يشاء الله عزوجل ان يحمل نفس الاسم محمد اكبر خان اميران فى بلدان متجاوران متباعدان فى الزمان ولكنهما حملا اسم الاسلام احدهما رفعه عاليا والاخر اتبع هواه فهوى
ولكن لنتكلم عن الاميران ولنبدا بالبطل
وهو الامير
محمد اكبر خان بن دوست محمد خان حاكم افغانستان
ولد ذلك البطل فى عام 1813 او 1815 حسب اختلافات الروايات لابيه دوست محمد حاكم افغانستان تدرب على الاعمال الحربية والروح القتالية منذ الصغر وظهرت براعته مبكرا فى مناوشات افغانستان مع الفرس والروس ولكن عام 1837 سيكتب شهادة ميلاد عسكرية لهذا الامير الشجاع فقد كانت الامبراطورية السيخية قد دمرت الشمال الهندى المسلم الذى كان تحت قبضة الافغان وابادت مئات الاف من المسلمين بل واصبحت تطمح فى السيطرة على افغانستان والقضاء على الاسلام فيها و فشلت كل محاولات السابقين من الافغان فى التغلب على السيخ بسبب وجود قائد السيخ المحنك هارا سنج نالوا الذى لم يهزم قط ورفعه السيخ الى مراتب الالهه ففى نهاية ابريل من ذلك العام 1837 وردت لدوست محمد رسالة تفيد بخروج السيخ من بيشاور باتجاه لاهور لحضور عرس حفيد المهراجا رنجيت سنج احد كبار السيخ فامر الملك خمس من ابنائه بقيادة اكبر خان بجمع فرقة من المقاتلين الافغان الشرسين واستغلال الفرصة لمحاولة استعادة بيشاور لم تكن مهمة سهله فلابد للسيطرة على بيشاور من تحرير جمريد - خيبر الباكستانية حاليا- والتى يقود حاميتها القائد السيخى المحنك هارى سنج وفى معركة حامية الوطيس وبعد ان استصعب الفتح وراى اكبر خان ان الفتح مستحيل خاصة مع تقدم الامدادات السيخية المهولة قرر اكبر خان الفتى العشرينى شن هجوم بصحبه نخبة من حرسه ومرافقيه اخترق به صفوف السيخ فقد تحول هدفه من الفتح الى القضاء على إله السيخ هارى سنج وفى مهمة انتحارية وصل الى إلههم المزعوم واطاح براسه ثم انسحب بجنوده خارج المدينة خوفا من تكاثر السيخ عليهم وعاد بدماء سفاح المسلمين هارى سنج على سيفه .
استغل البريطانيون الانهيار السيخى معنويا بعد مصرع قائدهم العسكرى وإلههم هارى سنج الذى استعصى على بنادقهم ومدافعهم وسقط بسيوف ورماح جند الاسلام الافغان فاستولوا على شمال الهند واصبح الهدف القادم افغانستان على البوصلة البريطانية.
ففى عام 1838 وبالرغم من بسالة الافغان والملك دوست محمد وابنه اكبر الا ان البريطانيون كانوا باسلحتهم النارية المتطورة اصحاب الكلمة ففر دوست محمد من كابول هو و اكبر ليعيدوا الكرة من جديد بعلميات معقدة ومعارك خاطفة حقق الوالد وابنه خلالها انتصارات قوية ولكن باحد المعارك اهتم اكبر وجنوده بجمع الغنائم ما ادى الى التفاف كتبية بريطانية خلفهم وبالرغم من تصدى اكبر الناجح للهجوم. المباغت الا انهم تكمنوا من اسر والده ونفيه الى الهند بعد عام من المقاومة الشرسة ظن ممثل الملكة بافغانستان ان اكبر خان سياتى زاحفا راكعا يلتمس العفو منها ومن ملكة بريطانيا الا ان اكبر خان ادرك حقيقة واحدة انه لن يحرر افغانستان بما بقى معه من جيش ابيه بل يحتاج الامر الى جهود الشعب المسلم كله فامضى وقت يجمع القبائل فى القرى والمدن النائية ويحرر القرى الصغيرة من عملاء و وكلاء الانكليز واستهتر الانكليز بتحركات اكبر خان ولكنهم فوجئوا من قلب كابول فى بداية نوفمبر 1841 بان اكبر خان يعلن الانتفاضة الكبرى للتحرير وفى غضون اسبوعين تنسحب الحماية البريطانية الى خورد كابول القلعة التى تبعد عن كابول ب3 كليو مترات وذلك بعد مصرع مستشار الملكة لشئون افغانستان ولم يستطيعوا الصمود لاكثر من شهر فاباد أكبرحامية كابول بالكامل وهم اكثر من 16 الف جندى و حتى ممثل الملكة اسر واعدم وسحل فى كابول قبيل الاقتحام النهائى ولم ينجو سوى السفير البريطانى الذى مات فى الاسر بعدها باشهر وضابط صغير نجا فقط لكى يبلغ القصة وما ان بلغت القصة مسامع المندوب السامى بالهند حتى اصابته ازمة قلبية اودت به وبعد اقل من عام حرر اكبر خان ابيه وطرد الانكليز شر طردة من كامل اراضى افغانستان.
والعجيب ان هذا البطل غير معروف خارج اطار افغانستان والاعجب ان الامبرطوار الهندى محمد اكبر خان المعروف جلال الدين اكبر الذى حارب الاسلام بالهند واحيا البدع واخترع دينا هجينا بين الاسلام والنصرانية والهندوسية وحارب العلماء الصادقين وكان بداية نكبة الاسلام بالهند مشهور فى كل انحاء العالم كرمز للتسامح الدينى -لانه بمفهوم الغرب هو تحريف الاسلام وهجر شريعته- والاعتدال والبطولة وتقام له الافلام والكتب والندوات بينما امير افغانستان مدمر اعداء الاسلام ذو شهرة محدودة فلا يذكره سوى الافغان كبطل والانكليز كسفاح الجيش البريطانى ولا تجد عنه صفحة نت واحدة بالعربية تذكره اللهم الا نودار .
ورحم الله القائل رب بطلا مشهورا عند الله مجهولا عند الناس