اولاد الســــــــــايح
العالية قرية صغيرة بولاية ورقلة في الجنوب الجزائري تبعد عن عاصمة الولاية بحولي 100 كلم وتبعد عن مقر العاصمة الجزائرية بحوالي 700 كلم مساحتها حاليا كبلدية منذ 1984 م 6588 كم2 يحدها من الغرب ولاية غرداية ومن الشمال ولايتي الجلفة والوادي ومن الشرق الحجيرة ، تقرت ، وولاية الوادي . المناخ الصحراوي حار جاف نادر الأمطار ب20 مم سنويا والمدى الحراري الواسع ، يعتمد سكانها على النشاط الزراعي تشتهر بزراعة النعناع والنخيل حيث يعتبر الغرس من أجود أنواع التمور التي تنتجها المنطقة ، تغزو المنطقة الكثبان الرملية ، وتنتشر بها واحات النخيل التي تظهر بشكل متباعد مما يعطي لها مظهرا جماليا صحراويا متميزا ، تعتبر العالية مقرا للبلدية حيث تتبع لها كل من الطيبين والشقة. ومناطق يسكنها البدو الرحل (الحشانة) ، شمال شرق الشقة (طزيوة) شمال غرب العالية لكاز
لاتحتوي الا على القليل من المرافق الضرورية حيث يوجد مستوصف في مقر البلدية الأم في حين توجد قاعة للعلاج في كل من الطيبين والشقة . ثانوية واحدة ومتوسطتين احداهما بالطيبين والأخرى بالعالية في حين نجد مدرسة ابتدائية وحيدة في الشقة وأخرى في الطيبين ، وخمسة في العالية . دار الشباب وملعب كرة القدم لاترقى لأن تسمى بهذا الاسم ، أما بقية المرافق فهي غير موجودة أغلب سكانها بسطاء يغلب عليهم الطابع العروبي . وهم ينتمون تقريبا الى نفس العرش وهو عرش أولاد السايح الذين عمروا هذه المنطقة منذالقرن السادس عشر الميلادي
أولاد السايح وتعميرهم للمنطقة
خلال القرن 10هـ (16م) ارتاد المنطقة الشيخ سيدي محمد السايح دفين جلالة (بلدة عمر) جنوب تقرت واليه تنتسب عروش أولاد السايح الذين انتشروا في هذه الربوع بين وادي ميزاب ووادي ريغ وحول وادي النساء بين ورقلة وجبال اولاد نايل أي مسعد واولاد جلال حيث اقامو ا عدة قرى ومداشر في المنطقة المذكورة والتي هي جزء من الصحراء القاحلة التي لا يجد الضمآن فيها ماء ولايستقر لأحد فيها قرار، ولحكمة الشيخ السايح وحسن تدبيره وجهود ابنائه وحفدته المستمرة حولوا المنطقة مدنا ذات زرع ونخيل تتخللها دور آهلة بالسكان الرحل والمقيمين معا ، وكما هو معروف ومتداول ان العالية عمرت من طرف سيدي محمد السايح واستوطنها بنوه وأحفاده من بعده
من هو سيدي محمد السايح
الجد الأكبر للقبيلة السائحية من سلالة عريقة شريفة هو دفين بلدة عمر فهوالولي الصالح سيدي محمد (المكنى بالسايح) بن أحمد الذي لجأ من الأندلس الى الساقية الحمراء ثم انتقل الى بلاد فاس ومنها الى تلمسان وتزوج فيها احدى بنات الولي الصالح سيدي محمد بن مرزوق خلف منها أولادا منهم محمد الذي تعلم بمازونة مسقط رأسه وتلمسان والمغرب وتأثر بالتصوف الذي ساد في تلك الفترة بين العلماء والعوام فخرج سائحا ولذلك عرف بمحمد السائح ثم توجه الى الونشريس عند عرش اولاد عمير وعمره 35سنة و الصحراء مارا على مدينة سيد ي عيسى وتزوج هناك وأنجب سبعة أولاد وبنتا من أولاده السبعة أربعة لم يخلفوا نسلا و الثلاثة الباقون خلفوا نسلا كثيرا. الأول اسمه عبد الله مات صغيرا دفن مع أمه أمة الله حليمة بنت عبد الله ابن عثمان بالمقارين و الثاني عبد السلام دفن في تقرت والثالث عطاء الله دفن في بلدة عمر و الرابع عبد القادر دفن مع أبيه بجلالة والثلاثة الباقون خلفوا نسلا كثيرا الخامس ماعي ونسله قليل ودفن مع أبيه والسادس سيدي سليمان خلف تسعة أولاد ودفن مع أبيه أيضا والسابع سيدي أحمد ودفن بالقرارة وله النسل الكثير الطيب لكونه خلف تسعة أولاد والبنت اسمها نجمة تزوجت ابن خديمه عبد الله ابن عشبية وأتت منه بعبد الرحمان وهم المعروفون بالنجم العشيبات والله أعلم ,
ويعود نسبه ـ (محمد السايح) ـ جد عروش أولاد السايح كما هو مبين في الشجرة التالية :
محمد السايح بن احمد بن على بن يحي بن محمد بن يعلي بن هاشم بن بلقاسم بن علي بن سايح بن عبد العزيز بن خليفة بن محمد بن اسماعيل بن هلال بن عمران بن زكريا بن زين العابدين بن هاشم بن محمد بن علي بن يناصر بن يوسف بن احمد بن باديس الأصغر بن الاسلام سيدي عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الامام سيدنا الحسن السيطي بن سيدنا الامام على كرم الله وجهه بن فاطمة الز هراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم .
وامه خديجة بنت العلامة محمد المرزوقي والمدفونة حاليا بجامع سيدي بومدين بتلمسان ، ولد (محمد السايح) بمازونة وعاش فيها حفظ القران وعمره 12عاما ثم ذهب الى فاس درس الحديث والفقه وانتقل الى طلب العلم من مصر والحجاز وبرجوعه الى وطنه استقر بالونشريس عند عرش اولاد عمير وعمره 35سنة وبعد مدة اتجه الى الصحراء لقب نفسه بالسايح في القر16م ، في فترة الصراع بين الأشراف السعدين في المغرب والاتراك العثمانيين على حكم تلمسان فترك بلاد ميزاب بالعطف في حوالي 40 من عمره وعرف بمحمد الغريب ودرس بالجامع الذي مازالت اطلاله شاهدة والمسمى باسمه (محمد الغريب) وفي حوالي 50 من عمره رافقه الى الحج سيدي تاجي امام بلدة عمر.
أولاد السايح وتعميرهم للعالية
بمرورالزمن تكاثرالأولاد والحفدة واتسعت التجارة شرقا وغربا شما لا جنوبــا ففكروا فـي الاستقرار وبناء المدن وكانت حاجتهم نحو الشمال الشرقي أشد ، فأسسوا مدينة طزيوة في الشما ل الغربي من بلدية العالية حاليا و التي أصبحت ملتقى القبائل والقوافل وسوق لأنواع الحيوانات والمنتجات .
فلما وقع الخلاف والخصام في طزيوة على السوق والتجارة الحيوانية وقيل على الماء لما اشترى العلمـــي الأغنام من بعض الحجاج القادمين من الأغواط باتجاه تقرت عارضه أبناء عرشه الرواشد المنتمون إلى السايح من الأم الاباضية وهدموا زوايا البئرومخزن القمح فجاء الى أخيه سيدي عبد القادر البوطي شاكيا فقال له: إذا خوك عينك تعاديه خبي قنطاسك عليه (القنطاس) هو حامل بيت الشعر أي لابد من ترك المنطقة فرحل باتجاه لكاز فشرعوا في البناء وغرسوا ثلاث نخلات لكن لشدة الرياح لم تترك سيلهم فوجههم رجل صالح يدعى عمر الأبيض إلى العقيلة الحمراء (العالية) وفي منتصف 1146هـ الموافق ل1706م جاء الى العالية سيدي عبد القادر البوطي مع سيدي العالم بن سليمان (جد عرش أولاد خليف وهم فصيل من أولاد السايح ) من طزيوة توفي الأول في العالية ودفن فيها وعاد الثاني الى طزيوة وتوفي ودفن فيها وقد اختيرت العالية لعدة اعتبارات منها :
عسكريا:كانت على ربوة عالية كحصن للقضاء على محلات الأعداء
دينيا : كمكان للعبادة وعز لـــه وانقطاع لله وابتعاد عن النزعات والفتن
اجتماعيا : ارض شاسعة وتربط بين جهات أربع ذات أهمية 1طزيوة 2 ورقلة 3تقرت 4 القرارة
اقتصاديا: تمثل منطقة ملتقـــتى الطرقات التجارية و الرعويــــــة
العالية التي بناها سيدي عبد القادر البوطي وأبناء عمومته بإذن من شيخه سيدي أحمد التجاني
العالية التي سكنها أولاد السايح منذ 1706م والذين جاؤوا من منطقة لكا ز موجودة في مكان عال (مرتفع)