1)
قال عُتبة بن أبي سفيان لعبد الصَّمد مؤدِّب ولدِه: ليكن أوَّلَ ما تبدأُ به من إصلاحك بَنِّي إصْلاحُك نَفسَك؛ فإنَّ أَعينهم معقودة بعينك، فالحسَنُ عِندهم ما استحسنت، والقبيحُ عندهم ما استقبحت، علِّمْهم كتابَ اللَّه، ولا تُكرِهْهم عليه فيَملُّوه، ولا تتركْهم منه فيهجُروه، ثم روِّهم من الشِّعر أَعَفَّه، ومن الحديث أَشْرَفه، ولا تُخْرِجْهم من عِلْمٍ إلى غيره حتّى يحْكموه، فإنَّ ازدحامَ الكلام في السَّمع مَضَلَّةٌ للفهم، وعلِّمْهم سِيَرَ الحكماء وأخلاقَ الأدباء، وجنِّبْهُم محادَثة النساء، وتهدَّدْهم بي وأدِّبْهم دُوني، وكنْ لهم كالطَّبيب الذي لا يَعجَل بالدَّواء حتى يعرف الداء، ولا تَتّكل على عُذري، فإني قد اتَّكلتُ على كفايتِك، وزد في تأديبهم أزدك في برّي إن شاء اللَّه.
(2)
وروي عن الحسن أَنه قال: لما حضرت قيسَ بن عاصمٍ الوفاةُ دعا بَنيه فقال: يا بَنيّ احفظوا عنّي، فلا أَحَدَ أَنصحُ لكم منِّي، إذا متُّ فسَوِّدوا كبارَكم، ولا تسَوِّدوا صغارَكم فيسفّهَ الناسُ كبارَكم وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال فإنَّه مَنبهة للكريم، ويُستغنَى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس، فإنها شَرُّ كسب المرء .
(3)
وقال سهل بن هارون: التهنئة على آجِلِ الثَّواب أَولى من التعزية على عاجل المصيبة.
(4)
الدين والوطن
من لا خير له في دينه لا خير له في وطنه لأنه إن كان بنقضه عهد الوطنية غادرا فاجرا فهو بنقضه عهد الله وميثاقه أغدر وأفجر وإن الفضيلة للإنسان أفضل الأوطان فمن لم يحرص عليها فأحرى به ألا يحرص على وطن السقوف والجدران .
المنفلوطي
الأخلاق
مثل المتعلم غير المتأدب كمثل شجرة عارية لا تورق ولا تثمر قد انتصبت للناس فى ملتقى الطرق تعترض الرائح وتصد سبيل الغادي فلا الناس بظلها يستظلون ولا هم من شرها ناجون.
النظرات - المنفلوطي