TARKANO5 مشرف سابق
عدد الرسائل : 1325 العمر : 48 المدينة التي تقطن بها : جامعة الوظيفة : محاسب السٌّمعَة : 48 تاريخ التسجيل : 07/08/2010
| موضوع: طليطلة المدجنة ( إهداء الى الإشبيلي ). الأربعاء نوفمبر 03, 2010 2:56 pm | |
| طليطلة المدجنة المدجنون هم المسلمون العرب الذين بقيوا في طليطلة بعد السيطرة المسيحية، ومعظمهم كانوا من الحرفيين والمعمارين الذين واصلوا في إغناء الثقافة والعلوم، والعمارة. السيطرة المسيحية لم تغير شيئا في حياة هؤلاء مبدئيا، ولم تكن صدمة اجتماعية كبيرة بالنسبة لهم رغم رحيل معظمهم طوعا وتسفير اخرين قسرا. فبين القرن الثاني عشر، والسادس عشر، واصل المدجنون نشاطهم في كل مجالات الثقافة والعلوم، خصوصا في “فن العمارة” التي مزجوا فيها العديد من الاساليب، كما الموحدية، و النصرية الغرناطية، والاسلوب الخليفي، و طبعا لم ينسوا العمارة الرومانية، والقوطية، والنهضوية. كل هذه الاساليب ممزوجة معا خلقت ما يسمى بالفن “المدخري” اي “المدجن” وأسباب أزدهار هذا الفن المعماري كان يعود الى الاستخدام الذكي للمواد الاولية في البناء ورخصها ايضا مثل الجص، والخشب، والطابوق، والقاشان، ورخص الأيدي العاملة. هذا كان جواب المعماريين العرب امام تعقد العمارة “الباروكية” التي كانت تزدهر في كل بلدان اوربا الاخرى. الخلاصة، هي ان “المدجن” فن معماري خاص، ولد في “طليطلة، ويمثل عناقا بين الحضارتين العربية والاوربية، والتقاء الشرق بالغرب ، وفيه معنى كبير للتسامح، وفي “طليطلة” ما يزال طاغيا على كل فنون العمارة، ففيها ما لايقل عن 30 بناءا بين قصور وكنائس، وجوامع بنيت على هذا الاسلوب المعماري الفريد الذي أنتشر بعد ذالك في كل أرجاء اسبانيا المسيحية، ولحد الان في الطريق القديم بين برشلونة ومدريد يشاهد المسافر العديد من المساجد التي بنيت في تلك الفترة وعلى مدى القرون حولت الى كنائس مسيحية أكتفت بوضع صليب على المنارات. فبعد عودة السيطرة المسيحية على “طليطلة” القسم الاكبر من أبنية المدينة كان عربيا إسلاميا، خصوصا الجوامع، والمساجد المنتشرة في كل أحياء المدينة مما اغاظ الاساقفة الذين لم يطيقوا فقرهم في البناء الكنائسي، ولم يستطيعوا احتمال فكرة ان الطقوس المسيحية كانت تقام في مساجد أسلامية، وهذا أستعجلهم في في تحويل هذه الابنية العربية الى كنائس للعبادة. في باقي أوروبا كانت العمارة الرومانية والقوطية تزدهر يوما بعد يوم مما أضطر مجلس الاساقفة البدء في بناء كاتدرائية “طليطلة” العتيدة في عام 1226، وهي تعتبر من جواهر الفن المعماري القوطي في كل اوروبا، ولكن فيها الكثير من الاثر المعماري الاسلامي، فهي شيدت في نفس المكان الذي بنى فيه “عبدالرحمان الثاني” المسجد الكبير. للمدينة تأريخ عظيم وطويل فعلى مدى قرون كانت عاصمة العديد من الغزاة والمحتلين، من الاغريق الى الرومان وبعدها برابرة شمال أوربا من القوطيين، ثم العرب الذين سكنوها بعد غزوها من قبل “طارق ابن زباد” لاأكثر من أربعة قرون وهي الاطول في تاريخها، وأحيانا كانت تسمى “عاصمة الدنبا” بسبب ثرائها وترفها، ولان العرب لم يطلبوا من سكانها لا جزية ولا ضرائب، تركوا لهم الحرية الكاملة في ممارسة حرفهم وتجارتهم من يهود ومسيجيين. خلال الحروب “القرطاجية” أحنلت “روما” المدينة في عام 190 قبل الميلاد، و أتخذتها كحامية بسبب من موقعها الاستراتيجي ، وحصانة اسوارها من جهة ، ونهر “التاخو” أو “التاجة من الجانب الاخر، وعلوها ايضا كان عنصرا جعلها نموذجا للحصانة. وعلى مدى قرون تعرضت الى العديد من الغزوات من كل جانب، وأخيرا أستطاع القوطيون من شمال أوربا اخضاعها لسيطرتهم في عام 531، ونقلو عاصمتهم من “ناربون” في فرنسا، ثم الى “برشلونة” وفي عام 569 استقروا في “طليطلة” وسميت “مدينة الملوك” التي أستطاعت توحيد أسبانيا، سياسيا، ودينينا في نهاية القرن التاسع عشر. في فترة السيطرة الاسلامية بداية القرن الثامن لم يجد القائد “طارق ابن زياد” اي مقاومة، فالمدينة فتحت اسوارها وجسورها للجيش العربي، تعبة من عقود من الحروب والغزوات ووجدت في القائد الاسلامي حلا لحقن الدماء، وهذا أستمر ما يقارب قرنا من الزمان حيث أزدهرت المدينة في كل انشطتها الثقافية، والعلمية، والتجارية. وهذا التعايش انكسر بسبب مؤامرات الاساقفة مستفيدين من الحرية الواسعة التي كانوا يتمتعون بها، وهؤلاء قامو بما يسمى يوم “الخندق” في عام 807 حيث قتلوا أكثر من 4000 فردا من وجهاء المدينة من العرب الاسبان، في خدعة مشهورة في خزيها، حيث دعوا هؤلاء الى قصر الحاكم لنوع من الاستقبال، وكل من يدخل كان يقطع رأسه ويلقى به في حفرة كبيرة كانت قد جهزت سابقا مما اضطر خليفة “قرطبة” غزوها من جديد وعادت الى حضيرة الخلافة القرطبية، باعتبارها أخر دروع الاسلام في “الانداس” ولكن بعد سقوط الخلافة في القرن الثاني عشر وظهور ملوك الطوائف، وانتشار التحالفات من جانب والعداوات من جانب أخر بين هذه الممالك، أستطاع ملك “قشتالية” الفونسو السادس أحتلال “طليطلة” وضمها الى مملكته ونقل عاصمته من “مدريد” اليها. هذا الملك أحترم خصوصية المدينة وتركيبها الاثني والديني، مما جعلها تستحق لقب مدينة “الثقافات الثلاث” اي المسيحية والاسلامية، واليهودية ونموذجا للتعايش والتسامح، وهذا الدور يكبر بعد تأسيس “دار الترجمة” في عام 1130 والتي بفضلها أستطاعت أوروبا قرون الوسطى أنقاذ الثقافات الاكلاسيكية القديمة مثل “الالياذة” لهوميرس و”أنياذة” فرجيل التي كانت قد أختفت لقرون في اوروبا، والقرن التالى أكتسبت “طليطلة” أزدهارا ثقافيا لامثيل له في كل اوربا. وهذا كان على يد الملك “الفونسو العاشر” الذي كان يعرف ب”الحكيم” الذي دعم وشجع جهود المفكرين من العرب واليهود كي تعود المدينة الى ما كانت عليه دائما، مدينة التسامح. انتقال البلاط الملكي الى العاصمة مدريد في منتصف القرن السادس عشر، لم يعن تدهورا للحياة الثقافية والفنية والادبية ل”طليطلة” فهي بقيت قبلة المثقفين من كل انحاء اوربا، وأكبر شاهد على ذالك هو الفنان الكلاسيكي المعروف “الكريكو” الذي اسس مدرسة فنية لها اعتبار كبير في تأريخ الفن خصوصا في تلك السنوات حتى وفاته في 1614، وأسست فيها مدارس، وجامعات في كل نواحي العلوم والادب. الحكم الفرانكوي الفاشي لم يقم بشئ يستحق الذكر بشأن المدينة التاريخية وصيانتها عدى اعلانه في1940 انها “مجمع تأريخي ثقافي” ليس أكثر ، وكان على “طليطلة” الانتظار أكثر من 50 عاما كي تسميها منظمة “اليونسكو”مدينة التراث العالمي” في 1987. ومنذ منتصف الثمانينات صارت مقرا لعاصمة أقليم الحكم الذاتي “كاستيا-لامانشا” بلد “سيرفانتس” العظيم . منقول للفائدة . |
|
عادل لطفي عضو ماسي
عدد الرسائل : 2614 العمر : 46 المدينة التي تقطن بها : الوادي الوظيفة : تاجر السٌّمعَة : 64 تاريخ التسجيل : 17/10/2010
| موضوع: رد: طليطلة المدجنة ( إهداء الى الإشبيلي ). الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:12 pm | |
| موضوع رائع هدية اروع لعاشق الاندلس تقبل مرور جزاك الله كل الخير |
|
الاشبيلي شخصيّة رفيعة بالمنتدى
عدد الرسائل : 822 العمر : 48 الموقع : ashpele@hotmail.fr المدينة التي تقطن بها : الوادي الوظيفة : تاريخ الاندلس السٌّمعَة : 41 تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: رد: طليطلة المدجنة ( إهداء الى الإشبيلي ). الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:33 pm | |
| اصابني هذه الايام زكام حاد والان شفيت وزال مابي من بأس أتدري أيها الطارق لما لاني شممت رائحة طليطلة حيث الاحباب والتاريخ هديتك أفضل ما أهديت شكرا لك ومعروفك الذي ادخل السرور على قلبي لن انساه يا رائع شكرا لك أنت ايضا ايها المشاغب عادل لطفي كم أحبكم وكم ازداد حبي لكم الان طارق فقط تنبيه بسيط كما كان للمدجنين _ المريسكين _ دور في المعمار كان لهم شأن عظيم فيما يسمى بثورة المدجنين في ملقا
عدل سابقا من قبل الاشبيلي في الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:40 pm عدل 1 مرات |
|
يـاسيـن الـمـديـر
عدد الرسائل : 9266 العمر : 35 المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : ليس بعد (دبلوم ماستر ميكانيك طاقوية) السٌّمعَة : 184 تاريخ التسجيل : 02/02/2008
| موضوع: رد: طليطلة المدجنة ( إهداء الى الإشبيلي ). الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:34 pm | |
| بارك الله فيك طارق .. يستاهل الأخ الإشبيلي |
|
TARKANO5 مشرف سابق
عدد الرسائل : 1325 العمر : 48 المدينة التي تقطن بها : جامعة الوظيفة : محاسب السٌّمعَة : 48 تاريخ التسجيل : 07/08/2010
| موضوع: رد: طليطلة المدجنة ( إهداء الى الإشبيلي ). الأربعاء نوفمبر 03, 2010 3:36 pm | |
| شكرا عادل على المرور العطر يا اشبيلي هذا أقل ما يقدم لك دمتم بود جميعكم . |
|