ـــثروبولــوجيــة تقــرت وواد ريــغ.
*موقع مدينة تقرت وإحصاء سكانها.
*صفة جو تقرت و واد ريغ.
*صفة عيش أهل تقرت و واد ريغ.
*النخلة عمة أهل تقرت و واد ريغ.
*البحيرة المالحة-شط ملغيغ
*وادي ريغ وأسطورته.
*غطاسي وادي ريغ
تقرت جوهرة الواحات وعروسه وادي ريغ ،وهي مدينة من مدن الواحات الشهيرة .
تقع جنوب بسكرة،وتبعد عنها بحوالي 220كلم ،وعن وادي سوف غربا ب95 كلم ، وعن ورقلة ب160 كلم ، وعن الجزائر العاصمة ب620 كلم تقريبا.
كانت تقرت مركزا إداريا للمنطقة العسكرية في عهد الاحتلال الفرنسي .كما كانت مركزا تجاريا وفلاحيا اختاره المعمرون الأجانب لحسن موقعها.
وتقرت لها أهميتها الاقتصادية لوجودها قرب منابع البترول ،ونقطة النهاية للسكك الحديدية التي وصلت إليها سنة1914. ووجود عدة شركات وطنية.
تتربع على مساحة 518 كلم2 ،ويتراوح عدد سكانها ب 96989 ساكن وذلك سنة 1982.
ولكم عدد السكان القاطنين بأرض دائرة تقرت الكبرى بالأرقام والأحياء.
*النزلة: 19524 ساكن.
*تقرت الوسط: 16321 ساكن.
*تبسبست: 8591 ساكن.
*بني أسود: 6662 ساكن.
*سيدي بوعزيز: 1834 ساكن.
*لبدوعات: 1661 ساكن.
*سيدي ماضي: 1283 ساكن.
*الزاوية العابدية:7264 ساكن.
*قوق: 1410 ساكن.
*بلدة عمر: 5716 ساكن.
*تماسين: 1842 ساكن.
*البحور:1865 ساكن.
*تملاحت: 4081 ساكن.
*سيدي عامر: 1962 ساكن.
*لهرهيرة: 604 ساكن.
*غمرة: 680 ساكن.
*لقصور: 883 ساكن.
*مقر: 1833 ساكن.
* سيدي سليمان: 2292 ساكن.
*عميش: 820 ساكن.
*المقارين/ق: 548 ساكن.
*المقارين/ج: 3210 ساكن.
*الرحل: 6097 ساكن.
هذه الأرقام والأعداد مأخوذة من مصلحة الشؤون الإجتماعية والإحصاء لبلدية تقرت سنة 1982.
كما إنبثق من التقسيم الإداري الجديد ثمانية (08) بلديات وهي:
1: بلدية النزلة :27178 ساكن.
2: بلدية تقرت: 23858 ساكن.
3:بلدية تبسبست: 18231.
4: بلدية تماسين: 11563 ساكن.
5: بلدية الزاوية العابدية: 9546 ساكن.
6: بلدية بلدة عمر:8610 ساكن.
7:بلدية المقارين: 7868 ساكن.
8:بلدية سيدي سليمان: 5137 ساكن.
هذا الإحصاء لثمانية بلديات لسنة 1989.
إن جو تقرت و وادي ريغ في منتهى الحرارة صيفا، وفي منتهى البرودة شتاءا.
فقد ترتفع أحيانا درجة الحرارة في النهار ما فوق 40° صيفا وتنخفض ليلا إلى ما يقارب درجة 0 شتاءا.
ومن الرياح التي تهب فيها وعليها ريح السموم* الشهيلي*وهي ريح جافة محرقة في غاية الشدة، وضد ذلك ريح الصبا، وتسمى ريح البحري لأنها تأتي من ناحية الشمال.
أما المطر بأرض تقرت و وادي ريغ فهي ناذرة إذ ما قارناها بالنواحي الشمالية ، ولا تهطل إلا ببعض الجهات شتاءا.
إنها تكون في الخريف وأوائل الربيع ، و السبب في قلة المطر بالمنطقة بعدها عن البحر والجبال.
إن الأوائل من أهل تقرت و وادي ريغ ، كانت معيشتهم لحوم الأنعام وألبانها ، والذين من بعدهم يقاربونهم في ذلك إلا أنهم يكتالون الذرة في بعض الأحيان من المدن المجاورة ، ثم الذين من بعدهم زادو بكثرة الحبوب من التلول ، حيث كانوا غيرقارين بمحل واحد ، بل ينتقلون من مكان إلى آخر. وهنا أقصد الرحل و البدو.
ولما كثر النخيل وانتشرت الواحات صار أغلب سكانها يميلون إلى الاستقرار بواحاتهم للمزيد من غرس النخيل والعناية به.
ولما اكتشف عما في باطن الأرض من ثروات طبيعية بالغة الأهمية ، مثل البترول و الغاز وغيرهما. الامر الذي جعل أهتمام المسؤولين يتجه أكثر نحو هذه المناطق ،حتى أصبح مستوى المعيشة بها لا يقل عن غيرها من المناطق الجزائرية ومنها منطقة وادي ريغ.
وصارت خير مستقر لأهلها ، وأنسب منطقة سياحية يقصدها القاصي والداني فيجدون بها امتع الإقامة.
امتازت تقرت ووادي ريغ بهدوء الطبيعة الباسمة ومناطق الرمال البديعة وجمال واحاتها الخلابة ، بالإضافة الى نبل اخلاق ال المنطقة وطيبة معاملتم وكرم ضيافتم .
ان الأهالي القدماء يقتلعون الثرتوت والذنون ويخلطونه بشيء من الشعير او القمح ويجعلونه كسكس وبعضهم كانوا يطبخون الكابو مع الملح والفلفل وتسمى هذه الأكلة(الهبيتة) وبعضهم يجعل على الهبيتة شيئا من الدقيق و قد يصنعون من جميع الخض مثل صنعهم بالكابو .
ثم في زمن بعده صار غالب القوت في النهار التمر والحليب او التمر والرضخة وهي ماء مع الفلفل والرمان و شيء من الطماطم ومنم من يأكل التمر والد شيشة او الرغيدة وهي دقيق القمح او الشعير يطبخ مع الأبازير في الماء .
وفي الليل اغلب قوتهم الكسكس وهو اكلة رئيسية عند اهل تقرت و وادي ريغ بل الجنوب كله .
قيل اصل هذه الكلمة (كسكس) بربرية ، ولقد نسبت للبربر من أهل الصحراء ثلاث ميزات وهي : أكل الكسكس ولبس البرنس وحلق شعر الرأس ، والى يومنا هذا توجد هذه الميزات في تقرت ووادي ريغ والصحراء.
ومن اشهر الأكلات في تقرت ووادي ريغ :
البركوكش : وهو كالكسكس في الفتل الا انه اكبر منه حبا وبعد فورهاو اكثر يلقى يلقى في القدرة التى بها الإمراق ويؤكل .
المحكوك ، المفورة ، الحبات :وهي كسكس معيار متوسط لا تكون معه امراق حين يفور يمزج بالأبازير ويؤكل .
المر شومة : وهي كالمحكوك لكن امراقها اكثر ومعيار حباتها اصغر فتلا
البندراق : الأكلة المشهورة والرئيسية في تقرت ووادي ريغ وهي كسكس يصقى بإمراق نبات البندراق المطبوخ مع البطاطا و البصل والكابو والفلفل والفول واللحم او بدونه حسب مدخول العائلة .
الكسرة : هي خبز يطهى على الطجين بعد عجن الدقيق بالماء والملح فقط
الرخساس : وهي كالكسرة الا انه يدهن بالماء المسكن او يدهن بعسل التمر.
الرقاق : يعجن الدقيق محكما ويخبز دقيقا كالورقة .
الشخشوخة : هي الرقاق المورق بالأمراق بها البطاطا والكابو الجزر الحمص تطهى الإمراق باللحم ويزيدونها السكر
المقطعات :هي كالشخشوخة بدون لحم وبها فلفل حار اكثر حموضة اكثر ايضا
خبز الشحمة : هي كالمطاوي لكن بين أطباقها شحوم
المطاوي : كالرقاق اوكثر سمكا .
المختومة ، المطابيق ، المحجوبة : وهي مثل الرقاق في باطنها او اطباقها فلفل بصل طماطم جزر بطاطا ومن الناس يجعلون قطع صغيرة من الشحوم .
لمرورة : كسكس مفتول بعدة اعشاب طبية معيار حباتها كحبات البركوكش و امراقها بها السكر والبطاطا والحمص والبصل والثوم واللحم تقدم هذه الأكلة خصيصا للنافس .
والى يومنا هذا توجد هذه الأنواع من الأكلات بتقرت ووادي ريغ عن عامة الناس ، وتختلف اسمائها من ناحية الى أخرى وزيادة على ما ذكر ان اهل تقرت ووادي ريغ و الصحراء يصنعون أكلات عالمية وهذا الفضل يرجع الى تفتح و تقدم ازدهار الجزائر في جميع الميادين .
ليست تقرت ووادي ريغ قاحلة بالمرة ما يتوهل البعض بل تنبت في واحاتها واراضيها اشجار متنوعة ونباتات عشبية وحشائش .
وكانت تلك الأشجار والنباتات كثيرة ومتنوعة لكن مع مرور الزمن والتقدم الحضاري زالت ولم تبقى منها الا القليل واشهرها النخلة .
النخلة : هي الشجرة المباركة التى قال فيها الرسول (ص) *اكرمو عماتكم النخلة *
قيل انها خلقت من فضلة طينة ادم عليه السلام .
وانها تشبه الإنسان في امور كثيرة منها :
- استقامة قدها كإستقامة قد الإنسان .
- يتميز ذكرها عن انثاها مثل الإنسان
- انها لاتثمر في الغالب الا بلقاح الذكار مثل الإنسان
- ان رائحة طلع الذكار كرائحة مني الإنسان
- ان الغلاف الذي يكون فيه الطله كالمشمية التي يكون فيها الجنين عند الإنسان.
- ان الجمار الذي في وسط راسها اذا اصبته آفة هلكت كدماغ الإنسان ودماغه
- اذا قطعت منها جريدة لا ينبت بدله اخر كعضو الإنسان
- ان غلبها ليفا كالشعر عند الإنسان
- اذا كبرت وتقدمت في السن فلا تثمر كالإنسان
إن أنواع النخيل كثير متباين بالألون والغلظ والرقة و الطول والقصر والتجعير واتساع الأعلى والأسفل أو ضيقهما والرائحة و الطعم والتعجيل في النضج والتأخير فيه .
وحسب أقوال القدماء وحسب عدة مصادر أن أنواع النخيل في منطقة تقرت ووادي ريغ لا يقل عددها عن 200 نوع أو أكثر والله أعلم.
ولكم بعض الأنواع المشهورة والمعروفة في تقرت وماجاورها:
الغرس،الدقلة،دقلة نور،دقلة عبيد، دقلة بيضاء،دقل لمغص ،الحمراية،وجه العجوز ،الرطبة،الولو،الشعيرة،العجينة، السكرية، أصبع العروسة، الحلوى،التاتي، التانسيليت، التنيسين، التفزوين، ظفر القط، الطنطبوشة، ونخل الدكار….
وغيرذلك من الأنواع الكثيرة الأخرى.
حكى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ) العجوة من الجنة وهي شفاء من السم ( .
إنها السبخة أو الشط أو بحيرة الصحراء المالحة-شط ملغيغ .
يكون جاف في في فصل الصيف تقريبا لكنه يلمع كلمع المرآة ، وملحه الأبيض يلمع من بعيد ،فيرشد المسافر إلى الطريق في المنبسطات التي تمتد على وتيرة واحدة.
إن الشط يدل على هذا النوع المتميز من البحيرات المالحة التي توجد منها الكثير فب الجزائر والتي تحتوي أغلبها على المياه إلا خلال أربعة أو خمسة أشهر في السنة. أما في بقية السنة فتكون مساحة كبيرة من الأملاح الحجرية.
يبلغ طول شط ملغيغ كلم ويتراوح عرضه في بعض الاماكن ما بين 03 و3 كلم
وشط ملغيغ المترامي الأطراف يتدفق فيه مياه وادي التل ونهر الصحراء الكبير لودي جدي الذي منبعه في جبال عمور وهو متصل بشط مروانة الذي يؤدي إلى واد ريغ ،وشط ملغيغ فيمل يخص حدوده الطبيعية تختلف عن جميع شطوط وبخ الجزائ إذ لا توجد فيه حتى تل النباتات القليلة من أثينات وسررمقيات أو حتى أعشاب الجرمل.
إن ضفات شط ملغيغ تخلوا من النباتات تماما. إن إسم البحر الميت ينطبق عليه أكثر مما ينطبق على البحر الميت الحقيقي في فلسطين.
ومن الأودية التي تصب في شط ملغيغ هي:
*وادي الميا
*وادي الملاق
*وادي العرب
*وادي الأبيض
*وادي عبيدي
*وادي تيلانو
إن وادي ريغ يمتد من نواحي قوق مارا بتقرت إلى نواحي لمغير. أي من رأس الوادي إلى سيدي بوحنية.
ومنطقة وادي ريغ أغنى المناطق الجنوبية مياها.
و وادي ريغ له تاريخه الأسطوري القديم. مأخوذ من الرفين للتاريخ.
*كانت في ذلك العهد منطقة وادي ريغ تتنعم بالمياه التي كانت تسيل على وجه الأرض تسقي نخيل المنطقة التي عاشت هدوء ونعيم ،وفي ذلك الزمن كما قيل أن العرب والبربر كانو يعيشون في المنطقة في جو يسوده السلم والسلام.
ولما رفع عقبة ابن نافع راية الجهاد ضد الكفار من الروم الموجودين هناك وذلك ما بين القرن السابع والقرن الثامن.
فبعث رسولا لسطان منطقة وادي ريغ والله أعلم من كان يحكم في ذلك العهد، يطلب منه الجهاد من أجل الإسلام في سبيل الله ،رضي ساطتن وادي ريغ، لكن دبر حيلة.فجمع جنده وقسمهم إلى فريقين، الفرقة الأولى تحمل لواء وراية الإسلام تحت قيادة عقبة ابن نافع والفرقة الثانية تحمل راية الروم ، وهذا خوفا عن امتيازاته ومكانه ومركزه من كلتا الطرفين.
دارت المعركة بين الحق والباطل ،وفي الأخير نصر الله جند الإسلام ،وصار عقبة سيد الموقف . ولما اكتشف عقبة حيلة سلطان وادي ريغ غضب وطلب الله أن يخفي مياه الوادي وتجعله تسيل تحت الأرض فاستجاب الله طلب عقبة ،ومن ذلك أصبحت مياه وادي ريغ جوفية.
وحين ذهب بعض السكان إلى عقبة وطلبوا منه السماح عفى عن مافعله سلطانهم. ولما تمت معاهدة الصلح امر عقبة اصحابه بحفر آبار في تقرت ووادي ريغ بالطريقة العربية.فرجعت الحياة إلى منطقة وادي ريغ. قيل أن من زرع النخيل في تقرت و وادي ريغ هم صحابة عقبة ابن نافع.
توفي القائد ودفن في نواحي بسكرة وسميت المنطقة باسمه وهي مدينة سيدي عقبة.
لا يمكن القول بأن الإسلام وصل إلى تقرت و وادي ريغ عن طريق الفاتحين ،وانتشاره بالمنطقة كان تحت تأثير جيوش عقبة والولاة الذين جاؤا من بعده .ولكن العامل الأساسي في وصول وانتشار الإسلام في منطقة وادي ريغ هم البربر الرحل من قبيلة ريغة وزناته وصنهاجة والله أعلم.
يمتد وادي ريغ ما بين سفح جبال الأوراس إلى الطاسيلي ،ومن العرق الغربي للحدود الليبية وتقدر مساحته الإجمالية ب72000 كلم2.
والشريط الحزامي الأخضر لوادي ريغ يتكون من 35 بلدة و واحة وطوله يبلغ حوالي 120 كلم وعرضه يتراوح إلى 12 كلم في بعض الأماكن.
يسوقني الكلام لأذكر أشهر المدن والقرى المتواجدة في حزام وادي ريغ:
أم الطيور، لمغير ،سيدي خليل ، تيندلة ، أرفيان ،مازر ، ورلانة ،جامعة ،تقديدين ،تمرنة ،سيدي عمران ،سيدي راشد ،سيدي سليمان ،مقر ،لهرهيرة ، لقصور ، غمرة ،المقارين ،تقرت ،النزلة ،سيدي ماضي ،تبسبت ،الزاوية العابدية ،تماسين ،تملاحت ،بلدة عمر ،وقوق.
كما أنشأت عدة غابات ومد اشر إبان الاحتلال الفرنسي وهذا ما بين 1879 و1884 .أذكر منها:
*تالة أم مويدي أنشأت خلال 1897 ب5600 نخلة.
*شريعة السائح أنشأت خلال 1881 ب 7500 نخلة.
*أودير أنشــــأت خلال 1882 ب 27000 نخلة.
*سيدي يحي أنشـأت خلال 1882 ب 13500 نخلة .
*العياطة أنشـــأت خلال 1884 ب 7000 نخلة.
وادي ريغ من اهم المناطق الزراعية في الجنوب الشرقي . اذ يعتمد اهاليه على زراعة النخيل بالدرجة الأولى واشهرها ((دقلة نور)) .
جاء في كتاب لمولود نايت بالقاسم تحت عنوان ((اصالية ام انفصالية الجزء الثاني الصفحة 17 )) (ان دقلة نور منسوبة الى امراة اسمها < لالا نورة > تزعم الأسطورة انها ادخلت دقلــة نور الى تقرت ، ثم انتشرت في باقي الصحراء الجزائرية ).
ان دقلة نور وادي ريغ تمتاز بجودتها وحلاوتها واللون الذهبي احتلت مكانة على الصعيد الوطني ، وفرضت جودتها على الصعيد الدولي .
اذ في سنة 1900 وقت مجموعة هائلة من الجبار وهو النخيل الصغير من وادي ريغ الى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وبالضبط إلى مدينة كواشلة فالي (CAOCHELLA VALLEY) اين انشأ مركز لإنشاء التمور .
وفي سنة 1914 و 1915 سوقت 14.000 نخلة نحو كاليفونيا تحت اشراف عالم الأحياء الأمريكي (ولترسو نقل) ، ولقد انشأ في الولايات المتحدة الأمريكية شركتان لإنتاج تمر دقلـــة نور.
تبين أن أصل منافسات دقلة نور (الكليفورنية) في الأسواق الأمريكية و الأوروبية يرجع الى انتاج نخيل وادي ريغ ،
ان وادي ريغ وغباته يتغذان من وادين جوفين هما:وادي العطار و وادي الريم
اللذان ينزلان من مرتفعات الجوف ، ووادي ريغ يؤدي الى شط مروانة المتصل بشط ملغيغ .
الغطاسين هم الذين أخذوا أول مكانة في تطوير الفلاحة في تقرت و وادي ريغ قبل ظهور أول آلة حفر حديثة. وهؤلاء الأبطال الذين تحدوا الطبيعة وجازفوا بأرواحهم لربح قوتهم اليومي .
ومن أشهر الغطاسين آنذاك هم غطاسين :لقصور ،غمرة ،المقارين ،لهريهيرة ، بلدة عمر ،تماسين، قوق ،النزلة و تقرت. وكل واحة لها غطاسينها الخواص.
وقبل ظهور الآلات كان غطاسين بلدة عمر هم آخر من عمل هذه المهنة .
للغطاسين فنياتهم الخاصة في العمل ،كما كانوا يستعملون أدوات بسيطة لحفر الآبار ،فهي فأس قصير ،مسحة ،قفة وحبل طويل .
وكانت الحوادث كثيرة لاتعد ولاتحصى ، وهذا سبب في نقص الغطاسين في ذلك الزمن.
ولكم بعض المقاييس الزمنية في اغطس تحت الماء لغطاسين تقرت و وادي ريغ.
- في سنة 1865 السيد *فيل*مهندس الدولة الفرنسية أخ\ مقياسا زمنيا لغطاس، وكان عمق البئر هو 42 م دامت الغطسة تحت الماء 2 د و 10 ثا .
- والسيد *باربروقر* وهو شخصية رسمية لدى الحكومة الفرنسية أخذ مقياسا زمنيا لغطاس وكانت الغطسة 5 د و5 ثا.
- وفي سنة 1889 الدكتور *ونس قوبارت* جل غطسة لغطاس وكانت 1 د و 25 ثا وغطسة ثانية دامت 2د و30 ثا لبئر عمقه 35 م .
- وفي سنة 1918 كتب انقيب طهرون TAAHRON تقريرا جاء فيه مايلي :
) على الساعة 8 صباحا وكانت درجة الحرارة الهوائية 21 ، سجل الغطاس محمد الطيب 3 د و 7 ثا تحت الماء بعد ما قضى 1 د و7 ثا في البئر .
كما سجل 5 د لحميدة بن زهير .
- ما يتقاضى الغطاس مقابل كده الشاق .
- في سنة 1862 كان الغطاس يتقاضى عن كل قفة رمل 50 سنتيم فرسي ، وبعد 3 سنوات كان فريق من الغطاسين متكون من 4 عمال ورئيسه يتقاضون عن كل قفة رمل 35 سنتيم فرنسي زائد الغذاء وكيس قمح للفريق عند بدء العملية وكيس آخر عند نهايتها .
- وفي ستة 1880 نقص الثمن و أصبح 25 س فقط للقفة ، أثناء الحرب العالمية لنة 1917 –1918 سجل نقص في الأنابيب الحديثة ، وهذا ما أوقف عملية الحفر الحديث ، و أرغمت السلطة الفرنسية إلى اللجوء للغاطسين لمباشرة عملهم ، وبعد ما حرموا منه مدة زمنية ، وكانوا يتاقضون أموالا كثيرة عن عملهم .
جاء في كتاب لبيارفونتان تحت عنوان :*تقرت عاصمة الواحات*.
إن في سنة 1929 يوجد 13 غطاسا في الجملة بوادي ريغ 2 في تقرت ،8 في تماسين ، 3 في بلدة عمر .
01 – الإنسان الأول :ان الإنسان القديم الذي كان يعيش في تقرت ووادي ريغ يعتمد على الصيد في طعامه وملبسه . وكان يستخدم الصخور والحجارة القاسية .
ان وجود هذه الوسائل الحجرية على ارضية تقرت ووادي ريغ دليل قاطع علىوجود اناس كانوا يقطنون هذه المنطقة ويرجع تاريخها الى الاف السنين والله اعلـــــــم .
02- البربر:هو لفظ وضعي يعني عند الإغريق الأجنبي الذي لا يتكلم لغتهم ، و أطلق هذا الاصطلاح الرومانيون على كل خارج عن سلطتهم في أوروبا و افريقيــــــا.
كانت ارض الشام ونواحي فلسطين مجمع للبربر ، وكان ملكهم جالوت . فلما قتل صارت البربر الى المغرب أي شمال افريقيا .
لم يكن البربر مجتمع منظم وانما كانوا منقسمين الى عدة قبائل . وكل قبيلة لها تقاليدها الخاصة بها ومن هذه القبائل قبيلة زناتة نسبة الى جان بن يحي ، اطلق عليه هذا الإسم مؤرخو العرب في القرون الوسطى . انتقلت هذه القبيلة الى شمال افريقيا ومن هذه الطائفة قبيلة ريغة التي دخلت الى تقرت وما جوارها واستقرت بها وسميت المنطقة بإسمها وهي منطقة وادي ريغ .
جاء في المجلد السابع من تاريخ العلامة ابن خلدون الصفحة 96 ((الخبر عن بني سنجاس، وريغة،والأغواط ، بني وراق قبائل من مغراوة ـ وقد زعم بعض الناس انهم من بطون زناته غير مغراوة ـ وهذه البطون الأربعة من أوسع بطون مغراوة)) . وخير دليل على وجود البربر في المنطقة هي اللغة الريغية ووجدو عدة أنواع من النخيل تحمل أسماء بربرية مثل (التانسليت ، التنيسين ، التفزوين…الخ)
03 – العرب : في عهد عمر بن الخطاب توقفت الفتوحات الإسلامية عند ارض مصر والجزء الشرقي من ليبيا . ولما تولى الخلافة عثمان بن عفان سمح للمسلمين بالتوجه نحو المغرب . فأرسل ابتداء من سنة 647 م حملة لفتح افريقيا بقيادة اخيه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن ابي سراج العامري .
وفي سنة 670 م ارسل معاوية بن ابي سفيان جيشا بقيادة عقبة ابن نافع لمواصلة فتح المغرب واخنار القيروان معسكرا له . لما عزل من طرف يزيد بن معاوية وعين مكانه ابا المهاجر دينار وذلك سنة 676 م . ولما عين عقبة بن نافع للمرة الثانية على افريقيا استأنف الزحف الى ان قتل من طرف كسيله ملك البربر وذلك سنة 682 م في تهودة .
د ذكرت في الفقرة السابقة (ووادي ريغ واسطورته) عن كيفية وصول العرب من جيوش عقبة بن نافع الى تقرت ووادي ريغ .
04 – الحشاشنة : تمثل هذه الطائفة اكبر عدد من سكان تقرت ووادي ريغ .قيل عن اصلهم انهم خليط بين العرب والبربر ، وقيل انهم أتو من الساقية الحمراء ، وقيل انهم من سلالة سيدي على الحساني ، وقيل اهم من المغرب اورجع القول بأن جلهم من الساقية الحمراء ووادي الذهب ومنهم بربر أو خليط بالعرب . سميت هذه الطائفة نسبة لإهتمامهم بزراعة النخيل .
الحشانة : مفرد ـ جمعها الحشان وهي النخيل الصغير أي الجبار الصغير الذي لا يثمر بعد .
تحشن : تلطغ و توسخ بالماء والرمل . ونجد هذه الطائفة متمركزة من رأس الوادي الى سيدي بوحنية .
أذكر على سبيل المثال بعض المداشر المشهورة للحشاشنة : المغير وماجاورها
وجامعة وما يحيط بهاـ بني اسود – المقارين وما تبعها–النزلة – تببست – الزاوية العابدية – تقرت – سيدي بوعزيز – تماسين – تملاحت – بلدة عمر و قوق .
05- لمجاهرية : المهاجرية : اتت هاته الطائفة مهاجرة.
بعض الصور لمدينة تقرت:
بعض الصور لتماسين :