فتاة لم يتعدى عمرها العشر سنوات تجوب الشوارع ، في أيام الشتاء البارد والأمطار الغزيرة كانت تبيع مناديل علها تساعد أهلها على ظروف المعيشة الصعبة ،
وبينما هي
كذلك إذ تمر بإمرأة جالسة لوحدها تبكي حزينة على إنفصالها عن زوجها تقربت منها وقدمت لها منديل وهي مبتسمة
أخذت تلك المرأة المنديل ومسحت دموعها وأرادت أن تكرم تلك الفتاة ببعض
النقود وعندما نزعت النقود من حقيبتها ورفعت رأسها لم تجد تلك الفتاة التى
غادرت مبتسمة من غير أخذ ولا فلس واحد من تلك المرأة الباكية لأن هدفها كان
إدخال البسمة وحسب إستغربت المرأة لفعل تلك الفتاة ولكنها إبتسمت
وبلهفة منها أرسلت رسالة قصيرة عبر هاتفها النقال لزوجها الذي كان بدوره
جالسا في أحد المطاعم حزينا وإذ بهاتفه يرن برسالة كتب عليها
سامحني حبيبي فأنا المخطئة
فرح كثيرا ونادى الجرسون لكي يقدم له حق الأكل وهم مغادرا وكله فرح وسرور
، وبسخاء منه أكرم ذلك الجرسون بمبلغ لم يحلم به من قبل إستغرب الجرسون
ولكنه إبتسم
وعندما أنهي الجرسون عمله خرج فرحا مسرورا ليس
كعادته لأنه وببساطة قد تحصل على مبلغ لم يحلم به من قبل فأشترى لأولاده
الكثير من الهدايا والأكل وكله فرح ، وعند عودته للبيت رأى سربا من الحمام
وسط الساحة العامة فأراد أن يقدم له بعض الحبوب ، فتقدم من عجوز جالسة وسط
الساحة تبيع حبوب الحمام فأخذ منها كيس كاملا وقدمه للحمام ثم قدم للعجوز
مبلغا يعادل ثلاث أضعاف مبلغ الكيس وغادر إستغربت العجوز من أمره ولكنها
إبتسمت
جمعت العجوز أغراضها وقصدت محل بيع اللحوم لأنها أرادت
أن تشترى اللحم الذي لم تأكله منذ زمن ، وعند رجوعها للبيت وجدت شيخا عاجزا
يمد يده عل من يقدم له نقودا يسد بها جوعه ، فأعطته تلك العجوز نصف اللحم
الذي إشترته وواصلت طريقها ، تعجب ذلك الشيخ من امرها ولكنه إبتسم
غادر الشيخ مكانه وكله فرحا وسرورا قاصدا بيته ليطعم زوجته وأولاده ولما رأت زوجته اللحم لم تصدق ولكنها إبتسمت
قامت بطهي اللحم وحضرت مائدة الطعام وإنتظرت هي وزوجها إبنتها لكي
تشاركهم في اللحم طرق الباب ودخلت فتاة تحمل في يدها علبتين من المناديل
فهذا مابقي لها من المناديل التي باعتهم وهي مبتسمة
قال صلى الله عليه وسلم
إبتسامتك في وجه أخيك صدقة