قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
نحن نسمع ونعلم أن إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن.. والبعض منا يتمنى أن يكون كذلك، ويتمنى أن يصل إلى درجة من درجات الخلة الإلهية..
ولكن لا يعلم ما الذي عاشه إبراهيم الخليل إلى أن وصل إلى هذه الدرجة.
الأمور التي قام بها إبراهيم (ع) إلى أن وصل إلى مرتبة الخلة هي:
أولا: جاء ربه بقلب سليم.
ثانيا: المجاهدة العظمى التي قام بها، وهي نية قتل ولده إسماعيل ذبحا بيده، بأمر الله تعالى.
ثالثا: الصدقة الجارية، والعمل المستمر، وهو بناء الكعبة.
فإذن، إن الترتيب الطبيعي للكمال هو: القلب السليم، والمجاهدة العظيمة جدا، ومن ثم الصدقة الجارية العظيمة.. إن الشق الأول، كان بيده.. والشق الثاني، أيضا بيده.. أما الشق الثالث، فقد كان بتوفيق الله سبحانه وتعالى.