الاندلس - علم الداخل ما زال مرتفعا في ساحات غرناطة
عبد الكريم العوير - فريق الجزيرة توك - غرناطة
علم أخضر يتوسطه اللون الأبيض. منتشر في كل مكان، على كل مبنى حكومي في كل دائرة
رسمية، يقف الى جوار علم إسبانيا المعروف. تفاجئنا جدا عندما رأيناه. ولم نتمالك أنفسنا فبتنا
نسأل .. نعم إنه علم الأندلس هذا ما جاد به علينا داود أحد القائمين على مؤسسة الثغرة الثقافية.
لم تكن إجابة داود كافية لنا ، ماقصة هذا العلم وكيفية رفعه هنا ومن أين جاء وكيف أغفلته محاكم
التفتيش ولم تقتلعه كما إقتلعت غيره من أي شيء يربط البلاد بفترة الحكم الإسلامية.
هي قصة طويلة هذا ما قالته لنا أديبة، ولكنها قصة ممتعة تثبت أن المسلمين لم يتركوا بلادهم
ويفروا منها مع أول الغارات عليها كما تروي لنا الكثير من الروايات التاريخية..
هذه القصة هي قصة شاب مسلم أخفى إسلامه ليضرب قواعد النظام الحاكم من داخلها فيعيد
للمسلمين بعضا من أمجادهم ودولتهم وبالقانون.
لم تنطفئ جذوة المقاومة في الأندلس أبدا، فبعد سقوط غرناطة وخروج أبي عبدالله الصغير منها,
إستمرت المقاومة المورسكية في الجبال وبين الدكادك والأنفاق وإستمر العمل على تخبئة الكتب
والأثار الإسلامية. إلا أن البعض كان يرى أن المقاومة السلمية أكبر أثرا وأعم نفعا في مثل
الظروف التي كانت تعيشها الأندلس.
مع بداية القرن التاسع عشر ظهر رجلا يساري هو
Blas Infante وأسس حزبا يطالب بإعادة
اقليم الأندلس للوجود، وكان له ما تمناه فكان أن أقيم إقليم خاص يحمل إسم Andalusia ويضم
سبعة مدن إسبانية جنوبية رئيسية، هي غرناطة وهي عاصمة الإقليم، قرطبة، إشبيليا، ملقه ,
ألمريا، ألبا، وكادث.
أقام الإقليم فطالب له بإستقلالية القانون وإدارة الشؤون الداخلية وهذا ما كان حيث لا يتبع الإقليم
للدولة الإسبانية إلا في مجال الدفاع والخارجية.
بعدها رأى الرجل أن يستمر في مسعاه لضرب قواعد النظام الجديد في إسبانيا فقام بالمطالبة بالعلم
الإسلامي كعلم رسمي للإقليم الأندلسي الحديث، وكان له ما أراد فبعد عدة عقود من إنزال هذا العلم
عاد ليرفرف في الساحات العامة وعلى كل المؤسسات الرسمية في الأندلسوها نحن أمامه
الحكاية مستمرة يطالب الرجل بعد هذا كله بالزي العربي واللغة العربية كلغة رسمية للإقليم، في
خطوة خطيرة غير مسبوقة، ستربط الإسبان الحاليين بماضيهم وتاريخهم وتعرفهم أن الداخل مر من
هنا. وأن الإسلام كان دين ابائهم وأجدادهم إلا أن الرجل لاقته المنية بعد هذه المطالب حيث تم قتله
في ظروف غامضة لكنها أوضحت لنا الكثير عنه.
إسمه ليس كما ذكرناه في الأعلى، إسمه هو أحمد إنفانفي، حمل الإسلام في صدره و أخفاه عن
غيره. هذا ما ترويه إبنته بعد موته، أعاد الإسلام الى هذه الديار بعد عقود من خروجه منها.لا ندري
ماهي مخططات الرجل وأين أراد أن ينتهي لكن المؤكد والمؤكد فعلا أنه لم ينهي كل ما أراد فعله.
منقول اخي اشبيلي