يتساءل العديد حول كيفية عمل نظام المناعة المكتسبة بالجسم أي الحاجز الدفاعي الطبيعي أمام البكتيريا والفيروسات. في هذا الصدد، يشير الباحثون السويسريون، في مستشفى جنيف، الى أن الدموع، المفرزة من الغدة الدمعية، تحرر سائلاً يحوي الماء والأملاح المعدنية والليسوزيم المضاد للميكروبات. بالنسبة للعاب، فهو غني بالمضادات البكتيرية. في الحقيقة، يتألف اللعاب من الماء أساساً. انما يحتوي على الليسوزيم وأجسام مضادة تحارب البكتيريا التي تغزو جوف الفم والفيروسات الالتهابية في الوقت ذاته. في ما يتعلق باللوزتين، الواقعتين في مؤخرة الفم على الجانبين، فتشكلان حاجزاً يدافع عن القسم الأعلى من المجاري الهوائية.
وينوه الباحثون السيوسريون بأن الغدد الليمفاوية، المنتشرة في الجسم بأكمله، تتصدى لشتى أنواع البكتيريا المعدية. هذا ويلعب الجلد دوراً وقائياً حيال العناصر السامة الخارجية عن طريق التصدي لها بواسطة افراز العرق، وهو مضاد بكتيري من الدرجة الممتازة. كما يقوم الكبد بانتاج بروتينات قادرة بدورها على توليد خلايا النظام الدفاعي التي تعمل على "فلترة" المواد القادرة على التفاعل من نظام المناعة المكتسبة بالجسم. وينتج الطحال بدوره الخلايا الليمفاوية التي تلعب كذلك دور الفلتر مع كل ما هو مشتبه بالحاق الضرر بنظام المناعة.
علينا ألا ننسى العصائر المعوية المهضمة التي تستأثر ب70 في المئة من دفاعات الجسم الطبيعية. ويحتوي الغشاء المخاطي للمعدة، أي الجدار الداخلي لها، على مجموعة من الغدد، التي تنشط، بعد كل وجبة طعام، لافراز العصير الهضمي الذي يحتضن، الى جانب الانزيمات، الحمض الكلوريدريكي الذي يرمي الى قتل البكتيريا.