السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....النصائح ... بين القبول والنفور !!!؟؟؟ النفور من النصائح.. هل هي عادة سيئه ؟ شرائح واسعه من الشباب والفتيات والرجال والنساء ينفرون من النصيحه ويتذمرون منها , ويعتبرونها تقييداً لحرياتهم , وقد يرد بعضهم بشيء من الجفاء وفِّر النصيحه لنفسك , أو إنني أعرف ما ينفعني ويضرني , فلا حاجة للنصيحه ...؟ كهذه الظاهره أكثر من مؤسفه , ليست لأنها تغلق الباب بوجه النصيحة التي كان البعض من العقلاء يطالب بها بإلحاح وهو مستعد أن يدفع مقابلها ثمناً باهظا , السبب في رفض النصائح واضح , لأنها تستبطن أو تستظهر نقداً...؟ وقد تزعج المنصوح لأنها تطالبه بتغيير ما اعتاد عليه , أو استعذبه أو لأنه يشعر بغرور فارغ , وهو أنه فوق النصيحه , وأعلى من الوعظ , وحسبه أن يتبع رأيه الخاص ....؟ ولكننا كما طرحنا في البدايه نريد إعادة الأعتبار للنصيحه بعد أن نعيد النظر في أثرها وقيمتها في حياتنا ... في الآثار تشديد على أن الأفضل من بين الأخرين هو الذي يحضك النصيحة ... لأنه إنما يريد بذلك الخير لك وكأنك نفسه ... فكما يحب لنفسه يحب لك ... ولذلك فالنصيحه لا تصدر عن عدو أو مبغض ... فخير الأعوان والأخوان أشدهم مبالغه في النصيحه ...؟ إنني عندما أستجيب لنصيحتك أُعينك على مساعدتي في تفادي ما أنا فيه , ولذلك دون النصيحه التي يقدمها لك شخص يحبك , حتى ولو لم تعجبك كهديه عسى أن يأتي اليوم الذي تحتاجها فيه , وهو آت لا محاله النصيحه تأتي في وقت لتمنع المزيد من التداعي , فهي كالحاجز الذي يحول دون الانزلاق في الهاويه , أو كالدواء البسيط الذي يمنع مرضاً واهماً قد يستفحل لو ترك بدون مداواه ...؟ في الحديث الشريف (... ناصحك مشفق عليك , محسن إليك , ناظر في عواقبك , مستدرك فوارطك , ففي طاعته رشادك , وفي مخالفته فسادك ...) فإذا قررت أن أتبع رأيي الخاص ولا أخذ بنصائح الأخرين فعلي أن أتحمل العواقب وحدي ... ويالها من عواقب وخيمه فالذي ينصحني بعدم دخول غابه فيها وحوش مفترسه ... يريد نجاتي فإذا خالفته ودخلتها فلا ألوم إلا نفسي , وما جدوى الندم بعد أن أكون طعمة لوحش , أو مطارداً من قبلهإن ... ؟ لطريقة وأسلوب النصيحه دور في تقبلها , فقد لا نهرب من النصيحه كنصيحه .... بل للأسلوب الذي تصاغ أو تطرح به , وعلى كل من يقدم نصيحه , أن يكون رفيقاً خفيفاً في نصيحته , ولا يثقل على المنصوح بقائمة طويله من النصائح , وألا ينصحه أمام الآخرين , والنصيحةُ عند الطلب والحاجة إليها أفضل من النصيحه تطوعاً , لأنها تكون في الحاله الأولى موضع حاجة فعليه في نفس طالبها فيسهل تقبلها أو الأخذ بها , وأقدر النصائح على النفوذ إلى القلب تلك التي تخرج من القلب , ومن عمق التجربة , والمعاناة , والتي كان الناصح قد انتصح بها ...؟ أولا : لقمان الحكيم كان يقدم النصائح والمواعظ الثمينة والنفيسة لابنه , لأنه حبيبه , ونفسه , وأولى الناس بهديه , ولأن إبنه كان ذا أذن واعيه , مستعداً لتقبل النصائح , والعمل بها شعوراً منه أنها مترشحه من قلب أب محب , لا يريد له إلا الخير والصلاح , وصادق لا ينصح ابنه إلا بما سبقه إلى الانتصاح به .......!!! وأنتم هل تستطيعوا أن تتقبلوا النصائح أو تنفروا منها ....... ؟؟