Pardon
لا أجد معنى لكلمة آسف أو آسفة" Pardon " ، فقد فقدت معنى الأسى والشعور بالذنب
وباتت كالعلكة في أفواه البعض، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كثرة التجريح
أثناء الحديث وعدم وضع رقيب على الألسنة فانسلخ المعنى عن اللفظ تماما كما ينسلخ
الجلد عن الشاة، أما البعض الآخر فقد اختار أن يعيش في ظل الانفراد والانعزال
عن بقية الخلق ضنا منه أنها وسيلة ناجعة لهجر هذا المصطلح ، لكنه لا يدري أنَّ
التجريح لا يقتصر على الأحاديث فقط حتى نقول " Pardon " كلما أخطأنا بقصد أو
بغير قصد، بل هناك نوع آخر من التجريح لا يحتاج إلى الكلام بتاتا، وهو ما أُسَمِّيهِ
" بالتشويه" والذي يتجلى في الصورة المخلة بالحياء التي ترسمها نسبة ساحقة من أفراد
هذا المجتمع عن بقيتها، بألبسة وتصرفات يعجز لساني عن وصفها- بحجة أنها تُواكب
المُودَا (la mode)- وليت " Pardon " تفيد في مثل هذا الموقف فتعيد لكل ذي حق
حقه، و ما أود أن تعرفه عزيزي القارئ، من خلال وجهة نظري هذه، أنه بالرغم مما
تحمله هذه الكلمة من عمق في المعنى وبالرغم من حاجتنا الماسة إليها، إلاَّ أنها قد تختفي
إن استمر الوضع على ما هو عليه ولن نجد لفظا آخر يُرَقِّعُ ما نحدثه من شروخ بيننا.
بقلم: الحالمةكرافسة