتينا أُمهُ قلنا أي ظئر والله ما رأينا صبياً قط أعظم بركة منه وإنا نتخوف عليه وباء(المرض) مكة وأسقامها فدعيه نرجع به حتى تبرئي من دائك فلم نزل بها حتى أذنت فرجعنا به فأقمنا أشهراً ثلاثة أو أربعة .
عن عتبة بن عبد السُّلمى (رضي الله عنه): " أن رجلا سأل رسول الله((صلى الله عليهوسلم)) فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال )كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بُهمٍ لنا ولم نأخذ معنا زاداً .
فقلت يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت عند البُهم فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران (هما ملكان من الملائكة) فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال :نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا(أضجعاه على ظهره) فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي ثم قال ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال: ائتني بالسَّكينة (الطمأنينة والوقار) فذرَّاها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه خِطه فخاطه وختم عليه بخاتم النبوة .
فقال أحدهما لصاحبه : أجعله في كفة واجعل ألفاً من أمته في كفة فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أُشفق أن يخر علي(يسقط علي) بعضهم فقال: لو أن أمته وزُنت به لمال بهم ثم انطلقا وتركاني .
وفرقت فرقاً شديداً(خفت) ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته فأشفقت على أن يكون أُلبس بي (مسني شيء من الشيطان) قالت: أعيذك بالله فرحلت بعيرا لها فجعلتني أو فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك فقالت لي: رأيت خرج منى نوراً أضاءت منه قصور الشام .
بقي رسول الله ((صلى الله عليه وسلم )) مع أمه آمنة بنت وهب وجده عبد المطلب ابن هاشم .فلما بلغ ست سنين توفيت أمه آمنة عندما توجهت به إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه بني عدي بن النجار وبينما هي عائدة أدركتها منيتها في الطريق فماتت بالأبواء(قرية بين مكة والمدينة) ودُفنت هنالك .
وبعد فترة يسيرة توفي جده عبد المطلب وكان عمر النبي((صلى الله عليه وسلم ))ثماني سنوات فكفله عمه أبو طالب وكان به رحيما وكان رزقه قليلاً فعمل النبي((صلى الله عليه وسلم )) برعي الأغنام مساعده منه لعمه .
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي ((صلى الله عليه وسلم ))قال " ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم " فقال أصحابه : وأنت؟ فقال : " نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة " رواه البخاري في الصحيح .
منقول للامانة