المقدمة : طبيعة الوثيقة تاريخية سياسية عبارة عن مقتطفات من مذكرة صادرة عن الحركة الوطنية خلال الحرب العالمية2 في 20/12/42 مأخوذة من كتاب الحركة الوطنية للدكتور أبو القاسم سعد الله
الفكرة العامة : موقف الجزائريين من الحرب العالمية الثانية
1ـ عوامل تطور مطالب الحركة الوطنية قبل الحرب العالمية الثانية : لقد تمحورت مطالب الحركة قبيل الحرب العالمية الثانية في المطالبة بالمساواة والإدماج وهذا ما تؤكده الأرضية المطلبية للمؤتمر الإسلامي سنة 1936 باستثناء حزب الشعب الجزائري الذي ظل متمسكا بمطلبه الاستقلالي لكن سرعان ما تغيرت المطالب خلال الحرب العالمية الثانية نظرا لتغير الظروف الدولية والإقليمية : ـ انهزام فرنسا : سقوط باريس 14/06/40 واستسلامها وانقسامها إلى حكومتين حكومة المنفى وحكومة فيشي ـ الوعود المقدمة من طرف الحلفاء : يمثل لقاء الأطلسي في 14/08/41 حافزا بالنسبة لمختلف اتجاهات الحركة الوطنية للتحول من المطلب الاندماجية إلى المطالب الاستقلالية وهذا بالنظر لما تضمنه ميثاق الأطلسي من اعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها ـ نزول الحلفاء في شمال إفريقيا : لقد كان لوجود الحلفاء في شمال إفريقيا بعد الإنزال الانجلو أمريكي في 8/11/42 عملية المشعل operation torche الأثر الكبير في التحول من المطالب الإدماجية إلى المطالب الاستقلالية وبهذه المناسبة سلمت المذكرة إلى الحلفاء 2ـ المكاسب التي حققتها الحركة الوطنية خلال الحرب العالمية الثانية : ـ تقارب مختلف اتجاهات الحركة الوطنية : شكلت مذكرة الجزائريين إلى الحلفاء في 12/1942 بداية العمل الموحد لمختلف اتجاهات الحركة الوطنية ثم تلاه صدور البيان الجزائري في 10/2/43 والذي اشتمل على عدة مطالب تبناها الجميع وأدى تجاهل ديغول لهذه المطالب في أمرية 7/3/44 إلى تشكيل كتلة أحباب البيان .تبلور فكرة الاستقلال : أدت الظروف المحلية والدولية المتلاحقة التي عرفتها المرحلة إلى تراجع التيار الاندماجي ليفسح المجال للتيار الاستقلالي نمو الوعي الوطني السياسي : إن المشاركة الجزائرية في الحرب العالمية الثانية كان له عدة تأثيرات إيجابية أهمها نمو الوعي الوطني السياسي والذي تحقق بفعل احتكاك الجزائريين بغيرهم 3ـ موقف فرنسا من مطالب الحركة الوطنية خلال ح ع 2 : تميز الموقف الفرنسي بالازدواجية (اللين والعنف) أـ سياسة اللين :ـ وعود بدراسة المطالب خلال وبعد ح ع 2 ـ زيارة ديغول لقسنطينة 12/12/43 والتي وعد فيها بإصلاح أوضاع الجزائريين ـ إصدار مرسوم 7/3/44 المتضمن لإصلاحات مدنية اقتصادية اجتماعية في إطار الجزائر فرنسية ب سياسة العنف : ـ تعيين الجنرال كاترو نائبا عاما لفرنسا في الجزائر وتميزت سياسة هذا الأخير بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحركة الوطنية الجزائرية وتكثيف الوجود العسكري الفرنسي بالجزائر ـ جحود ونكران مطالب الجزائريين وتضحياتهم البشرية والمادية ـ مجازر 8ماي45 والتي كانت تهدف فرنسا من خلالها توجيه الضربة القاضية للحركة الوطنية من جهة واستعراض عضلاتها من أجل إيجاد مكانة لها في النظام الدولي الجديد المرتقب الخاتمة : أدى تنكر فرنسا لمطالب الجزائريين خلال الحرب وارتكابها لمجازر 8ماي45 في نهايتها إلى تراجع ثم اختفاء التيار الإدماجي وتعمق وانتشار الطرح الاستقلالي وهو ما مهد للثورة التحريرية سنة 1954.