التربية فن يجب إتقانه
1. جنِّب ولدك قرين السوء ، كما تجنِّبه المرض المعدي ، وابدأ ذلك منذ طفولته ، وإلا استشرى الداء ، ولم ينفع الدواء .
2. القسوة في تربية الولد تحمله على التمرُّد ، والدلال في تربيته يعلِّمه الإنحلال ، وفي أحضان كليهما تنمو الجريمة .
3. إفراطك في القسوة على ولدك يقطعه عنك ، وإفراطك في تدليله يقطعك عنه ، فكن حكيماً وإلا أفلت من يدك الزمام .
4. الولد كالمهر إذا أُعطي كل ما يريد نشأ حروناً يصعب قياده ، وإذا مُنع كل ما يريده نشأ شرساً يكره كل ما حوله ، فكن حكيماً في منعه وعطائه . وإياك وتدليله باسم الحب له ؛ فذلك أقتل شيء لسعادتك وسعادته .
5. إذا يئس الولد من عطف أبيه عليه نشأ عاقَّاً ، وإذا طمع في عطفه عليه نشأ كسولاً ، وخير الآباء من لم يؤيِّس ولده من حنانه ، ولم يطمعه في الإعتماد على إحسانه .
6. لأن ترى ولدك يقاسي متاعب الحياة وهو يعمل لها ، خير من أن تراه غارقاً في النعيم وهو يعتمد عليك .
7. لو أن كل أب خصص جزءاً من يومه لرعاية ولده لما تعب الآباء في أبنائهم كثيراً .
8. الأب الجاهل يفرح بجمال صورة ولده ، ولا يبالي بقبح أخلاقه ، والأب العاقل يفرح بجمال أخلاق ولده ولو كان من أقبح الناس .
9. فرحة الأب بولادة ولده ، تذهب بها غصته بسوء نشأته ، فمن استطاع أن تتمَّ له فرحتا الولادة والنشأة فقد فرح بولادته مرتين .
10. الولد مفطور على حبِّ التقليد . وأحبُّ شيء إليه أن يقلِّد أباه ثم أمه ، فانظر كيف يراك في البيت معه ومع أمه ، وكيف يراك في المعاملة معه ومع الناس .
11. أعن ولدك على برِّك بثلاثة أشياء : لطف معاملته ، وجميل تنبيهه إلى زلَّاته ، وحسن تنبيهه إلى واجباته .
12. أخطر شيء على الأسرة أن يميِّز الأبوان بعض الأولاد على بعض في الحب والدلال والإغضاء عن الزلَّات ، وأخطر من ذلك :
أن يُعلنا كرههما للواحد وحبهما للآخر ، فتلك هي بذرة العداء بين الإخوة والأخوات ؛ تُثمربعد رشدهم واستقلالهم بشؤون أنفسهم جفاء وخصومة قد ينتهيان إلى الجريمة .
13. لا تستعمل الضرب في تأديب ولدك إلا حين تُخفق الموعظة والتأنيب ، وليكن ضربك له ضرب تربية لا ضرب انتقام ، وتجنَّب ضربه وأنت شديد الغضب منه
واحذر موطن الأذى من جسمه ، وأشعره وأنت تضربه أنك لا تزال تحبُّه . وقلل ما استطعت من استعمال الضرب وسيلة للتأديب . ولأن يهابك ويحبك خير من أن يخافك ويكرهك.
14. يولد الولد معه طباعه ، فأبواه لا يستطيعان تبديلها ولكن يستطيعان تهذيبها ، أما أخلاقه فهي بنت البيئة والتربية ، وهنا يؤدي الوالدان دورهما الكبير في سعادته أو تعاسته .
15. إذا ابتليت بولدٍ بليد وأنت ذكي ، فلا تُُفْهِمه أنه بليد ، ولا تجزع من بلادته ، فولدٌ بليدٌ بارٌّ ، أنفع لك من ولد ذكي عاق .. وكم جرَّ ذكاء الأولاد العاقِّين لآبائهم من متاعب تمنَّوا معها ألا يكونوا والدين .