تذكر سورة الفاتحة بأساسيات الدين
ومنها: شكر نعم الله (الحمد لله)،
والاخلاص لله (إياك نعبد واياك نستعين)،
...
الصحبة الصالحة (صراط الذين أنعمت عليهم)،
وتذكر أسماء الله الحسنى وصفاته (الرحمن، الرحيم)،
الاستقامة (إهدنا الصراط المستقيم)،
الآخرة (مالك يوم الدين)
ويوم الدين هو يوم الحساب.
أهمية الدعاء، وحدة الأمة (نعبد، نستعين)
ورد الدعاء بصيغة الجمع مما يدل على الوحدة ولم يرد بصيغة الافراد.
وسورة
الفاتحة تعلمنا كيف نتعامل مع الله فأولها ثناء على الله تعالى (الحمد لله
رب العالمين) وآخرها دعاء لله بالهداية (إهدنا الصراط المستقيم) ولو قسمنا
حروف سورة الفاتحة لوجدنا أن نصف عدد حروفها ثناء (63 حرف من الحمد لله
الى اياك نستعين) ونصف عدد حروفها دعاء (63 حرف من اهدنا الصراط الى ولا
الضآلين) وكأنها اثبات للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين
ولعبدي ما سأل،
فاذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل:
حمدني عبدي،
واذا قال: الرحمن الرحيم قال الله عز وجل: أثنى علي عبدي،
واذا قال : مالك يوم الدين، قال عز وجل: مجدني عبدي، وقال مرة فوض الي
عبدي،
فاذا قال: اياك نعبد واياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي
ولعبدي
ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير
المغضوب عليهم ولا الضآلين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)
فسبحان الله
العزيز الحكيم الذي قدّر كل شيء.
وقد سئل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
لماذا يقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة فأجاب لأستمتع برد ربي.
إذن
سورة الفاتحة تسلسل مبادئ القرآن (عقيدة، عبادة، منهج حياة) وهي تثني على
الله تعالى وتدعوه لذا فهي اشتملت على كل اساسيات الدين.
أنزل
الله تعالى 104 كتب وجمع هذه الكتب كلها في 3 كتب (الزبور، التوراة
والانجيل) ثم جمع هذه الكتب الثلاثة في القرآن وجمع القرآن في الفاتحة
وجمعت الفاتحة في الآية (إياك نعبد واياك نستعين).
وقد
افتتح القرآن بها فهي مفتاح القرآن وتحوي كل كنوز القرآن وفيها مدخل لكل
سورة من باقي سور القرآن وبينها وبين باقي السور تسلسل بحيث انه يمكن
وضعها قبل أي سورة من القرآن ويبقى التسلسل بين السور والمعاني قائما.