أهلا بيك أخي الكريم ..
---------------------------
تفضل
الشيخ سيدي امحمد ابن ابي زيان هو ا محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن أبي زيان بن عبد الرحمان بن أحمد بن عثمان بن مسعود بن عبد الله الغزواني بن سعيد من مومس بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أحمد بن عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمه بن سلام بن عيسى بن مزوار بن على بن حيدرة بن محمد بن إدريسر بن إدريسر بن الحسن الثنى بن حسن السطي بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقب بن أبن زيان على جد أبيه الذي جاء مهاجرا من مراكثر. مر المكان الذي بنيت فيه القنادسة فسمع مناديا يقول : ااآعمار فقال للجمع المرافق له هن انعمرفاستقرواهناك .وهي واحة تقع جنوب غرب بشار وتبعد عنه بحوالي 19كلم يحيط بها مجال رملي واسع خال من كل غطاء نباتي ويتخد صبغة السبخة في بعض النقط.
كانت قرية العوينة فقيرة أرضها لا تنبت الا قليلا وكان أهلها يحملون الملح من مكان الى آخر يبيعونه ليستقاتوا قيمته ، ذلك لأن النشاط الزراعي كان جد محدود لعدم توفر المياه الكافية للسقي وكان لا يكاد ليفي بالحاجيات الضرورية للسكان.
ولد ا محمد بن أيي زيان في هذه البيئة حوالي1062ه 1650م بتاغيت أحد القصور الخمسة التي يسكنها بنوكومي وهو شعب لا يغتلف عن سكان المنطقة ضل عبر تقلبات الزمان محتفظا ببعض البقع الأرضية التي كانت تقع على الضفة اليمنى من نهر زوزفانة وبعض النخيل الذي امتلكته قبيلة دوي منيع .
انتقلت عانلة ابن أبي زيان إلى هذ» المنطقة لترعى نخيلا كانت قد ملكته مع هذه القبيلة
عاش ا محمد بن أبي. زيان منذ طفولته لا يشغلا شيء عن الله ، ارتفع بإيمانه وسلامة فطرته . فلما شاهد أبوه فيه ذلك أرسله إلى زاوية الشيخ العارف بالله سيدي مبارك بن عزى الغرفي بسجلماسة بقصد الانتفاع وقراة العلم.
وكان سيدي مبارك بن عزى من أكابر العلماء وأعظ الأولياء» جمع بين العلوم الظاهرة والباطنة عالما عاملا،صاحب ورع وزهد. نصب نفسه للتدريس في زاويته التي كان يلقن فيهالطلبته مختلف العلوم .
كان شيخنا ناصري الطريقة حافظ على أصلها الزورقي الذي يتوجه إلى النخبة، معتمدا على لعلم كأساس آلمعرفة وكسلوك في لتصوف وقد كان يقول عن الحضرة التي تجعلها الأشياخ غيره.
إن حضرتنا صباح مساء» لا تنقطع ، إنها التدريس حضرتنا جمع أهل العلم لا تنقطع لتقرير الشرع والسنة المحمدية ،فلا حاديث النبوية ذكر، وتقرير الأحكام ذكر، وحضرتها لا يجلس لها إلا العارفين وهي بالسكينة والوقار، وغيرها بالرقص والشطح وحضرتنا منتفع حاضرها وذلك على الأمرين يحتمل ويحتمل .
هكذا كان الشيخ سيدي مبارك بن عزى يمضي أيامه وساعاته مسبحة مهللة صافية نقية .
~ وقد لازمه محمد بن أبي زيان قرابة عشرين منة خلالها كان ينتهل من العلوم القرآنية وما يتصل بها، صدق مع الله فوق زينة الحياة وزخرفها فكان لا يأنس إلا بالله ولا يصغي إلا لنداء العقيدة ويتربى على الطريقة الناصرية الزروقية .
~ هذه المدة شاهد بن أبي. زيان مدينة سجلماسة وهي تعرف تطورا بإزدياد سكانها واتساع عمرانها رغم الظروف التي عرفها المغرب نتيجة كثرة الفتن وما انجر عنها من ومتاعب اقتصادية ، ومشاكل اجتماعية لكن الحياة الثقافية بها لم تتأثر بل بالعكس فإن عددا كبيرا من العلماء» هاجروا اليها لبعدها من محاور الصراعات والفتن
بقى بن أبي زيان ملازما شيخه إلى حدود سنة 1089هـ . وهي السنة التي وصل فيها الطاعون بسجلماسة وكان من بين ضحاياه الأوانل الشيخ سيدي مبارك بن عزي وقد سنل وهو في النزع الأخير عمن يتولى غسل جسده الطاهر فقال محمد بن أبي زيان ليعلم بذلك من حضر من الأخوان إنه هو الوارث لسره». فلما توفي رحمه الله غسله وخرج بعد ذلك قاصدا مدينة العلم فاس . وكان السبب في خروجه من سجلماسة إلى فاس هو الزيادة في العلم وطلب ما لم يبقى موجود فيها وزد عن ذلك الوباء الذي تفشى فيها.
استقر شيخنا بمدرسة سيدي مصباح إلى أن فتح الله عليه بالعلم الشريف الظاهر منه والباطن . قد عرف عند أقرانه و أسادته بالخير والصلاح والزهد في المتاع ، حتى أنهم شاهدوه» إذا أتاهم خراج السلطان وعطاؤه» للطلبة لا يلتفت له بوجه ولا حال ، ولسد رمقه كان يضطر في بعض الأحيان الأخذ من فضلات الناس التي يرمونها وفي غالبها كان يتغدى بالأعشاب ، حتى أنه التقط ذات مرة حشيشا وأكله وكان ربيع الحرائق فما شعر إلا وقد انتفخت بأكله شدقيه ، اعرض عن الدنيا وصدف عن زينة الحياة واعتنق التقشف والحرمان كان يرى الصبر طريقة الزهد
.وصبر على الجوع بالسرور لا بالفتور و الصبر على العرى بالفرج لا بالحزن والصبر على البؤس بالرضا لا بالسخط والصبر على الصيام بالإقبال لا بالملاله كان هذا من أجل إذلال النفس للتحكم فيها وكبح جما حها و المجاهدة فيها لترقى المقامات الصوفية العالية . هكذا عاش السنوات الثمانية في فاس 1089/1097هـ . حتى اتهمه سلطانها بالشعوذة والسحر وأرغم على الخروج منها فارا بنفسه لما فتح الله عليه بالعلم الشريف الطاهر والباطن وصار الناس يتحدثون به لما رأو له من الخير والصلاح وخاصة بعدما أسال الزيت بقلمه في جدار القرويين على مرآى و مسمع من الطلية الدين طالبوه بأداء نصيبه منها وهذه حالة لا يمكن أن يعيها إلا العارفين أمثال اساتدته أحمد الحبيب اللمضى والشيخ علي بن تيرس الذي كانا يلازمانه وينصحا» بالتكتم حتى لا يعرف امر» أما شيوخه الذي اخدمنهم بفاس فنذ´كر
منهم :
الشيخ عبد القادر الفاسي
الشيخ عبد السلام أحمد جسوس
الشيخ أهمد بن العربي المعروف بابن الحاج
الشيخ أحمد اليمنى
الشيخ أحمد الحبيب اللمضى
الشيخ علي بن تيرس
إن محمد بن أبي زيان ما أحرجه من فاس هو الحال الذي أصبح يميزه كواحد من المتصوفين الذين بلغوا شأنا عاليا في هذا المجال لذلك خرج قاصدا القنادسة .
وقد استوطن بها لطلب من قبائل ذوي منيع التي رغبته في البقاء بين طهرانها تبركا به واحتياجا منها لخدمته ,و إما أن يكون استقراره بالقنادسة رغبة منه في تعميق صلته بربه عن طريق التقشف و الإختلاء ، لأن المنطقة كانت مهيأة لذلك وتساعده على تطبيق اختياره ، وهو نهجة في التصوف بحكم قساوة طبيعتها وبعدها عن حركة المرور.
اختار إبن أبي زيان إذن منطقة العوينة التي كانت تناسب طبعه التقشفي في مواصلة مسيرته التعديبية بعيدا عن الأنظار ومراقبة العيون . كان يقضي أغلب أوقاته في الخلوات العديدة التي كانت له خارج القرية خصوصا في جبل بشار وحمادة كير بقصد التعبد راضيا بالعيش البسيط، يخصف نعله فلا تفارقه الإبرة في قرابه الذي يحمله على عاتقه ، يجعل فيه ما تيسر من التمر وقطعة خبز واللوح والتسيح وكان ملبسه الصوف الغليظة ويعمل على رأسه شاشية بهذه الأحوال عرف
بهذه لاأحوال عرف وشاع خبر داخل البلاد وخارجها وزادت شهرته عندما حج راجلا ثلاث مرات كان خلالها وعلى طول الطريق يتأثر ويأثر يأخذ ويعطى يتلقى ويلقن يزور ويزار
.تكون له بذلك أتباء ومريدين أخذوا يفدون عليه تبعا بقصد الزيار
أصول الطريقة
.السند الزياني ورد عن سند الشيخ محمد ابن أبي زيان وأخد رضى الله عنه عن شيخه سيدي مبارك بن غرى السجلماسي الغوفي عن شيخه سيدي محمد بن ناصر عن شيخه سيدي عبد الله بن أحسين عن شيخه سيدي محمد بن إبراهيم عن شيخه سيدي أحمد بن علي عن شيخه سيدي الغازي ابن أبي القاسم عن شيخه علي بن عبد الله عن شيخه سيدي أحمد بن يوسف الراشدي عن شيخه سيدي أحمد زروف عن شيخه سيدي أحمد بن عقيه الحضرمي عن شيخه سيدي يحيى القادري عن شيخه سيدي داوود الباخلي عن شيخه بن عطاء الله عن شيخه سيدي أبي العباس المرسي عن شيخه سيدي أبي الحسن الشادلي وقد تقول ان الطريقة الزيانية كانت زروقية جزولية
ولما كانت الطريقة الزيانية قد استمدت جدورها من هذا الأصل الشادلي مرورا بالفرعين الزروقي والجزولي وبما تفرع عنها من طرف كالطريقتين الدلائلية والناصرية فإن أورادها جاءتمتشابهة وهي تأمر مريد بها بالتوبة النصوح والإكتار من الاستغفار، والصلاة على رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها :
ملازمة الاستغفار في كل يوم مئة مرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في صيغة اللهم الهيللة ألف مرة على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مئة مرة.
قراءة القرآن ولو خمسة أحزاب
والمواضبة على ذلك كل يوم ويكون بعد صلاة الصبح قراءة دلائل الخيرات
صيام الإثنين والخميس
ملازمة قيام الليل ولو بخمس تسليمات .أما الوصايا فقد لخصها شيخنا سيدي محمد بن أبي زيان منها :
الامتثال والطاعة لأوامر الشيخ ونواهيه وخصوصا ما يتعلق منها بأمور الشرع والدين تقديم الله والرسول والشيخ علي حب الأهل والمال الابتهـال إلى الله والتوسل إليه بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالشيخ عند الشدة .
وقد قال الشيخ عبد العزيز سيدي عمر عالم توات أعلم إيها المؤمن الخلص أن التوسل بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، واللامكة ، والأولياء الكرام والتشفع الى الله بجاههم في نيل المراد والأقسام على الله بحقهم مشروع في كل مكان وزمان ودليل في القرآن قوله تعالى.
(يا أيها الدين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة ~ والوسيلة كل ما يقرب الى الله عز وجل مطلقا ومن جملة ذلك محبة انبياء الله واوليا ئه وزيارة أحباب الله وكثرة الدعاء وقال السبد المتوري
أسرد حديث الصالحين وسمهم
فبذكرهم تتنزل الرحمات
واحضر مجالسهم تنل بركاتهم
وقبورهم زرها إداما ماتوا
أما الشيخ إسعاق سيد إبراهيم التازي فيقول
زيارة أرباب التقوى مرهم يبري
ومفتاح أبواب الهداية والخير
عليك بها فالقوم با حو بسرها
وأوصو بها يا صاح في السر والجهر
فزر وتادب بعد تصحيح نية
تأدب مملوك من المالك الحر
ويشير ان أوليا ء الله قوم كرام لا ينكب من أقبل عليهم ولا يضام من استند اليهم .
خصوصيات الزاوية الزيانية
إشتهرت كل الزوايا في السلسلة وخصوصا الزيانية بإطعام الطعام لأنها ظاهرة موروثة في اطريقة الشادلية بحيث كان الأشياخ يوصون بها ورثة سرهم من أبنا ء وطلبة .
والشيخ سيدي امحمد بن أبي زيان رغم تقشفه في بداية ظهوره وسيره على منهج شيخه سيدي مبارك بن عزي وسيدي محمد بن ناصر الا أن الحال في الزاوية سرعان ما تغير لما كثر الطلبة والزوار والمريدين وأصبح ضروريا عليه بناء مرافق الإستقابل والتعليم ووجبت النفقة الكبيرة ، واعطاء العلماء والفقرا » والقبض والدفع .
المصدر :
http://lahbib49.maktoobblog.com/