مرحبا...
المخدرات
مـقــــدمـة
لا شك أن آفة المخدرات قد انتشرت في العالم اجمع دون استثناء فلا يوجد دولة في العالم في منأى عن هذه الآفة وخطرها. و المملكة العربية السعودية كغيرها من دول العالم تأثرت بهذه الآفة التي غزتها وان كان تأثر المملكة لم يكن مبكرا كغيرها من الدول إضافة إلى أن حجم التأثر بهذه الآفة كان اقل ضررا مقارنة بغيرها من الدول وهذا عائد لأسباب عديدة لعل من أهمها وجود الوازع الديني لدي مجموعة غير قليلة من المواطنين تمنعهم من التورط في هذه الآفة، أضف إلى ذلك تطبيق المملكة لشرع الله الذي جاء كافيا ووافيا لردع ومنع أي ظاهرة غير سوية .
وان كان هذا لا يمنع القول بان المجتمع السعودي تأثر بهذه الآفة ويعاني منها ولذلك قامت الدولة حفظها الله فيما قامت من جهود لمحاربة هذه الظاهرة بإنشاء جهاز متخصص لمحاربة آفة المخدرات والحد من انتشارها.
وقد قامت بجانب هذا الجهاز المتخصص أجهزة أخرى ساهمت في مكافحة هذا الداء الخطير ومن هذه الأجهزة المساندة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تعريف المخدرات :
علما بأنه لا يوجد تعريف موحد أو متفق عليه." فتعريف المخدرات يختلف باختلاف النظرة إليها والخدر في اللغة يعنى الكسل أو الفتور،والمخدر يعنى المضعف المفتر،ويقال تخدر الشخص أي ضعف وفتر، والمخدرات (Narcotics) فنيا تعني العقاقير المجلبة للنوم، وفي القاموس الطبي تعني العقاقير المخدرة (Narcotics) العقاقير التي تسبب النوم أو التخدير، بينما تعنى المواد النفسية (Psychotropics) المواد التي تؤثر على العقل"
كما عرفّ اللغويون الخدر بأنه فقدان الإحساس الواعي أو ضعفه أما المخدر فهي" المادة التي تحدث في جسم الإنسان ثقلا وشعورا بالكسل"
أما التعريف الفقهي للمخدر فهو"الذي يكسب الجسم قدرا وفتورا يضعفه أو يمنعه من الحركة" ومن الناحية العلمية " يعتبر المخدر مادة كيمائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم"
أما قانونياً فالمخدرات هي " مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك".
تصنيف المخدرات :
يوجد عدة تصنيفات مختلفة للمخدرات وتختلف هذه التصنيفات " باختلاف معايير التقسيم ومن اشهر هذه المعايير : الأصل، التأثير ، خصائص الإدمان، اللون، الأصل والصلابة والنظام الدولي للرقابة".
وخروجا من هذه الاختلافات فان المعيار الذي نراه مناسبا والمعمول به في هذه الدراسة هو معيار خصائص الإدمان، وتنقسم المخدرات طبقا لهذا التقسيم إلى المجموعات التالية :
1. مجموعة الحشيش وتشمل مستحضرات نبات كنابيس ساتيفا.
2. مجموعة مركبات الأفيون، وتشمل الأفيون والمورفين والهيروين، وكذلك العقاقير المصنعة كيمائيا ذات التأثير المشابه لتأثير المورفين مثل الميثادون.
3. مجموعة الكوكائين، وتشمل الكوكائين وأوراق نبات الكوكا.
4. مجموعة القات، وتشمل مستحضرات نبات كاتا ايديوليس.
5. مجموعة الامفيتامينات مثل امفيتامين وديكسامفيتامين وميثامفيتامين.
6. مجموعة الباربيتيورات مثل الباربيتورات وبعض العقاقير الأخرى ذات التأثير المسكن مثل المثاكوالون.
7. مجموعة المواد المسببة للهلوسة مثل ال(( ل . س . د )) والميسكالين.
المتعاملون مع المخدرات :
عند التحدث عن الاتجار و الاستعمال غير المشروع للمخدرات فان الفئات المتعاملة بها تتعدد تبعا لنوعية تعاملها مع المخدرات فهناك :
1. المموّل : وهو غالبا أشخاص ذو ذكاء وقدرة مالية يستخدمونها في تمويل عمليات التهريب.
2. المهرّب : وهو من يتولى نقل المخدرات وإدخالها إلى المناطق ويتسم بالشراسة والقوة والقدرة على استخدام السلاح.
3. شريك المهرّب : وهو الذي يساعد المهرب سواء بالتستر أو إخفاء المخدرات لديه حتى يتم تسليمها للمروّج.
4. المروّج : كل من يقوم بتوزيع السموم.
5. المهدي : صديق السوء الذي يزين لأصدقائه استخدام المخدرات ويعتبر اخطر من المروج.
6. المتعاطي : هو المستهدف من كل الأشخاص السابق ذكرهم وغالبا ما يكون شخصا مريضا أو مغرر به.
صور لمصير بعض متعاطي المخدرات
هناك بعض الصور تعمدت ألا أضعها لأنها بشعة جدا و لا يمكن النظر إليها
عفانا الله و إياكم...
نبذة تاريخية عن المخدرات :
عرفت البشرية المخدرات منذ قديم الزمن فهي إذن ليست بظاهرة حديثة إلا أن استخدامها كان قاصرا في الماضي على فئات معينة وبالتالي كان شرها قاصرا أيضا وان كانت أضرار المخدرات لم تعرف أو تظهر كما هي الآن حيث كان استخدامها بشكل محدود وفي فئات محدودة .
وترجع معرفة الإنسان بالمخدرات إلى العصر الحجري حيث ذكر المؤرخين في كتبهم إلى أن إنسان ذلك العصر توصل إلى اكتشاف رؤوس بعض النباتات التي استطاع استخراج سائل ابيض ليناً يستعمله بعد تجفيفه كمسكن للآلام وهذه النباتات هي المعروفة حاليا بالخشخاش .
إضافة إلى استخدام الإنسان منذ القدم النباتات المخدرة في طقوس السحر والشعوذة ، كما انه تم الاستفادة من ألياف الحشيش في صنع الحبال ونسيج الاقمشة .
وقد عرفت الحضارات القديمة المخدرات ومنها الحضارة السومرية حيث عرف الأفيون منذ 4000 سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام وقد أطلق عليه نبات السعادة ، كما عرف قدماء المصريون الأفيون أيضا وذلك منذ 1500 سنة قبل الميلاد حيث ورد في بردية [أبير] على أن الأفيون قد عرف كوصفة طبية لإسكات الأطفال عن البكاء.
وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي تمكن صيدلي ألماني يدعى [سبرتيريز] من عزل عقار المورفين كمشتق من مشتقات الأفيون، وبعد خمسين عاما من ذلك تم صنع الهيروين والذي جرى استخدامه على مستوى واسع كدواء مأمون الجوانب مما أدى إلى ظهور حالات إدمان مبكرة، وفي القرن التاسع عشر عرفت أوروبا الكوكائين.
وقد لا يعنينا السرد التاريخي لانتشار المخدرات بقدر ما نهتم بالواقع الحالي لها.
الواقع الحالي للمخدرات عالميا :
اهتم العالم اجمع بالمخدرات وأضرارها وان كان الانتباه لهذه الآفة جاء متأخرا في مطلع القرن العشرين حين أخذ المفكرين بزمام المبادرة واخذوا يحذّرون من هذه الآفة ومخاطرها بعد أن لمسوا زيادة الإقبال علي استخدامها وتعاطيها . وقد وصف تقرير الأمم المتحدة لعام 1985م مشكلة المخدرات بأنها من المفاسد الاجتماعية الهائلة التي تتسبب في تدمير حياة أعداد لا تحصى من البشر إضافة إلى تهديد الكيان الإداري والاقتصادي لدول العالم النامي. وتربط تقارير الأمم المتحدة عادة بين الاتجار غير المشروع للمخدرات وجرائم العنف والإرهاب والاتجار بالأسلحة والمتفجرات.
كما أشارت إحدى الإحصاءات التي نشرتها الأمم المتحدة مؤخرا إلى وجود أكثر من عشرين مليون مدمن مخدرات في العالم .
وهناك معلومات موثقة توضح انه في أمريكا يوجد أكثر من (16) مليون شخص يدمن استخدام المخدرات بشكل يومي .
وبالرغم من ارتفاع حجم المضبوطات في السنوات الأخيرة إلا أن الحجم المتاح منها للمتعاطين لم يتأثر وهذا يشير إلى الحجم الرهيب للإنتاج غير المشروع للمخدرات والذي يمثل 10 أمثال المضبوط وفقا لمعيار الأمم المتحدة .
ومنذ أن عرف العالم خطورة المشكلة وهو يحاول جاهدا وضع نظام صارم لمنع المخدرات واقتصار استعمالها على الإغراض الطبية والعلمية فقط مع مراقبة لصيقة وصارمة على الاستعمالات المسموحة لمنع أي تسرب قد يحدث. واتجهت الكثير من الدول إلى سن التشريعات والقوانين لحماية شعوبها ونتج عن ذلك عقد المؤتمر الدولي للمخدرات الذي عقد عام 1909 م في شنغهاي وتلاه عدة مؤتمرات دولية تمخضت عن اتفاقيات عديدة وهي اتفاقية عام 1961م والمعدلة ببروتوكول عام 1972م ومن ثم الاتفاقية الثانية عام 1971م وهي اتفاقية العقاقير النفسية.
ويتولى الإشراف على تنفيذ هذه الاتفاقيات أجهزة تابعة لهيئة الأمم المتحدة وهي :
1. الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات.
2. لجنة المخدرات.
3. شعبة المخدرات.
4. منظمة الصحة العالمية.
5. الصندوق الدولي لمكافحة إساءة استخدام المخدرات.
الواقع الحالي للمخدرات عربيا:
العالم العربي جزء من العالم يتأثر به ويؤثر فيه ونتيجة حتمية لذلك فان ما يعاني منه العالم سوف يعاني منه العالم العربي ولا شك ومن هذا معاناة المخدرات أو لنقل مشاكل المخدرات. فالدول العربية اجمع تعاني حاليا من هذه المشكلة والتي كانت قاصرة سابقا على دول محددة وان كانت تتفاوت من منطقة لأخرى لأسباب متعددة.
ووفق الإحصائيات " فان المواد المخدرة التي يكثر إساءة استعمالها بالمنطقة العربية إضافة إلى المؤثرات العقلية هي الحشيش والأفيون والهيروين. والاتجاه الغالب لحركة التهريب هو الذي يستهدف المنطقة العربية من خارجها لتموين الاتجار غير المشروع بها بالمواد المخدرة. ويعدّ الحشيش هو المادة الأكثر انتشارا عند المتعاطين بالدول العربية لأنه في نظرهم المادة الأقل ثمنا والأسهل استعمالا والأقل خطورة. ويمثل استهلاك الافيونات المرتبة الثانية بعد الحشيش بهذه الدول.
شكرا.