في الحديث الصحيح عند مسلم في حديث وصف الإسلام والإيمان لما سُـأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال :
( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ..
نعــــــم يـــــراك ..
ويعلم ســرك ونجــــــواك ..
في الصحـــراء يــــراك ..
في الجـو أو في السمــــاء يــراك ..
إن كنت وحيـــداً يـــراك ..
إن كنت في جمــــــــــعٍ يــراك
( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
قال ابن القيم رحمه الله
من منازل ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } منزلة المراقبـة ..
وهي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه..
فاستدامته لهذا العلم ، واليقين بذلك هي المراقبة ..وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه ..
رقيــــب عليه ..
ناظـــــر إليه ..
ســــامع لقوله ..
مطلع على عملـــه ..
ومن راقب الله في خواطره ؛ عصمه الله في حركات جوارحه
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } ..
من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله ..
رجل ذكر الله خاليـــاً ففاضت عينـــاه ..
وآخر دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال : إني أخاف الله ..
فقال: إني أخــــــــاف الله ..
أف للذنوب ..
ما أقبح آثارهــــــا ..
وما أسوأ أخبارهـــــا ..
وهل تحدث الذنوب إلا ..
في الغفلات ، والخلــوات..
يا مـن لا يصبر لحظة عما يشتهي ..
قل مـــن أنت ؟!..
وما علمك ؟!..
وإلى أي مقام ارتفع قدرك ؟!..
بالله عليك ..
اسمع فضيحة العصاة يوم القيامة ..
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}..
إيــــاك ..
والاغترار بحلمه وكــــرمه ..
فكم قد استدرج مـــــن عاصي ..
وقصم من جبَّـار وظالم ..
إذا همت النفـــس بالمعصية ..
فذكرهــــا بنظر الله ..
لا يـــكن الله أهــــون النـاظرين إليك
الله ..الله ..
في مراقبة الحق جل في علاه..
الله ..الله ..
في الخـــلوات ..
الله ..الله ..
في البـــــواطن ..
الله ..الله ..
في النيـــــات ..
فإنَّ عليكم من الله عيناً ناظرة ..
(فسبحان الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ..} ..
(فسبحان الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ..
أيــــن لـــذة المعصية !!..
أيــــن تعب الطــــاعة !!..
رحل كلٌ بما فيه ..
فليت الذنوب إذا تخلَّت خلَّت ..
إن كنت تعتقد أنه لا يراك ..
فما أعظـــم كفـــرك !!..
وإن كنت تعصيه مع علمك باطلاعه عليك ..
فما أشد وقـــاحتك !!..
وما أقل حيـــائك !!..
اقبل الموعظــــة ..
اعمل بالنصيحــــة ..
لأنه من أعرض عن الموعظة فقد رضي بالنار ( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ، كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ، فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ، بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً ، كَلَّا بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ، كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ، فَمَن شَاء ذَكَرَهُ ، وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } ..
يــــا مسكـــين ..
بأي بدن ستقف بين يدي الله !..
وبأي لســــان ستجيب !..
أعدَّ للســــؤال جواباً ..
وللجواب صـــواباً ..
فما أعددت للنجاة ..
مــــن عظيم عقـــاب الله ..
وأليم عذابه ..
لا يندفع ذلك إلا ..
بحصن التوحــــيد ..
وخندق الطاعــــــات ..
اللهم أحينا مسلمين ، وتوفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ..اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة ..ونسألك قول الحق في الرضا والغضب