دموع النسيان
بكيت في ليلة نسيان بكيت حين سقط المطر
بكيت فراقة الذي لم يكن في نفسي منتظر
لم يبكيني فراقه إنما أبكاني ما ضاع من العمر
بكيت في نسيان حين رأيت ابتسامة الزهر
بكيت لأن هذا قدري وما أصعب ما يجود به القدر
بكيت في أواخر الليل حين سجد الشجر وبكى الصخر
بكيت من دمي من ألمي ومن ثوري أرني حال هذا الدهر
بكيت لأني أدركت بأن لا فرق بين الكائن الصامت والبشري
بكيت لأني عاشقت فنا عربيا يغيب في صمته الغدر
بكيت يوم غنى غنى الآخرون وأنا احمل جراح عشاق الدهر
كنت قبل أن ابلغ العشرين زمبقة عروس حدائق شاعر
بكيت اليوم لأنني مجرد غصن منكسر
بكيت البوم لأنني الآن شممت رائحة الموت المدمر
بكيت سألت ماهو السبيل للهروب من وجعي المفجر
يا مضني فؤادي في هواه لصمتك من أخر
يا من أراه في هجره لي كقرص الشمس وراء البحر
رغم الألم والحزن لن أعترف بالدمعة أو طعنة خنجر
بكيت اليوم على فراقك لكن لن أفقد أبدأ الصبر