نعم نحن في قاعة امتحان كبيرة نُمْتحن فيها كل يوم تدعى الحياة.
مواد الامتحان:
فكل ما فيها امتحان وابتلاء : هناك امتحان المال ، وامتحان الزوجة وامتحان الأولاد، امتحان الغنى والفقر، وامتحان الصحة والمرض، بل كلنا ممتحن في كل ما يملك وفي كل ما يعتريه في هذه الحياة.
مدة الامتحان:
حتى نلقى الله،
قال تعالى : } كُل نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَنَبلُوكُم بِالشر وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينَا تُرجَعُونَ { [ الأنبياء : 35 ] .
وقال جل ذكره: } أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَاذِبِينَ { [ العنكبوت : 2-3 ] .
هل نعلم كلنا بالامتحان:
على المعافى أن يعلم أنه ممتحن،
نعم أنت أيها المعافى ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى ابتُليت، وأنت أيها المريض ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى شُفيت .
وليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن .
وكيف لا وفي الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل…" [ رواه البخاري ] .
هل يمكن التغيب عن الامتحان أو رفضه؟
لا، ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان .
ولكن فينا من يُمتحن بالبلاء فينجح بالصبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله - عياذاً بالله .
ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال : " الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه " .
اللهم إنا نسألك النجاة والنجاح آمين آمين