الغذاء مصدر الطاقة

كما أن السيارة لا يمكن لها أن تسير بدون وقود كمصدر للطاقة ، فإن جسم الإنسان لابد له أيضاً من مصدر

للطاقة يمده بالحرارة اللازمة لتدفئته والطاقة الضرورية لنشاطه وحركته .

ومصدر الطاقة بالنسبة للإنسان هو الغذاء ، إذ أن مكونات هذا الغذاء تتحول في الجسم بعد الهضم إلى مركبات

مهضومة تجري مع الدم ، وفيه يتم اتحاد ما بها من كربون بالأكسجين الآتي عن طريق التنفس

وبذلك تتم عملية الاحتراق التي تعد مصدر النشاط والحيوية للإنسان وتختلف الحرارة

المنبعثة من المركبات الغذائية المهضومة تبعاً لاختلاف نوع الغذاء .. ولهذا يحسن عند تحديد القيمة الغذائية

للغذاء تحديد قيمته الحرارية أو الوقودية .

ولتحديد قيمة الغذاء كوقود ، علينا أن نتحقق من احتراقه كاملاً داخل الجسم .. ويمكن قياس وتحديد القيمة

الحرارية الناتجة بوحدات عيارية تسمى ( السعر ) ومثل السعر في قياس الطاقة الحرارية كمثل المتر

في قياس الأطوال .

ويعرف السعر بأنه كمية الحرارية اللازمة لرفع درجة حرارة سنتيمتر مكعب واحد من الماء بمقدار درجة مئوية واحدة .

***

اختلاف الأغذية في قيمتها الحرارية

الغذاء خليط من مواد مختلفة مولدة للطاقة ، بالإضافة إلى مواد أخرى لا تمد الجسم بأية طاقة ، إلا أن لها وظائف

حيوية هامة أخرى مثل الماء والأملاح المعدنية والفيتامينات .

وهناك مواد أخرى كالألياف والسليلوز ، وهي وإن كانت تنتمي إلى المواد الكربوهيدراتية إلا أنها لا تمد الجسم بالطاقة

إذ لا يمكن هضمها غير أن وجودها ضروري لانتظام حركة الأمعاء وتسهيل عملية التبرز .. فكلما زادت

كمية الماء والسليلوز في الطعام قلت قيمة الحرارية كوقود للجسم .

تختلف الأغذية في مقدار ما تعطيه للجسم من طاقة ، فاللحوم تختلف عن الخضراوات ، وأيضاً عن الحبوب .. وهكذا .

فالخضراوات الورقية أقل الأغذية إمداداً بالطاقة والحرارة ، لهذا لا نستطيع أن نعتمد على الخس مثلاً وحده

لإمداد الجسم بالطاقة اليومية .. فالإنسان لا يتجاوز ما يتناوله من هذه الخضراوات في اليوم نصف كيلو جرام

ولكي يحصل الإنسان على طاقته من هذه الخضراوات وحدها عليه أن يتناول منها حوالي عشرة

كيلو جرامات يومياً ، وهذا بالطبع أمر صعب لا يمكن تحقيقه بالإضافة إلى سوء الهضم الذي سيحدثه