دراما تركيَّة علمانيَّة بحته , سلبت عُقول أبنائنا وأطفالنا بل وآباءنا وأمهاتنا , ولم يتوقف الحد عند هؤلاء لكن وأجدادنا وكبار السن في بيوتنا ,, بل الأدهى والأمر أن تُساندها وتقف معها وتدعمها ـ أيادٍ عربية إسلاميَّة مُوحدة , تشهد أنَّ لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداً عبدهُ ورسولهُ ..!
وكما قيل :
عرفت الشرَّ لا للشر ... ولكن لأتقيه .. فمن لا يعرف الشر... يقع فيه !
يصعق المرء, ويثار وهويسمع أبناء الخامسة والسابعة يتبادلون الحديث فيما بينهم عَنْ هذهِ المُسلسلات الهابطة .
يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُواأَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ التحريم ـ الآية 6
والله لكأن الحال قُلبِتْ رأساً على عَقب , لا تمر الساعه التاسعه إلا والجميع على شغف للعاشرة لأنهُ موعد " مُسلسل نور " ولا تأتي الساعه الرابعة عصراً إلا والجميع ينتظر ويتلهف لمُشاهد " سنوات الدمار " !!
التي دمرّت الأخلاق وشوّهت الإسلام وعاثت بالمُسلمين شَّر فســــاد ,, وفي ذهن المرء آلاف الأسئلة والإستفسارات , التي لا يجد لها جواباً , هل جاءت هذهِ المُسلسلات لتقديم نموذج للرومانسيَّة والحياة العاطفية التي تفتقر إليها مُجتمعاتنا القاحلة ! أم جاءت للمُنافسة الإعلاميَّة ؟ أم نشراً للفساد والرذيله ؟ أم ترويجاً للسياحة التركيَّة ؟ التي إنتعشت في الآونه الآخيرة بشكل مُذهل !
آآه , والله إنها لغصةً في الحلق حينما يتنازل الآباء عن فلذات أكبادهم بالسماح لهم بمُشاهدة هذهِ المناظر الفاسدة والرومانسيَّة الكاذبة والأخلاق الزائفة ,, والأدهى والأمّر أن يجلس الآباء والأبناء لمُشاهدة هذهِ المُسلسلات الهابطة !
كَمْ مِنْ " حالات طلاق " حصلت بسبب هذهِ المُسلسلات المُدمرّة , فلطالما إسترعى إنتباهنا , أخبار حوادث الطلاق بسبب مُهند وأخرى بسبب لميس !
ألهذهِ الدرجة , قد غُـيبّت عُقولنا ؟ ألهذهِ الدرجة وصلنا للضعف والإنهزاميــّـه , لاشّك أن الفتن يُرقّق بعضها بعضاً , ولكِنْ إن كان الحال بنا قد تردّى , وإنساقت عقولنا وقلوبنا خلف لميس الماجنة ومُهند الشبه رجل ونور المستعففه وهي بعيدة عن العفاف برمتّه , فكيف بنا الحال في الفتن الكُبرى ؟
بل كيف لو ظهر الدجـــَّــال !!!
إن كان من أجل مُسلسل هابط ظهر بطابع الرومانسيّة والأسريَّة المُزيّفه قد سلب عقول الكبار قبل الصغار , فكيف الحال بنا إن ظهر الدجال , لكأني أرى الجميع قد تبعه دون تفكير !
بل ويأتي المُراهقين والمُراهقات , ويتنافسون في إحضار حلقات المُسلسل من موقع اليوتوب !! ونشره وتوزيعه بالبلوتوث ,, أي حرقه في القلب أشد من هذهِ .
شتّان بين مَنْ يمضي هذهِ الأوقات في حفظ كِتاب الله , وبين مَنْ يقضي وقته بالحديث عن هذهِ المُسلسلات ..
شتّان بين مَنْ يقضي نحبه في ساحات الوغى وبين مَنْ يقضي نحبه على مُشاهدة هذهِ المُسلسلات !!
ويتعجب المرءحقيقة مِنْ الحرص الشديد على مُتابعَة هذهِ المُسلسلات والتي بمحتواها العام
" إجهاض , زنا والعياذ بالله , شُذوذ , كذب , تبرّج , خمور , عُري , وفســاد أخلاقي , وهدم للدين "
والأدهى أنهم يُحسبون على المُسلمــين , فيلقون السلام فيما بينهم ويتبادلون قول " بسم الله " وغير ذلك ,, ألا قبّح الله صنيعهم وفعلهم ..
للأســف , أسباب هذا كله في نظري , هو الرومانسيّة والعاطفية المفقودة في مُجتمعاتنا الإسلاميّه , والتي تمثلت في مُهند ونور , ويحيى ولميس , أدت إلى هذا الإنحلال وهذا العمى النفسي !
والتي يُفترض أن تكون " مُجتمعاتنا الإسلاميَّة " هي الرعيل الأول والمحضن في ذلك لاسيّما وأن تاريخنا الإسلامي , بل أساس الدين الإسلامي يقوم على الرفق واللين والحُب والمودة ,, ولكِنْ , لما بَعُدنا عَنْ الدين , وإنخرطنا في الحياة الدنيا , وتركنا النوافل , وتركنا السُنن وبعدنا عن الكِتَاب والسنَّة , حصل ما حصل وبالأخير نلوم الغرب , الذي هو أصبح شمّاعه نعُلق عليها أخطائنا وفسادنا , قال تعالى " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" .
فإلى كُل مُربي ومُربيّه إتقوا الله في فلذات أكبادكم , وإعلموا أن كُل راعٍ مَسؤول عَنْ رعيّته , فالله الله في الرعيّه أبناؤنا .. أمانة سنحاسب عنهم كما أخبرنا الرسول- صلى الله عليه وسلم -: "إ نَّ الله سائل كُل راعٍ عمَّا استرعاه، حفظ أم ضيع ،حتى الرجل يُسأل عن أهل بيته" كذلك : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " و "أعينوا أولادكم على البرّ ومن شاء استخرج العقوق من ولده"
كما قال الشاعر :
يا أيهّا الفجر كَمْ فيكَ مِنْ أملٍ *** أرى برؤيـتّـه ماضٍ أضعـنـاهُ
بالله يـا شيّخنا ما بـالُ أمـتنا ؟ *** قد ضـيّعت مَجْدنا حتى نسـيناهُ
بالله يا أبتِ ما بـالُ مسجدنـا ؟ *** قـفر وما هكذا يـوماً عَـهِدناهُ
أين المُصلون ماذا حلَّ في بلدي *** وأين قـدوتـنا حـقاً فـقدناهُ
ما بالنا يا أبي نمشي على مهلٍ *** والغربُ يـا أبتِ يحدو مـطاياهُ
صغيرنا يـا أبي يلـهو بدميـته *** وشيخـنا يا أبـي غـرّته دنـياهُ
نشكو إلى الله جهلاً مِنْ أحبتّنا *** نـشكوا إلى اللهِ مـنهم ما لقـيناهُ
اومـا أُبرئ نـفسي إنـنا بشرٌ *** نـعشـوا إلى الله أحيـاناً وننساهُ