يحذر علماء الطب النفسي من أن السنوات المقبلة ستشهد إرتفاعا في عدد الأشخاص الذي سيصابون بأمراض نفسية وعصبية، كالشعور بالإحباط والاكتئاب، نتيجة التغيرات التي تشهدها وسائل الاتصالات والمعلومات ودخول التكنولوجيافي كل مجالات الحياة العصرية حتى حوّلتها إلى حياة آلية، كل شيء فيها تحرّكه الآلات، مما جعل الانسان يفقد لذة البحث والرغبة في العمل، كما تسبب الانترنت في أسر بعض العقول وإدمان الجلوس فترات طويلة امام الكومبيوتر بهدف التنقل بين مواقع الشبكة ولذلك دور كبير في تنامي الإحساس بالعزلة والانطواء والإحباط عند مدمني الشبكة العنكبوتية.
وحينما ينتاب الإنسان هذا المرض فإنه لا يأتي فجأة وإنما يبدأ رويدا رويدا حتى يتمكن من الفرد المصاب، يبدأ بتعكير المزاج الدائم والشعور المزعج من أداء أي عمل أو لقاء أي إنسان حتى ولو كان من أصدقائه، ويحاول قدر استطاعته الابتعاد عن الناس جميعا
ويحذّر الأطباء من أن الاحباط له مضاعفات سلبية خاصة عند الكصابين بالأمراض الخطيرة مثل السرطان، حيث من الممكن أن يؤدي الإحباط إلى تدهور حالة المريض المصاب بالسرطان وتهدد فرصه بالنجاة. فالتوتر يؤثر على نموّ الورم وانتشار السرطان في أعضاء أخرى من الجسم، ومن المحتمل أن يؤثر الإحباط على الهرمونات وعلى جهاز المناعة في الجسم، كما أن الأشخاص المصابين بالإحباط قد يقوموا بأعمال تهدد مدة الحياة المتوقعة لهم.
غير أن الباحثين أكدوا على ضرورة إجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من هذه الاستنتاجات وطمأنوا الأشخاص المحبطين ألا يخافوا لأن النتائج ليست حاسمة إلا أنهم نصحوهم في التحدث مع أطبائهم في حال أحسوا بعوارض الإحباط.
لقد تمكنتْ دولٌ كثيرة من تفكيك أسرار جينات هذا الوباء منذ زمنٍ طويل، فأوجدت له تطعيمات قادرة على وأده في المهد، وابتدعت أمصالا قادرة على منع انتشاره، ولكن يبقى الحلّ الطبيعي هو الأمثل والأفضل، فعدو الاحباط هو الضحك والفرح.
فإذا كان الاحباط عدو الحياة فإن الفرح سرّها والضحك مفتاحها، كما أشارت إلى ذلك حكم الأسلاف وأثبتته علميا الدراسات والأبحاث المتخصّصة.. فالضحك منافس قوي للأدوية الكيميائية في علاج الأمراض النفسية والجسدية.
كما ينصح علماء النفس الانسان بأن يستمتع بوقته في كل مراحل العمر وان يضحك من القلب في ظل صحبة يحبها وان يحاول اكتشاف اخطائه وعلاجها وان يتمتع بروح التسامح والطيبة، وأن يكون صاحب القرار في حياته ويتمتع بروح المرح والدعابة التي تخفض من قوة ضغوط الحياة حتى يعيش في توازن نفسي ويتمتّع بحياة نفسية آمنة.