فضيلة خويلدات عضو برونزي
عدد الرسائل : 521 العمر : 38 المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : تقني سامي في الاعلام الالي ( الصناعة و المناجم) السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 13/05/2010
| موضوع: صاحب القلب المخموم السليم الأحد يناير 22, 2012 11:18 am | |
| سليم دواعي الصدر لا باسطاً أذى ولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هجرا صفات خلقية أهمها الأولى "سليم دواعي الصدر" صدره مخموم, نظيف لا يحقد ولا يحسد, ولا يحمل في نفسه على أحد, وإنما دائماً شعاره ودعاؤه: اللهم إني عفوت ما بيني وبين عبادك, فاعف ما بيني وبينك, فأنت أجود وأكرم, اللهم إني عفوت عمن ظلمني, وتصدقت بعرضي ومظلمتي ومن اغتابني لله, اللهم اجعلني ممن عفا وأصلح وأجره على الله, اشغلني بعيوب نفسي, ولا تشغلني بعيوب غيري, هذا سليم الصدر, بُشر بالجنة وهو على الأرض في حديث الرجل الذي مر على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: (من شاء منكم أن يرى رجلاً من أهل الجنة؟) ثم أشار إليه هذا, وقصته مع ابن عمر معروفة, ما قام الليل ولا صام النهار كثيراً، وإنما إذا جاء إلى نومه قال: اللهم إني عفوت عمن ظلمني, وينام وهو سليم الصدر على الناس. جربوا هذا النوع من الحياة والأخلاق, أصحابه حياتهم أطيب من حياة الملوك, وألذ من حياة الأغنياء, وأجمل من حياة المرفهين بكل نعم الدنيا, الذي ينام وليس في صدره على إنسان شيء فتلك نعمة لا تقدر, وما الذي أسهر الناس وأزعجهم، وجلب لهم الأرق والقلق عند النوم حتى اضطروا إلى المخدرات والحبوب المنومة من الهموم والغموم والأحقاد، وتراكم الثارات والانتقامات التي تمتلئ بها الصدور, قال تعالى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19] فليعلم الله العفو في صدرك, بدلاً من أن يعلم الغل والحقد والانتقام: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19]. "سليم دواعي الصدر لا باسطاً أذى" وكأن الأذى يبسط بسطاً -والعياذ بالله- وترى الذين يبسطون الأذى يصيب الداني والقاصي, القريب والبعيد, حتى يقول أحد الصحابة: [وإنك لترى طائر الحبارى يهزل في وكره ويموت من ظلم الظالم] قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ [الروم:41] كله ببسط الأذى والشر والإجرام، قال تعالى: وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:116-117]. - "ولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هجراً" فهو كاف أذاه وشره, وكأن الأذى بساط، والناس يمشون عليه، كل من يدوسه يتأذى, وهذا طوى بساط الأذى وكفه عن الناس, وهناك بعض الدول لا يستطيع مسلم أن ينجو فيها من الأذى المبسوط, بل يترقبه في كل لحظة, يأتيه زوار الفجر من أصناف المخابرات، ويجرونه من رجليه ويلقونه في غياهب السجون ولا يعلم به أحد من الناس, والويل كل الويل لمن سأل عنه من أقاربه, أذىً مركب. وهناك أذى آخر: الأذى المعنوي، من الإشاعات والتهم، وشهادات الزور والتلفيق التي تجرح وتؤذي وتقتل أكثر من السلاح. -"ولا مانعاً خيراً" دع الخير يتدفق, وليكن يا أخي شعارك فعل الخير في كل مكان, هذا هو الشعار, قال تعالى: أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون:61] بل إن أمتنا هذا شعارها أصلا, الممدوح فيه هو هذا, قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110] وقال سبحانه: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114] كله خير, ومانع الخير والعياذ بالله كنود حقود, يحيا في عذاب منبوذ, تصوره سورة الهمزة تصويراً وتشخيصاً دقيقاً، فهذا الصنف من الناس الذي يمنع الخير، يقول الله فيه: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ [الهمزة:1-9]. والله سبحانه وتعالى يتكلم عن مانع الخير: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [الماعون:1-3] يأتيه إنسان يقول: يا أخي أنا أريد أن أتصدق لله, أريد أن أعطي إخواني المسلمين في بنجلادش، في السودان، في أفغانستان، في فلسطين ، فيرد عليه مانع الخير هذا، يقول: أنت مجنون! أهلك وبيتك أولى, ادخر القرش الأبيض لليوم الأسود!! فيتفلسف في البخل والشح, فيصدقه المسكين فيحرمه خير الدنيا والآخرة, لا يعرف أن ماله هذا سيزيد لو أنفق، وأن الله يتقبلها بيمينه, ويعطيه عليها الخير في الدنيا وفي الآخرة, حرمه مانع الخير, أما صاحبنا هذا الذي نحبه: سليم دواع الصدر لا باسطاً أذى ولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هجرا - "لا باسطاً أذى" تعال انظر الزوج في البيت مع زوجته "لا باسطاً أذى" يتحرى العبارة الرقيقة, ويمدح عملها في بيتها ولو كان قليلاً, ويشير بإصبعه إلى مواطن الجمال, لأنها كالوردة إن أهملتها ذبلت وتكسرت والتصقت بالوحل, وعندما تشير إليها بإشارات لطيفة من خلال الحركة أو الكلمة فإنما تحيي بستاناً من الزهور تشم شذاه, وتتملى ألوانه, وتعيش في ظلاله وأنت في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة, أما باسط الأذى على بيته والعياذ الله، فإنهم ينتظرون اللحظة التي يدخل بها عليهم ليعلنوا حالة الطوارئ والعزاء فيما بينهم, فلا يسمعون منه إلا الضرب والصراخ، والشتم واللعن والركل, ولا يأخذون منه -والعياذ بالله- إلا الأذى. ومهما حاول الإنسان أن يتمثل هذه المعاني من باب التمثيل ليس الواقع والحقيقة النابعة من الضمير الإيماني الصادق, أي: يتجمل أمام الناس بهذه المعاني, من الذي يكتشفه على حقيقته؟ أهله أي: زوجته وأولاده, لهذا سلط الحديث النبوي الضوء على ثلاثة آلاف شمعة من الفم الطهور محمد صلى الله عليه وسلم, قال: (خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي) لأن الإنسان مهما حاول أن يتلطف مع الناس، في الدرس يجلس هادئاً ومؤدباً له سمع معين، وينصت ويستمع ويأتي إلى العالم ويسلم عليه باحترام, وإذا رأى أخاه معه أو ابنه الصغير مسح على رأسه ودعا له دعاءين، كل هذا تمثيل, وإذا أردت أنت تعرف أن هذا صادق، فادخل معه البيت واسمع لأحواله, يرفس ابنه، ويلعن زوجته ويضرب خادمته, إذاً (خيركم خيركم لأهله) إن صدق مع زوجته وأولاده فهو مع الناس أصدق, هذا هو (الترمومتر) والمعيار, ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وأنا خيركم لأهلي). فالذي أهله أشقى الناس به أفتريد الآخرين أن يكونوا أسعد الناس به؟ معاذ الله! (خيركم خيركم لأهله) لا نريد أن تتلطف وتجامل الناس, اجعل نفسك عادياً, لكن أعط أهلك حقوقهم أفضل لك عند الله من أن تجامل الناس وتؤذي أهلك, مع أن الشرع اعتبر الدينار المنفق على الأهل أفضل من كل الدنانير المنفقة على الصدقات, أو على الجهاد, أو على بناء المساجد, أو في سبيل الله؛ لأن الإسلام يريد أن تتماسك الأسرة تماماً, وتلتف حول معاني الإسلام، لأنها هي لبنات المجتمع, فإذا كانت اللبنة قوية كان البناء متماسكاً، وهو المجتمع, أنت عندما تأتي إلى أرض رخوة وتبني عليها قصراً، ماذا يحدث للقصر؟ مهما زوقته وجملته وزخرفته فسينهار على من فيه ويقتله, وإذا أحضرت طبقة من مواد إسمنتية قوية والخلطة جيدة ما فيها غش, وبعد ذلك أدخلتها النار وطبختها طبخاً جيداً حتى أصبحت صلبة فابن عليها وضع عليها من الضغط والحمل الثقيل ما تريد, ستظل قوية ثابتة, ويظل الصرح متماسكاً, ويظل الناس الذين هم فيه ينتفعون بمرافقه، ويستظلون به من حرارة الشمس ويتدفئون به من البرد. اللبنة التي تجعل المجتمع متماسكاً هي الأسرة, فلهذا قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) ثم أخبر عن اللبنة المكسورة عندما وضع الشيطان عرشه على الماء، وجاءت سراياه وجنوده وكل واحد منهم يبيَّن الجريمة التي فعلها, قال أحدهم: أما أنا فقد فرقت بينه وبين زوجته, قال: نِعْم أنت, هذا الذي يرشح لجائزة نوبل الشيطانية لأنه فرق بين الزوج والزوجة, وبالتفريق بين الزوج والزوجة تفرق الأولاد وانهدم البيت, وسقطت اللبنة, وأصبح المجتمع مائلاً. فالقرآن والسنة بدون مجتمع متماسك ما لهما أثر, لهذا ما كان القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مطبوعاً على أوراق مصقولة بحروف ونقاط ومشكلاً, كان القرآن موجوداً على ألواح وجريد نخل, ولكن الفرق أن المجتمع كان متماسكاً تماماً، فكان يطبق هذا القرآن تطبيقاً دقيقاً, فجاء إلى المجتمعات الغير المتماسكة مجتمع الروم ومجتمع الفرس نفخ عليها فطيرها في معركة واحدة. إذاً سليم دواع الصدر لا باسطاً أذى ولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هجرا لا يتكلم إلا بالحق, ولا ينطق إلا به, وإذا استمع إلى الكلمات التي لا تناسب دينه وعقيدته وهنها وهونها وأشاح بوجهه عنها وكأنها ما قيلت....... |
|
المنتصر إبن العرب مشرف قسم شخصيات وأعلام من ورقلة
عدد الرسائل : 1848 العمر : 49 المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : موظف السٌّمعَة : 27 تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: صاحب القلب المخموم السليم الأحد يناير 22, 2012 3:17 pm | |
| للهم إني عفوت ما بيني وبين عبادك, فاعف ما بيني وبينك, فأنت أجود وأكرم, اللهم إني عفوت عمن ظلمني, وتصدقت بعرضي ومظلمتي ومن اغتابني لله, اللهم اجعلني ممن عفا وأصلح وأجره على الله, اشغلني بعيوب نفسي, ولا تشغلني بعيوب غيري
شكرا أختاه دائمة التألق منك نتعلم |
|
فضيلة خويلدات عضو برونزي
عدد الرسائل : 521 العمر : 38 المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : تقني سامي في الاعلام الالي ( الصناعة و المناجم) السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 13/05/2010
| موضوع: رد: صاحب القلب المخموم السليم الإثنين يناير 23, 2012 11:27 am | |
| بارك الله فيك أخي وشكرا على الإطلالة |
|