في مثل هذا الشهر من ديسمبر سنة1960 وفي اليوم الحادي عشر منه، خرج الشعب الجزائري في مظاهرات ملأت شوارع العاصمة،منددين بالسياسة الفرنسية ضد الجزائر، بأن الجزائر هي جزء من فرنسا،وأن المعمرين مازالوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية.
وجاء ديغول في 9/12 في زيارة يريد دعما من المعمرين له في سياسته،وتظاهر المعمرون في اليوم 10/12.
و بعدها جاء زحف المظاهرات الشعبية بقيادة جبهة التحرير الوطني{آن ذاك كانت هي الممثل الوحيد للشعب الجزائري} يوم 11 ديسمبر ليعبر عن وحدة الوطن و التفاف الشعب حول الثورة مطالبا بالاستقلال التام .
وكانت النتيجة:1}: بينت هذه المظاهرات حقيقة الاستعمار الفرنسي الإجرامية و فظاعته أمام العالم.
2}:عبرت عن تلاحم الشعب الجزائري و تماسكه و تجنيده وراء مبادئه، و القضاء على سياسة ديغول المتمثلة في فكرة:الجزائر فرنسية
3}: أما على المستوى الدولي فقد برهنت هذه المظاهرات الشعبية على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني واقتنعت هيئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها ، و رفضت المبررات الفرنسية الداعية إلى تضليل الرأي العام العالمي.
وبهذه الضغوطات الشعبية والدولية،أجبرت ديغول على الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير لإنقاذ فرنسا من الانهيار الكلي.
وفشل ديغول أمام ثورة الدم من أول نوفمبر54 ـ إلى11/12 /60 . وهكذا تم النصر المبين،بفضل تلاحم الشعب والتفافه حول قضيته العادلة.واقتناعه بأن الوصول إلى الهدف يمر حتما على قنطرة الشهادة.
فاللهم ارحم شهداءنا الأبرار،وألحقنا بهم سالمين ،لامبدلين ولا مغيرين . وهذا كما جاء في قوله تعالى{من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه،فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.
آمين