.
ما الذي قد يثير القلق أكثر من تسارّع دقات القلب من دون سبب واضح؟ بما أن القلب عضلة مهمّة في جسمنا، من الطبيعي أن نشعر بالقلق.
تسرّع القلّب يعني خفقانه بسرعة كبيرة. غالباً، تتخطى دقّات القلب الثمانين مرّةً في الدقيقة، وأحياناً قد تصل إلى 300 مرةً في الدقيقة.
يبلغ معدّل نبضات القلب لدى البالغين 60 نبضة على رغم بعض الاستثناءات لدى بعض الأفراد التي قد لا تكون مزعجة بالضرورة.
قد يتسبّب تسرّع القلب بأزمة قلق وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الإغماء، فقدان التوازن، العجز عن الرؤية، وإن لم يُعالج، إلى تقلّص لييفي مميت.
في هذه الحالة، على الطبيب أن يكون قادراً على تحديد إن كانت هذه مجرّد ظاهرة موقّتة ومن دون عواقب، أو ناجمة عن مشكلة في القلب، خلل يتطلب علاجاً بالأدوية أو حتى زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب. قد يأتي الطبيب أيضاً على ذكر «تقلّص لييفي بطيني»، حالة متفاقمة من حالات تسرّع القلب ومميتة في حال لم يخضع المريض إلى عملية إنعاش فورية.
من هم المرشّحون للإصابة بتسرّع القلب؟
الجميع عرضة لهذه المشكلة وحتّى الأطفال. أحياناً، تبرز أسباب محددة مثل تشوّه في القلب منذ الولادة أو إصابات ناجمة عن احتشاء عضلة القلب. لكن آلاف الأشخاص في العالم يموتون نتيجة توقّف قلبي ناجم عن تقلّص لييفي مفاجئ.
حين يصل المريض إلى غرفة الطوارئ، يعالج الطبيب المشكلة فوراً عبر تركيب جهاز خارجي لتنظيم نبضات القلب كخطوة أولى. بعدئذ، يُجري تشخيصاً معمّقاً لإيجاد الحلول المحتملة. في هذا الإطار، يُنصح برؤية طبيب محترف بسبب صعوبة التوصّل إلى تشخيص جيّد في بعض الأحيان.
من الواضح بأنه على المريض إجراء مخطط قلب كهربائي اعتيادي، لكن المشكلة أن دقّات القلب قد تضطرب في فترات معيّنة وليس بالضرورة خلال تسجيلها. في هذه الحالة، قد يلجأ الطبيب إلى تركيب جهاز دائم لقياس دقات القلب يحمله المريض خلال 24 ساعة للتحقّق من المرات التي تختلّ فيها النبضات خلال النهار والليل.
إن كان الوضع أكثر خطورةً، قد يُخضع طبيب مختص المريض لفحص لنشاط القلب الكهربائي في المستشفى. فيدخل ميلاً في أحد الأوردة وصولاً إلى القلب. يصدر هذا الميل نبضات تسمح بالتحقّق من ردود فعل العضلة القلبية. يُشار إلى أن هذا الفحص قد يدوم لساعات.
عندئذ، قد يقرّر الطبيب وصف علاج بالأدوية يسمح بضبط ضربات القلب، وقد ينصح أيضاً بضرورة الخضوع لجراحة وزراعة جهاز لتنظيم نبضات القلب. يوضع هذا الجهاز ما إن تبدأ اضطرابات نظم القلب بالظهور لإعادة إيقاع القلب إلى سابق عهده.
الأسباب الرئيسة
• يعتمد القلب عادةً إيقاعاً منتظماً بفضل نبضات كهربائية يصدرها بشكل طبيعي. لكن البطين قد يصدر هو أيضاً نبضات كهربائية تتداخل مع النبضات الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى تسرّع القلب.
• مع تسارع نبضات القلب، لا يجد القلب وقتاً كافياً للتشبّع بالدم بشكل طبيعي، ويصبح التزوّد بالدم والأوكسيجين غير كافٍ في الجسم كلّه، ولا سيما الدماغ. لذلك قد يُصاب المرء بالدوّار، لا بل قد يفقد وعيه. في هذه الحالة، يجب استدعاء الطبيب فوراً. وإن شهدتم على حالة إغماء مماثلة، لا تنتظروا إلى أن يستعيد المريض وعيه، بل استدعوا الإسعاف مباشرةً.
• قد يكون الإجهاد السبب في تسرّع القلب من دون أن تكون لمشاكل القلب أي صلة بذلك. قد تضطرب دقات القلب بالتالي بسبب زيادة في الأدرينالين نتيجة جهد جسدي، إجهاد شديد، ارتفاع في الحرارة، فقر دم، انخفاض في ضغط الدم، أو إسراف في تناول المواد المنبّهة. في هذه الحالة، من الأفضل معالجة الأسباب لأن المشكلة على مستوى القلب ليست خللاً في العضلة بحد ذاته، وإنما هي نتيجة له بكل بساطة. لذلك، على الطبيب أن يتمكّن من تحديد إن كان الخفقان طبيعياً أو إن كانت المشكلة قصوراً في القلب.
• لا شك في أن المشكلة تكمن في استباق هذه الظاهرة قبل الوصول إلى وضع مميت. لكن ذلك ليس ممكناً دوماً لأن بعض حالات الوفاة سريع ومفاجئ. مع ذلك، في معظم الحالات، قد يظهر بعض العوارض. فإن شعرت بأن قلبك يخفق بسرعة ولست قادراً على الوقوف وعاجزاً عن الرؤية، عليك استدعاء الطبيب فوراً.
.