اليوم حاب اكتب لكم عن علمائنا الافاضل والذين افادوا العالم في اكتشافاتهم ونسبت هذه الاكتشافات الى غيرهم من علماء الغرب فاصبحنا وللاسف لا نعرف الا علماء الغرب وقد سرقوا " اقول سرقوا هؤلاء مكتشفات اجدادنا من العلماء " ونسبوها لهم وقد كتبت بعض الاقلام الرائعة عن هذا الموضوع والاخطاء التي تعلمناها في المناهج الدراسة انها حقيقة غير قابلة للطعن ولم يكلف احد من مؤلفين الكتب المدرسية عناء التحقق والبحث عن حقيقة هذه الامور فلو سألنا احدا من مكتشف الجاذبية الارضية لا اجاب فورا " اسحق نيوتن " هكذا تعلمنا . ولم نعلم ان هنالك أبي الريحان البيروني قد كتب عن الجاذبية قبل اسحاق نيوتن,طبعا وغير عالمنا الجليل هذا ابي الريحان تحدث عن الجاذبية الارضية كثير من علمائنا الافاضل .
لا اريد ان اطيل عليكم سوف ادخل في الموضوع
ينسب اكتشاف الجاذبية إلى العالم الأوربي سير اسحق نيوتن (1642 _1727م) مع أن المسلمين سبقوه إلى هذا الاكتشاف ب 7 قرون فتحدث الكثير من العلماء المسلمين عنها أمثال ابن سينا وابن خردذابه والادريسي...
فقد عرف العرب منذ القرن التاسع للميلاد قوة التثاقل الناشئة عن جذب الأرض للأجسام و أطلقوا عليها القوة الطبيعية و قد أدرك علماء العرب و فلاسفتهم أن قوة التثاقل أو القوة الطبيعية التي أشرنا إليها تتعاظم كلما كبر الجسم ، و في هذا المعنى يقول ابن سيناء في كتابه ( الاشارات و التنبيهات ) " القوة في الجسم الأكبر ، إذا كانت مشابهة للقوة في الجسم الأصغر حتى لو فصل من الأكبر مثل الأصغر ، تشابهت القوتان بالاطلاق ، فانها في الجسم الأكبر أقوى و أكثر ، إذ فيها من القوة شبيه تلك " و زيادة وقف علماء العرب و المسلمين تماماً الجاذبية الأرضية و يتضح ذلك جلياً في كتاباتهم ، منها ما جاء لسان أبي الريحان البيروني في كتابه ( القانون المسعودي ) حيث يقول " الناس الأرض منتصبو القامات استقامة أقطار الكرة وعليها أيضاً تؤول الأثقال إلى أسفل " ومنها ما جاء في كتابات أبي الفتح عبدالرحمن المنصور الخازني حيث يقول " إن الأجسام الساقطة تنجذب نحو مركز الأرض و إن اختلاف قوة الجذب يرجع إلى المسافة بين الجسم الساقط و هذا المركز " و يقول الخازني في كتابه ( ميزان الحكمة ) " الجسم الثقيل هو الذي يتحرك بقوة ذاتية أبداً الى مركز العالم ، أعني أن الثقل هو الذي له قوة الحركة إلى نقطة المركز "
ويشبه الإدريسي جاذبية الأرض بجذب المغناطيس للحديد ، فيقول في كتابه نزهة المشتاق في إختراق الآفاق " الأرض جاذبة لما في أبدانها من اثقل بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجذب الحديد "
و هذه الأعوام التي ولد فيها بعض علماء المسلمين :-
ولد البيروني عام 973م
ولد ابن سينا في عام 980
ولد الإدريسي عام 1100م أي ما يقارب 7 قرون قبل أسحق نيوتن...
ويقول ابن خردذابه "الأرض جاذبة لما في أبدانهم الناس من الثقل لأن الأرض بمنزلة الحجر الذي يجتذب الحديد "
واكتشف المسلمون كروية الأرض وحركتها حول الشمس ولكن أوربا نسبته إلى العالم الأوربي كوبرنيكس ومجدت اسمه تمجيداً كبيرا _وهو يستحق ذلك بلا شك _ ولكن العلماء المسلمين كانوا أحق بهذا التمجيد.. فالمسعودي أثبت ذلك في كتابه مروج الذهب بقرون كثيرة قبل اكتشاف أوربا لها. يقول المسعودي في برهانه كروية الأرض: " إن الشمس إذا غابت في أقصى الصين كان طلوعها الجزائر العامرة في بحر اوقيانوس الغربي. وإذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في أقصى الصين، وذلك نصف دائرة الأرض"
وذهب الادريسي إلى "إن الأرض مدورة كتدوير الكرة"
وقال العالم المسلم ابن رسته في كتابه الاعلاق النفيسة " إن الأرض مثال الكرة والدليل ذلك أن الشمس والقمر وسائر الكواكب لا يوجد طلوعها ولا غروبها جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل يرى طلوعها المواضع المشرقية من الأرض قبل طلوعها المواضع المغربية وغيبوبتها "
واكتشف المسلمون نظرية العدوى ولكن هذا الاكتشاف الخطير ينسب مرة أخرى إلى أوربا، مع أن الخطيب البغدادي كان أول مكتشف لهذه النظرية في رسالته الشهيرة في الطاعون فقد ناقش ذلك بصورة علمية بعيدة عن الاعتقادات الخاطئة.. يقول الخطيب البغدادي "إن وجود العدوى مقرر بالخبرة والدراسة وشهادة الحواس، وبالاخبار المتعمدة عن انتقالها بالثياب والأوعية والأقراط وانتقالها بواسطة أشخاص من منزل واحد واصابة مرفأ سليم ممن يصلون إليه من بلاد موبوءة ".
واكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى التي نسب فضل اكتشافها إلى الطبيب الأوربي ميخائيل سرفيتوس حتى جاء الدكتور الطهطاوي الذي قدم أطروحته لكلية الطب في جامعة فرايبورغ وأثبت فيها أن العالم العربي أبن النفيس هو المكتشف الأول للدورة الدموية الصغرى لاسرفيتوس!.
كما سبق الطبيب المسلم علي بن عباس المجوسي الطبيب الأوربي هارفي، في وصف الدورة الدموية في الأوعية الشعرية، عندما تكلم عن وظيفتي الانقباض والانبساط من وظائف الجسم الحيوية في كتابه " كامل الصناعة الطبية" .
واكتشف الادريسي منابع النيل التي بقيت قروناً عديدة مجهولة لدى العلماء الأوربيين حتى اكتشفها سبيك وغرانت ، فنسب الاكتشاف إلى أوربا بينما اكتشفها الادريسي قبل ذلك بقرون وصور ذلك في خارطته المحفوظة في متحف سان مرتين في فرنسا فبين بحيرتي فكتوريا نيانزا والبرت نيانزا. ووصفهما في كتابه ( نزهة المشتاق ) .
ونسب إلى والاس انه أول من أثبت قاعدة "سطوح الماء كروية كسطوح اليابسة" وفي الحقيقة أن الكندي هو أول من قام بإثباتها..
وسبق ابن طفيل علماء أوربا في اكتشافه أن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم يقول ابن طفيل " ويقول " والعالم المحسوس وان كان تابعاً للعالم الالهي شبيه الظل به فانه مع ذلك قد يستحيل فرض عدمه. وانما فساده ان يبدل لا ان يعدم بالجملة..".
وذهبت أوربا إلى ان البحث العلمي التجريبي لم يبدأ الا في عصر النهضة الاوربية ونسبت هذا الفضل إلى العالم الأوربي فرنسيس بيكون ، أن الحقيقة تؤكد أن المسلمون قد سبقوه في هذا المجال.. وكان جابر بن حيان هو الرائد الاول للبحث العلمي التجريبي إذ أخضع جميع بحوثه للتجربة التي يسميها (التدريب) واتبع الاسلوب العلمي في جميع كتبه.. يقول جابر "من كان دربا كان عالما حقا، ومن لم يكن دربا لم يكن عالما وحسبك بالدربة في جميع الصنائع ان الصانع الدرب يحذق وغير الدرب يعطل".
وقال: "وملاك هذه الصنعة العمل. فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء ابداً". وبين في كتابه (الخواص الكبير ) منهجه في هذا الكتاب "يجب ان تعلم انا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه دون ما سمعناه أو قيل لنا وقرأناه، بعد ان امتحناه وجربناه، فما صح أوردناه وما بطل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضاً وقايسناه أقوال هؤلاء القوم"
اخوتي هذا ما استطعت جمعه ولكن يوجد هنالك علماء اخرين لم اذكرهم وقد سرقت مخترعاتهم او مكتشفاتهم .
اخوتي لا مانع لدي من نشر هذا المقال في جميع المنتديات
المراجع العلمية للامانة العلمية : -
_ نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: الادريسي _ ص 3 مطبعة روما _ ايطاليا.2_ مروج الذهب: المسعودي _ الجزء الاول _ ص 86 _ تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد _ الطبعة الثانية _ مطبعة السعادة 1958م.
_ نزهة المشتاق: الادريسي _الجزء الأول_ ص 7 _ المعهد الايطالي للشرق الادنى والاقصى _ 1970_ ايطاليا.
_ الاعلاق النفيسة: ابن رسته _ المجلد السابع _ مطبعة بريل (ليدن) 1891.5_ وصفة الادريسي في كتابه نزهة المشتاق _ الجزء الاول _ ص 33 _ طبعة المعهد الايطالي.
_ الخواص الكبير: جابر بن حيان _ مختارات جابر تحقيق المستشرق بول كراوس _ ص 232.