تزال المهزلة الأخلاقية التي تسبب فيها رئيس مولودية وهران الطيب محياوي ما بين شوطي المباراة التي جمعت بين الحمراوة وأهلي برج بوعريريج تصنع الحدث في الشارع الوهراني بعد أن أقدم السيناتور على صفع الشرطي المدعو "ف.ن" أمام الملأ لمجرد أنه كان يقوم بعمله، وفي آخر التطورات فقد علمت الشروق أن المعتدى عليه قد تقدم رسميا بشكوى صباح أمس على مستوى الأمن الحضري الخامس، وتم الاستماع إلى أقواله حول الحادثة التي أثارت استهجان الجميع
وأخذت حيزا مهما عبر صفحات الجرائد ورفض الشرطي التنازل عن حقوقه، وأكد أنه ينوي متابعة محياوي قضائيا لإهانته بالضرب العلني وأمام //مرأى 25 ألف متفرج حضروا للمباراة، وقال الضحية في أقواله المسجلة بالمحضر أنه لم يمنع محياوي من الدخول لغرف تغيير الملابس ولكنه طبق التعليمات الصادرة بمنع أي رجل غريب من الولوج لداخل الغرف، إلا أن رئيس المولودية قام بتوجيه صفعة لوجه "ف.ن" آمرا إياه بالتنحي جانبا، وترك الشخص الغريب الذي كان برفقته بالدخول معه، مما يوضح بشكل قطعي حالة الانحطاط التي وصل إليها الساهرون على مصالح الشعب والراعون لشؤون الكرة ببلادنا.
مسؤولون بارزون في سلك الشرطة عبروا عن استهجانهم لتصرف رئيس المولودية على هذا النحو وشددّواعلى أن القضية تحوّلت بالفعل إلى قضية جهاز بأكمله، لأنها تصنف في خانة عدم احترام رجال الأمن وتعرضهم للإهانة اللفظية والجسدية أثناء تأديتهم لمهامهم، وهو أمر خطير للغاية لا يجب السكوت عنه مهما كانت الظروف، حسب قولهم، بما أن الحادثة تعبّر بشكل كبير على هيبة مؤسسة بأكملها، على الرغم من تقديم محياوي اعتذاراته للشرطي وطلبه التنازل عن الشكوى المودعة حفاظا على سمعته ومكانته كممثل للشعب في مجلس الأمة بالدرجة الأولى وكرئيس لأكبر نادي كرة قدم في الجهة الغربية في الدرجة الثانية.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ويشغل بال الكثيرين هو هل أن الحصانة التي يتمتع بها محياوي بما أنه سيناتور قد تحميه من العقاب؟ وإن كانت القضية قد حدثت على نحو معاكس فهل كان محياوي سيتنازل عن حقوقه؟ وتبقى بذلك القضية للمتابعة.