كشف القيادي البارز في حركة الإخوان المسلمين، عبد المنعم أبو الفتوح، أمس، في حوار هاتفي مع ''الخبر''، بأن الإضرابات لن تتوقف إلى غاية رحيل حسني مبارك وتنحيه عن الحكم. واعتبر بأن ''المظاهرات التي قادها عدد من الشباب أحدثت ثورة لا مثيل لها، لكن نظام مبارك ''أجّر'' بلطجية لفرض العنف والفوضى''.
مرّ أسبوع على المظاهرات الحاشدة، التي يقودها مواطنو مصر وفي مقدمتهم الشباب، للمطالبة برحيل مبارك، لكن ذلك لم يحدث، فما ردكم؟
- نحن نساند المظاهرات التي قادها الشباب الواعي، ونحن اليوم نحصي أكثر من 500 شهيد بسبب تعنت هذا النظام الفاسد. ونحن كحركة الإخوان جزء من هذه المظاهرات والحركة الشعبية، التي لا نزال نتمسك من خلالها بتنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم. ولهذا نقول بأننا لن نتوقف عن الاحتجاج إلى غاية تنحي الرئيس الفاقد لشرعيته عن الحكم، وإعطاء الشعب فرصة التحرر من قيوده التي فرضها علينا طيلة 30 سنة.
انحرفت الأوضاع بعد خطاب حسني مبارك، ليحوّل ميدان التحرير إلى حلبة للمواجهات الدامية بين الأنصار والمناهضين للرئيس، فمن يقف وراء هذه الفوضى؟
- إلى هذه اللحظة، كنا نتوقع بأن خطاب حسني مبارك سيخرج فيه كل أوراقه، ويقول بأنني سأنسحب من الحكم. ملبيا إرادة الشعب، الذي يترقب لحظة سقوطه بشغف، لكن مبارك لا يزال متمسكا بالسلطة ضاربا الرفض الجماهيري له عرض الحائط.
إننا تأكدنا ميدانيا، بأن هناك جهات في النظام تسعى لزرع الفوضى بين المواطنين، من خلال توظيف ''بلطجية'' ليهاجموا المواطنين والشباب العزل المتظاهرين في ساحة ميدان التحرير. ونحن كحركة إخوان، نؤكد بأن مثل هذه الممارسات ليست غريبة على نظام فاسد كهذا، ونطالب بأن تفضح مثل هذه الممارسات أمام الرأي العام الدولي.
الكل يوجه إليكم أصابع الاتهام، بأنكم تريدون الاستيلاء على السلطة بعد سقوط نظام مبارك، فهل هذا صحيح؟
- أولا يجب التأكيد على أن هناك تخوفات غربية وإسرائيلية وداخلية من تولي الإخوان السلطة بعد هذه الثورة، وهذا التخوف نابع من كون الجماعة تمثل الحركة الشعبية الأكبر والأكثر امتدادا في مصر. لكن رسالتنا تبقى واضحة، فنحن لا نسعى للاستيلاء على السلطة، ولا مانع لقيادتنا حتى من عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، وهمنا الوحيد يقف على ضرورة تحقيق مطالب الشعب ولا غير، لأنه السيد ويجب أن يمنح له القرار الأول والأخير. وكل من يقف في ميدان التحرير ويرابط فيه منذ أيام، يعلم بأن حركة الإخوان جزء من هذه المظاهرات التي لم تستثن أي فئات من الشعب.