حجم الخط:
3 ملايين رأس مهددة بالانقراض كشف الثلاثاء موالون بالجلفة عن هلاك أكثر من 400 رأس من الماشية مؤخرا، بمنطقة "الدويس" في يوم واحد، نتيجة عدم قدرة الماشية على مقاومة البرد والأمطار المفاجئة التي شهدتها الولاية.
وأشار أحد الموالين في ندوة نظمها نائب حركة "حمس" أن كراء الهكتار الواحد بالمراعي المتواجدة بولاية تيارت وصل عتبة مليوني سنتيم، وقد شدّد الموالون الذين حضروا اللقاء على ضرورة اتخاذ الحكومة لإجراءات استعجالية لإنقاذ رؤوس الماشية من الهلاك المحتوم، بتوفير الشعير في القريب العاجل، ودعمه لضمان وصوله بسعر رمزي، معتبرين ولاية الجلفة ولاية منكوبة، حيث تتوفر على حوالى 3 ملايين رأس من الماشية معرضة للانقراض، نتيجة استمرار الجفاف لسنوات.
واعتبر بعض الموالين أن قرار الحكومة بتوقيف استيراد اللحوم المجمدة "الغنم" حل جزئي، ودعوا إلى ضرورة منع استيراد كافة أنواع اللحوم الحمراء، مع إعطاء تعليمات للمؤسسات التي تستهلك اللحوم الحمراء بضرورة شراء الإنتاج المحلي، بدل الاستيراد.
واقترح الموالون صيغة جديدة لتجاوز الكارثة التي ألمت بالماشية، من خلال تشكيل وكالة خاصة تابعة للدولة، تقوم بشراء الماشية المحلية وبيعها، وحتى تصديرها.
وناشد الموالون الحكومة بغرض التدخل وتقديم حلول استعجالية، بعد أن وجهوا انتقادات عديدة لوزير الفلاحة "سعيد بركات"، بالبدء بتوفير مادة "الشعير" في أقرب وقت، وإيجاد الصيغة المناسبة لتوزيعها على الموالين، وفتح المحميات التابعة للمحافظة السامية لتطوير السهوب، حيث اشتكى أحد الموالين من الوضعية القانونية غير المشجعة التي تسيّر المحميات، حيث أشار إلى أن القانون الحالي لا يخدم الموالين، بفعل منح رؤساء البلديات صلاحيات واسعة لكراء المحميات، وقد نتج عن ذلك سيطرة الجانب التجاري، حيث تضاعفت أسعار كراء المحميات من 1000 دج للهكتار إلى 120 ألف دج نتيجة المضاربة.
وقد أكد موال أن مناطق عديدة بالجلفة ذات طابع زراعي، وتتوفر على مساحات شاسعة للرعي، غير أنها غير مستغلة، لغياب الكهرباء والطرق الحديثة في السقي، وأعطى مثالا على توفر بلدية "المجبارة" على ألفي هكتار يمكن أن تتحول إلى مساحات للكلإ، إذا تم استغلالها.
ومن جهته، دعا ممثل اتحاد الفلاحين الى العمل على إنجاز خريطة للولايات السهبية، تحدد فيها المراعي، ومنع الحرث الفوضوي، ووقف إنشاء الحدود الافتراضية من طرف بعض المواطنين على الأراضي التابعة للدولة.
وقد استغرب أحد الموالين قيام الحكومة الجزائرية بدعم موالي كل من فنزويلا، أستراليا، والبرازيل من خلال استيراد ماشية هذه البلدان، وإقصاء الموال الجزائري، مضيفا أن الحكومة صارت معنية اليوم بشراء الإنتاج المحلي، لتجاوز الأزمة الراهنة.
وقد اتفق الحضور، بمن فيهم رئيس لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي، الغرفة الفلاحية، والسهوب، وممثل اتحاد الفلاحين إلى جانب الموالين، على اعتبار ولاية الجلفة ولاية منكوبة، مع التأكيد على ضرورة تدخل الحكومة في القريب العاجل، لتوفير مادة الشعير بأسعار رمزية، قصد إنقاذ ما تبقى من رؤوس الماشية.
هذا، وقد رفع نائب حركة "حمس" الذي أشرف على تنظيم هذا اللقاء انشغالات الموالين إلى لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الوطني، قصد اتخاذ الإجراءات المناسبة، بعد أن ثمن قرار الحكومة بتجميد استيراد لحوم الماشية، للتخفيف من الأزمة التي يتخبط فيها الموالون على المستوى الوطني