قال ذو النون المصرى : حقيقة التوبة أن تضيق عليك الأرض بما رحبت
حتى لا يكون لك قرار , وأن تضيق عليك نفسك .
وقال جنيد : التوبة على ثلاثة أركان : الندم على ما فات , والعزم على
ترك المعاودة ,والسعى فى تلافى ما يمكن تلافيه من حقوق
الله تعالى المفروضة وحقوق الناس .
وقال سهيل بن عبد الله : التوبة تبديل الحركات المذمومة بالحركات
المحمودة .. ولا يتم ذلك إلا فى الخلوة , والصمت
وأكل الحلال .
ويقال التوبة : هى الحياء العاصم , والبكاء الدائم .
ويقال التوبة : هى الندم على ما فات , وأصلاح ما هو آت .
ويقال التوبة : هى قود النفس إلى الطاعة بخطام الرغبة , وردها عن
المعصية بزمام الرهبة .
ويقال التوبة : هى أن يعلم العبد جراءته على الله تعالى , ويرى حلم
الله تعالى عليه .. ثم يتوب من الذنب ويعزم أن لا يرجع
إليه كما لا يرجع اللبن إلى الضرع .
ويقال التوبة : هى خلع لباس الجفاء , ونشر بساط الوفاء .
ويقال : أول التوبة يقظة من الله تعالى تقع فى القلب .. فيتذكر العبد
تفريطه , وإساءته, وكثرة جناياته .. مع دوام نعم الله تعالى
عليه.. فيندم على تضييع حق الله تعالى , ثم يثمر الندم عملا
وهو المبادرة إلى الخيرات , وقضاء الواجبات,ورد الظلامات
والعزم على أصلاح ما هو آت .. فهذة هى التوبة