قطار الحياة يواصل السير في سرعة تزداد من يوم لاخر واذا كانت الحركة تعني ان النبض متواصل و"للعمر بقية " فان نقطة النهاية لن يكون فيها للانسان ولو ملك الدنيا سوى قطعة قماش بيضاء و"قبر " ياويه ويبكي عليه احبابه بين الحين والاخر لكن قبل ان يطلق القطار صفارة الوقوف النهائي تكون له الكثير من المحطات يحط فيها الرحال
محطات الحياة الوان واشكال المتشائمون يرون ان معظمها تتشح بالسواد القاتم في حين يعارضهم المتفائلون ويخالفونهم الراي اذ يركزون النظر على النصف الممتلئ من الكاس ليبدو لهم الصورة تحمل الكثير من الامل ومن محطات الحياة نختلس بعض المواقف وننحاز فيها الى "شلة " المتفائلين ليس " نكاية " في المتشائمين بل فقط لتكون الابتسامة حاضرة والوجوه نظرة
تعيش الام فترات الحمل بكل ما تحمله من الام ومعاناة ومتاعب عديدة واعراض تصبغ هذه المرحلة وكلما اقتربي لحظة الوضع ازدادت دقات قلب المراة الحامل لانها ستكون بين الحياة والموت وبعد ان تسمع صرخة المولود الجديد وتحتضنه لاول مرة تشعر انها اسعد انسانة في العالم وتبدا مرحلة جديدة من السهر والعناية والمتابعة والكثير من الاهتمام الذي يتطلب منها جهدا خرافيا تؤديه عن طيب خاطر وبكل الحب وروح العطاء والامومة
بعد كل الجهد تعيش هذه الام صدمة ترفعها الى قمة الغضب " الجميل " وتجعلها تبتسم رغم انها في قمة "الزعل " فحينما تتحرك شفتا الطفل الصغير لتنطقا باول كلمة في حياته وهي لحظة انتظرتها الام طويلا لكن الصغير حينما ينطق باول كلمة يقول "بابا " حينها تتمنى الام وبصدق لو قال " ماما " ولو مجاملة وما يزيد من غيض الام ان الاب قد يكون غائبا لحظة نطق الابن باوبل كلمة لكن اسمه ينساب من بين شفتي الابن بكل اصرار لتتساءل عن سر هذا الاختيار و" الانحياز "لكنها تتقبل الامر " مرغمة " ولسان حالها يقول " انه والده ".
فجاة يتكهرب الجو بين الاب وابنه لان الابن ارتكب خطا او خالف الاوامر ولان مزاج الاب ليس على مايرام فان الموقف لايمر مرور الكرام بل يزداد سخونة رغم ان الموقف نفسه كان سيكون اكثر من عادي لو كان مزاج الاب " رايق "وهنا تتوالى الاحداث وتتسارع وتيرتها ثم تمتد يد الاب لتخطف ما بيد الابن وغالبا ما تكون لعبة جميلة اشتراها الاب لابنه بمبلغ محترم وقد يكون ذلك من ايام معدودة فقط " وربما بالامس فقط " لكن في تلك اللحظة تسقط كل الاعتبارات لان كل "عفاريت الدنيا " قد ركبت راس الاب وفي لمح البصر تتحول تلك اللعبة الى حطام ثم يجلس الاب يلتقط انفاسه وبعد ان تهدا اعصابه ويستعيد " روقانه " يتامل حطام اللعبة ولسان حاله يقول مع ابتسيامة يحاول اخفاءها " اعرف جيدا انني ساشتري لعبة اخرى جديدة بدلها " !!!
مارايكم في مثل هذه المواقف