كاسل .. المدينة التي طارد فيها الذيب ليلى ...تعتبر هذه المدينة منطقة جذب للرساميين والفنانين
حيث:
تشكل الحدائق تشكل الحدائق والغابات 60% من مساحة مدينة كاسل الألمانية التي تعتبر عاصمة الثقافة الرفنكانية في ولاية هيسن (غرب). ومن يتجول بين غابات كاسل سيظن أن الذئب سيظهر له من خلف كل شجرة ليطارده كما طارد ليلى الصغيرة بقبعتها الحمراء. ففي هذه المدينة عاش الأخوان غريم فترة طويلة وكتبا أهم حكايات الأطفال التي انتشرت في كل العالم.
وإذا كانت المدينة، الواقعة على نهر الفولدا، تجتذب الكثير من السياح سنويا فإن ذلك ليس بفضل مركزها القديم المبني على الطراز الباروكي فحسب، وإنما بفضل متحف الأخوين ياكوب وفيلهلم غريم الحافل بشخصيات الحكايات الخيالية المفزعة الممتدة بين «الصغيرة ذات القبعة الحمراء (ليلى والذئب) و«الأميرة النائمة» و«الأقزام السبعة» و«سندريلا». إذ قضى الأخوان 30 سنة من عمرهما في كاسل، استمدا حكاياتهما من البيئة النهرية الجبلية والغابات الكثيفة، وهنا كتبا أول قاموس ألماني ووضعا أسس وقواعد اللغة الألماني، واستحق الأخوان غريم على عملهما اللغوي ان توضع صورتاهما على العملة من فئة ألف مارك. كما يعود الفضل إلى المعرض الفني الدولي «دوكيومنتا»، الذي يقام كل 5 سنوات في كاسل، يعرض الأعمال الفنية من كافة أنحاء العالم، ويجتذب آلاف السياح والصحافيين والفنانين والمهتمين. وترك «دوكيومنتا» ضربات ريشته على المدينة من خلال الأعمال الفنية الحديثة التي تركها فنانون كبار مثل كليس اودنبورغ وفالتر دي ماريا بشكل نصب في المدينة. وتختلط هذه الأعمال الحديثة مع الأعمال الفنية القديمة، مثل تمثال هرقل قرب حديقة إحدى المصحات، وتمثال الأخوين جريم وعدد آخر من النصب والتماثيل والكنائس. وتكمل هذه اللوحة الفنية أعمال من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لفنانين ألمان في متحف فريدرشانيوم (بني بين 1769 ـ 1779) في شمال المدينة. ويقع تمثال هرقل على صخرة عالية نسبيا ويرتفع 61 مترا عن الأرض. وهناك نافورة في أعلى النصب تصب الماء على شلال صخري مدرج ينتهي عند قاعدة من الأعمدة داخل بحيرة صغيرة.
ويعود تاريخ كاسل إلى قصر ملكي صغير بني على ضفاف نهر الفولدا في القرن الثاني عشر. وهو القصر الذي حوله الامير فريدريش الثاني إلى قلعة يحرسها النهر غربا وجبال فيلهلم في الغرب عام 1277. وبقيت كاسل عاصمة للأمراء الفرانكويين، عدا فترة قصيرة من الاحتلال الفرنسي، حتى القرن الثامن عشر ثم تخلت عن موقعها بالتدريج لصالح العاصمة التجارية الجديدة فرانكفورت.
ويشتهر مركز المدينة بشارعي كونغ وفيلهلم التجاريين ومن ثم شارع تريبة الذي أصبح أول سوق محظورة على السيارات والدراجات في ألمانيا عام 1953. كذلك ببلدية المدينة التي بنيت في القرن السادس عشر ونافورة رولاند في السوق القديم. وقرب السوق ينتصب مبنى «اوتونيوم»، الذي بني عام 1607 كأول مسرح ألماني ثابت، وتحول الآن إلى متحف للطبيعة المحيطة بكاسل ونهر الفولدا.
ولا تقل ضواحي مدينة كاسل عن مركزها جمالا وأهمية، هذا إن لم تكن الأهم. ففي هذه الضواحي ثلاثة معالم صنفتها منظمة اليونسكو ضمن الإرث الثقافي للبشرية، وهي مرتفعات فيلهلم وقصر فيلهلم، قصر لوفنبورغ و«بيت النباتات» الذي يعتبر أول مبنى في العصر الحديث بني من الزجاج والحديد وتحول إلى بيت زجاجي للنباتات الاستوائية. وتجمع هذه المباني بين فن البناء الباروكي والبريطاني الشمالي المطعمة بالاسلوب القوطي الأقدم.
بني قصر فيلهلمزهوهة بين 1876-1803 لسكن الأمير فيلهيم التاسع وهو من هندسة وتصميم سيمون دي راي. ويحتوي القصر على أعمال فنية كثيرة بينها 17 لوحة لرامبراندت، 11 لوحة لفان دايك، ومجموعة من أعمال ياكوب جوردين. إضافة إلى عدة أعمال للفنان روبن والايطاليين تيزيان و تينتوريتو و بيازيتا.
وعلى ارتفاع 600 متر عن سطح البحر، إلى الجنوب من كاسل، تنتصب قلعة لوفنبورغ التي بنيت على طريقة عصر الفرسان الاسكتلندي. بنيت القلعة على الجبل عام 1800 وتمتد حدائقها على المنحدر تحيطها الجدران الصخرية غير المنتظمة التي تمنحها جمالا خاصا. وتجتذب القلعة آلاف السياح سنويا، يجولون في أروقة القصر، ويتمتعون بطعم القهوة الاسكتلندية في المقاهي القريبة.
ويمكن للسائح أن يسلك «طريق الأساطير»، الذي يخلد اسطورة الأخوين جريم، يمتد مسافة 600 كم في منطقة الفولدا ويعتبر، إلى جانب طريق الراين بين ماينز وكولون، من أجمل الشوارع في ألمانيا. وتم شق الطريق عام 1975 بمشاركة 70 مدينة يمر بها الطريق وتنتشر على جانبيه المطاعم والمقاهي السياحية التي تشتهر بتقديم سجق كاسل. وبالمناسبة يطلق على سجق كاسل اسم «آهلة فورست» وهو علامة كاسل المميزة والرد المحلي على نقانق نورمبيرغ والسلامي المجري