أسعد ساعة في الحياة هي التي يقف العبد فيها مع نفسه محاسبا وقفة العتاب ووقفة الملامة .
إنها ساعة المخطئين المنيبين إلى رب العالمين ، إنها ساعة المنكسرين من خشية إله الأولين و الآخرين ، إنها ساعة العتاب ، إنها ساعة الحساب التي يتذكر فيها العبد ما أصاب أيام خلت و ليال مضت قد قصَّر فيها في جنب الله ، إذا تذكر السيئات وما أصاب من الأوزار رق قلبه و انكسر فؤاده من خشية الله تذكر حقوقا لله ضيعها و حدود ا لله جاوزها و محارم لله إنتهكها فنكسر فؤاده من خشية الله ورق قلبه خوفا من الله ، إنها ساعة الحزن و الندامة و الآسى على التفريط في جنب الله لكن سرعان ما يزداد الألم و الندا مة إذ تذكر أنه إلى الله سائر وراجع ومسؤول و أنه مرتحل من هذه الدنيا ليقف بين يدي جبار السماء و الأرض ، يسأل نفسه كيف ألقاه و حقوقه ضيعت ، كيف ألقاه ؟ومحارمه أنتهكت و كيف ألقاه ؟وحدوده تجاوزت ، كيف ألقاه ؟
بأي وجه ألقاه ، بأي قدم اقف بين يديه عندما يتكسر قلبه و يرق فؤاده ولا يجد إلا أن يدمع من خشية الله ثم لا يملك إلا أن يرفع يديه رباه أسأت رباه ظلمت رباه أسرفت رباه ذنوبي من ارجوا لها سواك من يفتح الباب إن أغلقته من يعطي العطاء إن منعته ، فيصلح الحال ، ويبدل السيئات بإذن الرب إلى حسنات ، فالبدار البدار ، إنتبه عبد الله و تيقظ و أدخل باب التوبة المفتوح قبل إغلاقه مبادرا منكسرا .
إلهي .. إن كنت لاترحم إلا المجتهدين فمن للمقصرين ؟ و إن كنت لاتقبل إلا المخلصين فمن للمخلطين ؟؟ وإن كنت لا تكرم إلا المحسنين فمن للمسئين ؟
إلهي .. ما أعظم حسرتي ، أذكر غيري وأنا الغافل .. وما أشد مصيبتي أنبه غيري وأنا النائم
إلهي إذا دللت السالكين عليك فوصلوا بحسن موعظتي إليك أَتُرَكَ تقبل المدلول و ترد الدليل ؟ ما أعظم شقوتي إن لم تغفر لي ، وما اشد ندامتي إن لم ترحمني .