تاريخ المقاومــــة الشعبيــــــة الجزائرية
بمنطقة - الأبيض سيدي الشيخ -
مقاومـــة الشيخ بوعمــامـــــة
التحضير للجهاد المقدس
لقد شككت فرنسا في تأسيس الشيخ بوعمامة بزاوية مقرار التحتانية في أن هذه الزاوية كانت إلا لأبراز الطريقة الجديدة للشيخ ، حيث أنها رأت الكثير من الزوار يتوافدون على الزاوية وحتى شيوخ القبائل البعيدة كقبائل الشعانبة من ورقلة وحتى من تمنرست ، وكذلك المقاديم التابعين لزاوية كانوا طول السنة في مهمة ، إنهم كانوا ينشرون الدعوة– ويذكرون القبائل بأنهم مستعمرون من طرف الكفار ولذا يجب عليهم أن يهيئوا أنفسهم لخوض الثورة المقدسة الذي حضرها أولاد سيدي الشيخ أبناء سيدي بن الدين هذا الأخير الذي ورث البركة عن سيدي الحاج عبد الحاكم ( عمه الكبير ) ، في الثورة حتى وإن هزم سيدي قدور بن حمزة فإنه ابتعد عن فرنسا ومستعمراتها الجديدة وتمركز في الصحراء رفقة القبائل التي كانت مساندة لثورة أولاد سيدي الشيخ المقدسة ، فكانت الأهالي آنذاك ترى في شخصية الشيخ بوعمامة الرجل القادر على خوض المعركة من جديد ضد الاستعمار الفرنسي وهذه هي رغبة الشيخ سيدي بوعمامة .

أما القادة الفرنسيون فكانوا يراقبون جميع تحركاته وتحركات جماعته حتى أثناء زيارته إلى ضريح جده سيدي عبد القادر بن محمد المتواجد بمنطقة الأبيض سيدي الشيخ ، وأثناء الهدنة التي دامت ما يقرب عن خمس سنوات الزوى الغرابة كانوا مستقرين بنواحي وجدة والكثير منهم كانوا رفقة سي العلا بعد وفاة أخيه سي الشيخ بن الطيب في سنة 1870 أما القائد الأعلى للجهاد سي سليمان بن قدور ذهب إلى المغرب حيث منحه السلطان مدينة مكناس إقامة له ولعائلته .

أما أولاد سيدي الشيخ الباقون في التراب الجزائري فذهبوا رفقة سيدي قدور بن حمزة إلى قير والساورة حيث حطوا رحالهم وبنوا خيامهم هنالك رفقة دوي منيع قرب إيقلي وبني عباس .

لأول وهلة لم تعجب الشيخ بوعمامة الاتفاقيات التي أبرمتها فرنسا مع سي الدين بن حمزة ولا حتى سي قدور بن حمزة فذلك شجعه على أن يظهر كقائد لخوض المعركة من جديد ضد المستعمر الفرنسي .
إن الشيخ سيدي بوعمامة كان يعلم جيدا أن المستعمر الفرنسي يراقبه ويراقب جمع تصرفاته وتنقلاته فتهدن وأرسل مقدميه إلى جميع القبائل سواء القريبة أو البعيدة من زاوية مقرار ، وعند حضور رؤساء القبائل كان الشيخ يلقي عليهم محاضرات دينية ودنياوية ويفسر لهم بعض الآيات التي جاءت في القرآن الكريم .

وبالأخص تلك التي تتكلم عن الجهاد في سبيل الله ، وأبى إلا أن يربط الإسلام بالجهاد حيث يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : " تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " وقال أيضا :" وجاهد بأموالكم وأنفسكم خير لكم إن كنتم تعلمون " .
فكانت جل الشيوخ والزوار يتابعون محاضرة الشيخ ويلقون عليه بعض الأسئلة في الدين والسنة النبوية حتى أن شعر بأن جميع القبائل كانت تساند فكرته – الجهاد في سبيل الله – كما كانوا يقدرون مساعيه الدينية والدنياوية .
وقد شبهه الجنرالات الفرنسية بجده ابوبكر الصديق الذي كان يتصف بالتعبئة للجهاد وتاثيره الشديد على المجاهدين ايام جهاده ضد الكفار .....