نظرة واقعية للحياة
تمر الأيام كمر السحاب ، والحياة هي الحياة بحلوها ومرها ، فعندما تكون الحياة حلوة تحس بطعمها الذيذ وتنسجم مع أحداثها وتندمج مع كل سكناتها ، وإنك لا تشعر بمرور تلك اللحظات الجميلة ، كما أنك ترى زمنها قليل ، وتتمنى أن يطول إلى الأبد ، وهذا الشعور هو دليل على أنك قد تفقد هذه السعادة في أي لحظة ، فتتمسك بالزمن وتريده أن يتمهل ولا يمر بسرعته المعهودة ، وقد تصل إلى لو بيدك لأوقفت الزمن في تلك اللحظات ، أما عندما تنقلب الحياة عليك بالمرارة ، فإنك تحس بثقل الزمن ، وترى أن كل لحظة فيه هي زمن لوحدة ، وقد تتحسر على الحياة وتشعر بأن الألم قد يأخذ من عمرك القدر الأكبر ، فتصبح ركيكة غير ذات طعم ، لأنك تحاول أن تنسى خطوات الزمن الثقيلة البطيئة ، وأن لحظاتها هي سنوات ، فتتمنى أن يمر الزمن بأسرع شيء في الوجود للتخلص من المرارة التي تتذوق طعمها مع كل لحظة ، وهكذا هي الحياة .
ولكن لا ننس أن لولا المرارة لما أحسسنا طعم الحلاوة ، ولولا الحزن لما عرفنا طعم الفرح ، وهكذا هي الحياة .
وأيضاً لو وضعنا مقياس لزمن الحياة ، فكم نجد من لحظات الفرح ، وكم نجد من لحظات الحزن والأسى ؟
أترك لكل واحد منكم أن يقارن بين هذه اللحظات - مع أملي أن تكون لحظات الفرح أكثر من لحظات الحزن والأسى في حياتكم.