مسألة مقارنة الزوجة بين زوجها وأزواج الأخريات هي العاكس الأساسي لطبيعة العلاقة بين الزوجين متوترة كانت، منسجمة أم متوازية. فقد يكون الزوج يمتلك صفات حميدة وتريد الزوجة التخفيف منها خوفاً من العين والحسد. وقد يكون هناك نقص حقيقي في شخصية الزوج وتريد الزوجة التغطية عليه أمام الآخرين وذلك بمدحه المبالغ فيه بما لا يملكه من صفات إيجابية وغير حقيقية وعكس ما هي عليه صفات الزوج الحقيقية. وتفعل المرأة ذلك لإحساسها العميق بالنقص أمام الأخريات فتلجأ للإدعاء بالباطل والتغطية.
أغلب النساء السعيدات في حياتهن الزوجية والتعيسات عندما يلجأن للمقارنة الايجابية أو السلبية فهن يصغنها في نوع من الكذب وهو في أصله رذيلة تلجأ إليه الزوجات لأسباب نفسية واجتماعية عديدة. وبالرغم من أن الموضوع يخص الزوجين معاً، إلا أن النساء هن الأكثر حديثاً عن أزواجهن أمام الأخريات وقد لا تخلو الأحاديث من الشكوى والتبرم.
وعملية المقارنة شائعة بشكل اكبر عند النساء حديثات العهد بالزواج وهي ناتجة عن خلفية نفسية أساسها عدم الاقتناع الكامل والرضا بالزوج وشخصيته، لذا تلجأ الزوجة لتكوين دفاعات نفسية تبرر رفضها الداخلي وذلك بالبحث عن نقائصه مقابل شخصيات الأزواج الآخرين التي تراها مكتملة. وهناك سبب آخر وهو مع عدم الرضا والقناعة به كزوج فإنها تقرر بينها وبين نفسها الانفصال عنه أو تنوي إثارة مشاكل تعجل بهذا الانفصال ولكن حتى لا تحس بعقدة الذنب فإنها تبحث عن نقائصه مقابل الآخرين حتى تقنع نفسها بمبررات تسوقها للآخرين.
وهناك نوع من الزوجات يتكون لدى الواحدة منهن رأي مضاد دائماً وهذا النوع من النساء لا تكتفي بالمقارنة بين زوجها والأخريات بل بين جميع من حولها في تعمد إظهار النقائص وإشباع نوع من النقص لا تراه في نفسها وإنما تراه في الآخرين. كذلك هناك الزوجة المعنفة والتي لا تشعر بالأمان مع زوجها فتلجأ إلى عقد مقارنة بينه وبين الآخرين حتى يقوى إحساس الأمان لديها.
وليس من العيب ذكر محاسن الزوج ومزاياه أو الدفاع عنه في حالة الإساءة إليه ولكن يجب أن يكون ذلك مع تحري الصدق وعدم وصفه بصفات ليست فيه مما يؤدي إلى انتهاج رذيلة الكذب وخداع الآخرين، وقد يؤدي ذلك إلى السخرية من الزوجة وعدم احترامها من الآخرين الذين يعلمون حقيقة إدعائها.
أما استجابة الأزواج لهذه المقارنات من قبل الزوجات فهي تختلف باختلاف شخصياتهم وأسلوب المقارنة الذي تتبعه الزوجة. ففي حين نجد أن بعض الرجال يحبون هذه المقارنات التي في صالحهم، يبغض الشق الآخر ذلك النوع من المقارنات التي تشير إلى الانتقاص من قدرهم أو لومهم أو إهانتهم. ويخرج عن هذه الدائرة أزواج آخرين لا يحبون المقارنات حتى لو كانت لصالحهم ويحبون وصفهم بالتميز والإعجاب بهم دون إخضاعهم للمقارنة مع غيرهم